المغالطة هي ادعاء غير صحيح قد يكون مبنياً على أسس وأدلة غير سليمة مما يقود إلى نتائج خاطئة ، أو قد يستند إلى أدلة صحيحة ولكنه ينطلق منها إلى استنتاجات مغلوطة .
وعندما تكون هذه المغالطة متعلقة بموضوع طبي أو صحي يطلق عليها اسم المغالطة الطبية .
كما أن البعض قد يسميها "خرافة " طبية.

ويُعتقد أن المغالطات الطبية موجودة منذ زمن بعيد ، وهي حاضرة في العقل الجمعي للمجتمعات التي تتوارثها جيلاً بعد جيل ، وقد تختلف من مجتمع أو بيئة إلى أخرى .

وتختلف المغالطات الطبية في فداحتها ، فمنها الواضحة مثل أن تسوّس الأسنان ناتج عن حشرة " السوس " ، ومنها التي تتدثر وتكون مختبئة وتخلط الحقيقة بالخداع مثل أن المرهم (الكريم) الفلاني يؤدي إلى إذابة الشحوم وفقدان الوزن ،
ومنها التي تستند إلى الشعوذة مثل تلبُّس الأرواح الشريرة .

ومن الأمثلة على المغالطات الطبية :

• التعرض للبرد يؤدي إلى الإصابة بالإنفلونزا والزكام.
• المسهلات تؤدي لفقدان الوزن.
• شرب الماء يؤدي لتكون كرش.
• مسكن الباراسيتامول (Paracetamol) آمن تماماً ، ويمكن أخذه بأية كمية من دون أية مضاعفات .
( الحقيقة هي أنه قد يؤدي إلى أضرار في الكبد ويجب الحذر عند تناوله واستشارة الطبيب ).
• تناول السكر يؤدي إلى إصابة الشخص بالسكري .
• السكر البني صحي ومفيد .
• الخبز الأسمر لا يزيد الوزن .
• الشياطين تستطيع تلبُّس الإنسان وسكن جسده .

* الأسباب :

• الجهل :
فمثلاً كان الناس يعتقدون أن المريض النفسي المصاب بالاكتئاب قد تلبسته روح سوداء ، أو أن مريض الفصام (الشيزوفرينيا) قد دخل فيه وسيطر عليه الجن أو الشياطين .

• الخداع والتضليل :
مثل أن يشيع شخص أن غذاء معينا مثل الموز أو المستحضر الفلاني يشفي من مرض معين ، وذلك لتسويق هذا المنتج
أو الغذاء .

• التحليل غير الصحيح :
أي الاستناد إلى وقائع متفق عليها وصحيحة للوصول إلى نتيجة خطأ ، مثل القول إن المكملات الغذائية طبيعية، ولذلك فإنها ليست مضرة . فهذا ادعاء خاطئ، فالطبيعي ليس مفيدا أو آمنا بالضرورة ، فالتبغ والحشيش أيضا طبيعيان لكنها مضران بالصحة .

• الحكم المسبق والتحيز :
مثل الادعاء بأن الأدوية مضرة لأنها مصنعة من مواد كيميائية ، وذلك لأن صاحب هذا الادعاء لديه حكم مسبق ضد دواء معين أو الأدوية ، مع أن الحقيقة هي أن الأعشاب مثلا تحتوي أيضا على نفس المواد الكيميائية التي تم استخراج الأدوية أو تصنيعها منها .

• التعميم :
مثل من يجادل بأن عمه الذي يدخن 60 سيجارة في اليوم عاش حتى بلغ عمره المائة ، وبالتالي فإن التدخين آمن
ومفيد للصحة أيضا ، إذ إن صاحب الادعاء هنا يعمم حالة فردية استثنائية ليستنبط منها نتيجة عامة خاطئة .

• عقلية المؤامرة :
مثل القول إن إنفلونزا الطيور كانت خدعة من شركات الدواء لبيع التطعيمات ، أو إن الأدوية التي يبيعها الغرب للدول النامية تحتوي على مواد مسرطنة ، أو إن فيروس متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) تم تصنيعه ونشره للقضاء
على سكان القارة السمراء ، أي أفريقيا .

* العوامل التي تحفز انتشار المغالطات الطبية :

• غياب الرقابة الحكومية مما يسمح بترويج هذه المغالطات وحتى انتشار مراكز " علاجية " تعالج الناس استنادا إليها .

• ضعف الرعاية الصحية المحترفة وعدم كفايتها ، فعندما لا يجد المريض الطبيب الذي يستطيع أن يوفر له العلاج فإنه
قد يذهب إلى أطراف أخرى مثل المشعوذين .

• انخفاض مستوى التعليم وارتفاع معدلات الأمية بين الناس ، فعندما يوجد الجهل تظهر الخرافة ، وبزواجهما
تولد الأمراض .

* نتائج المغالطات الطبية :

• شيوع الأمراض نتيجة عدم اتباع الإرشادات الطبية .

• عزوف الناس عن طلب المشورة الطبية المحترفة من الطبيب ، والاكتفاء بالوصفات الرائجة أو النصائح الشعبية .

• رواج الدجل والتدليس باسم الطب ، مثل المستحضرات العشبية أو الخلطات التي يقول أصحابها إن فيها الشفاء
من كل داء ، بدءاً من الزكام وانتهاء بالسرطان وربما الموت الزؤام .

• انتشار ظاهرة الشعوذة وطرد الأرواح وثقافة التلبُّس وغيرها ، مما يتسبب في نتائج كارثية ، مثل قيام المشعوذين
بضرب المريض النفسي لطرد الروح الشريرة أو صعقه بالكهرباء ، مما قد يؤدي إلى قتل المريض .

منقول