بتاريخ 29-7-2010 وعلى الصفحة الأولى نشر الخبر التالي: ((152 قتيلا بينهم أميركيان في تحطم طائرة باكستانية قرب اسلام اباد))..للأمانة لم اهتم كثيراً بقراءة تفاصيل الحادث ،كما لم يلفت انتباهي عنوان الخبر،الاّ بعد ان ارسل لي الصديق «أبو العزّ» رسالة الى بريدي الاليكتروني يستغرب فيها من صياغة العنوان : لماذا تم تمييز القتيلين الأمريكيين في العنوان عن باقي ركاب الطائرة المدنية المنكوبة؟؟.. وعند رجوعي الى تفاصيل الخبر وجدت ان الطائرة تحطّمت بسبب ظروف جوية سيئة ليس الاّ!! وان ذكر القتيلين الأمريكيين في العنوان الرئيس ما هو الا تكريس لقناعة صنعناها نحن بان المواطن الأمريكي «على رأسه ريشة حتى وهو ميت»..ترى ماذا لو كان على متنها راكب صومالي أو بنغالي او موزامبيقي»...هل سيحظى باحتلال العنوان البارز دون شركاء الموت الــ 150 الآخرين ؟ حتماً لا...
***
في عدد الثلاثاء 3-8-2010 عاد ابو العز ونسخ عنوانا آخر على الأولى وأرسله لي دون ان يعلّق هذه المرّة : ((39 قتيلاً بينهم جنديان بريطانيان في هجمات متفرقة بأفغانستان))..طبعاً ، حفزتني ملاحظته لقراءة تفاصيل الخبر من جديد ، فوجدت أن 5 أطفال أبرياء كانوا من بين القتلى الــ 39..
ترى هل يؤمن الموت بنظرية السيد والعبد كما نؤمن نحن؛ هذا مواطن «دولة عظمى» وهذا مواطن «دولة ملتعن سنسفيلها»...لماذا حتى في أخبارنا نعتبر دم مواطن «الدول السوبر»..زئبقاً أحمر..ودم الشعوب الأخرى مجرد»صلصة»؟
احمد حسن الزعبي
المفضلات