أعلن مصدر رسمي كوري جنوبي أن بلاده ستبدأ قريبا مباحثات مع كل من واشنطن وطهران لفرض عقوبات مستقلة على إيران بسبب برنامجها النووي، وهو ما يهدد سول بخسارة مليارات الدولارات من عائدات علاقاتها التجارية مع الجمهورية الإسلامية.
فقد أكد مسؤول كوري جنوبي في تصريح له اليوم الجمعة أن سول ستجري قريبا جدا مفاوضات مع كل من واشنطن وطهران، تتناول الصعوبات التي قد تواجهها كوريا الجنوبية في حال قررت فرض عقوبات على إيران، مشيرا إلى أن بلاده تسعى للتقليل من الأضرار المحتملة على الاقتصاد المحلي.
ولم يحدد المسؤول الكوري الجنوبي موعد بدء المحادثات، بيد أن مصادر إعلامية توقعت أن تبدأ في غضون الأيام القليلة المقبلة.
آينهورن خلال زيارته لسول الشهر الماضي (رويترز-أرشيف)
المعضلة الكورية
وتواجه كوريا الجنوبية الفقيرة الموارد معضلة بشأن الضغوط الأميركية عليها للانضمام إلى حليفتها واشنطن في فرض عقوبات صارمة على طهران لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي، الأمر الذي سيقوض اتفاقات تجارية ويعرض إمدادات النفط الرئيسية للخطر.
وكان السفير الإيراني في سول قد أبلغ وسائل الإعلام المحلية بأن كوريا الجنوبية ستفقد مزايا اقتصادية كبيرة في إيران إذا وافقت على السير خلف الولايات المتحدة في فرض عقوبات مستقلة.
يشار إلى أن روبرت آينهورن مستشار وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الانتشار النووي وضبط التسلح زار سول الشهر الماضي، ونقل إلى الحكومة الكورية الجنوبية رغبة واشنطن بالانضمام إلى عقوبات أحادية تستهدف إيران، علاوة على العقوبات الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن.
ومن جهتها أشارت وسائل إعلام كورية جنوبية إلى ثلاث مؤسسات إيرانية تعمل في سول كأهداف محتملة للعقوبات، وهي بنك ملت وشركة البتروكيماويات الإيرانية وشركة الشحن الإيرانية (سيسكو).
المؤسسات المستهدفة
وأوضحت هذه المصادر أن العقوبات الأميركية تستهدف بنك ملت لاتهامه بتسهيل تحويلات تقدر بمئات الملايين من الدولارات للبرنامج النووي والصاروخي والدفاعي، وأن كوريا الجنوبية تدرس سبل معاقبة البنك الإيراني بسبب انتهاكه قانونا محليا لتعاملات الصرف الأجنبي، في حين تطالبها واشنطن بإغلاق فرع البنك في سول.
وفي حال وافقت كوريا الجنوبية على فرض عقوبات أحادية على إيران، فإنها ستجد نفسها أمام خسارة مالية تقدر بمليارات الدولارات ستتكبدها شركات كورية جنوبية في مجال الإعمار وبناء السفن.
وتعتبر إيران رابع أكبر مصدر للنفط الخام لكوريا الجنوبية وتمدها بنحو 10% من احتياجاتها منه، وبالتالي فإن وقف الصادرات النفطية الإيرانية إلى سول سيكون له أثر بالغ على اقتصادها الذي يحتل المرتبة الرابعة آسيوياً، لاسيما وأنها تعتمد على الاستيراد لتغطية حاجياتها من الطاقة.
المصدر: وكالات
المفضلات