مقالات
المرأة.. والانتخابات تعدد جهات.. وبعثرة جهود
تنشط جهات نسائية متعددة هذه الايام، استعدادا لموقعة الانتخابات النيابية القادمة، التي اصبحت كامل ملامحها واضحة تماماً الى حد بعيد، سواء باتجاه انجاز مشروع القانون الذي سينظم هذه الانتخابات او باتجاه الصيغ التي اقرها حول العدد والدوائر والتوجيهات والتي من بينها ما طرحه القانون حول توفير فرصة استثنائية للمرأة للوصول الى مقاعد تحت القبة عبر «كوتا» سبق ان كانت وسيلة اتاحة مثل هذه الفرصة اوصلت عدداً من النساء الى مقاعد في برلمانات سابقة، وجاء القانون الجديد، ليؤكد على التزام بالابقاء على هذه الفرصة مما يؤشر على موقف ثابت يقضي بضرورة مشاركة المرأة في القرار السياسي والتشريعي.
بداية لا حاجة لبيان، ان تثبيت مبدأ «الكوتا النسائية» في القانون الجديد، انما جاء عبر القناعة بأن المرأة لم تصل بعد الى قدرة تمكنها من تنافس مفتوح مع الرجل وصولاً الى المقاعد النيابية كمرشحة تتساوى مع الرجل في الحقوق النيابية بدءاً من عملية الترشيح وحتى الوقوف عند معادلات الفرز التي على اساس ارقامها يتحقق الفوز او عدمه، من هنا فان «الكوتا النسائية» التي شرعها القانون ستكون هي البوابة التي ستعبر منها المرأة الى فضاء قبة البرلمان عبر ضوابط وصفها القانون الذي اقر هذه الكوتا، انطلاقاً من الوقائع التي اسلفناها والتي كما قلنا تؤشر على تحقيق خطوة ثابتة اخرى باتجاه وصول المرأة الى حقوق غابت عنها.
هكذا.. يبدو واضحاً.. ان مسيرة ليست بالقصيرة ما تزال امام المرأة الاردنية، لتصل الى موقع الهدف الذي ارادت نظم وتشريعات المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة تحقيقه على الصعد الاجتماعية والسياسية كافة، بيد انه وعلى الرغم من السنوات العديدة التي مرت حتى الآن، منذ ان شرعت التشريعات هذه المساواة، ومنحت المرأة حق التصويت ومن ثم الترشيح، تقول على الرغم من كل هذه السنوات الا ان المرأة وما تزال تقف امام صناديق الاقتراع، ليس لمنافسة الرجل، ولكن بانتظار مخرجات الكوتا التي منحها اياها القانون، والتي على اساسها ستجلس الى جانب الرجل تحت القبة، وتتمتع بالامتيازات ذاتها التي يتمتع بها، ونقصد رقابة وتشريعاً..!.
نعود الى رصد النشاطات التي تعم ساحات العمل النسائي باتجاه الانتخابات النيابية هذه الايام، لنقرأ في حراكها تعدد الجهات وبالتالي توزع القدرات التي تفضي الى بعثرة الجهود التي يفترض ان تتكاتف الآن باتجاه تحقيق انجاز يفضي الى نجاحات متقدمة، ويعكس صورة ايجابية عن وحدة العمل النسائي الذي يجب ان تبدو ملامحه واضحة تماماً في مثل هذه الظروف، هناك عدد كبير من مؤسسات نسائية تصدت للاعداد والاستعداد للعملية الانتخابية، فما دام الهدف واحداً، والمسيرة في الاتجاه ذاته، فلماذا لا يتم توحيد الجهود بدءاً ببناء وعي عملي قادر على تحريك مجتمعي يوفر مشاركة فاعلة للمرأة يساند المرأة المرشحة، وانتهاء بتوحيد المواقف تجاه المرشحات انفسهن؟.
نزية
المفضلات