هناك كثير من الأخطاء تقع في رمضان تخالف هدي النبي- صلى الله
عليه وسلم- وصحابته - رضي الله عنهم-، نذكر بعضاً منها على سبيل المثال مما ظهرأهميته، وخفاؤه على كثير من الناس :
- ومن الأخطاء: أن هناك من يعيب علىالمسافر الفطر، وهذا خطأ،
لما ورد عن أنس بن مالك قال: { كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم } متفقعليه
-
ومن الأخطاء: تحرج بعض المرضى من الأفطار والإصرار مع وجود المشقة، وهذاخطأ فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر، ويقضي بعدذلك، قال تعالى: { من شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة منأيام أخر } ( البقرة:185).
3- ومنها أخطاء تتعلق بالمفطرات:
- فمن ذلك أن بعض الناس في أثناء وضوئه يبالغ في تخفيف الاستنشاق حتى لايكاد يبين . وربما يكون فعلهذلك مخلاً بوضوئه، وإن كان فاعلها يتذرع بالصيام فيقال إن الصائم مأمور بعدمالمبالغة في فعلهما لا المبالغة في تخفيفهما فالوسط هو المطلوب .
- ومن ذلكالإنكار على من استعمل السواك بعد الزوال بحجة أن ذلك يجرح الصوم أو يقلّل أجره . والصحيح أن السواك جائز بل سنّة للصائم في أول النهار وآخره لا فرق في ذلك ، ويشهدلهذا عموم الأدلة في فضل السواك والحث عليه ،وقال فضيلة العلاَّمة محمد بن عثيمين-رحمه الله-:"ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو سنّة لهولغيره في كل وقت،في أول النهار وآخره".
- ومن الأخطاء: تحرج بعص الصائمين منبلع الريق في نهار رمضان وما يصاحب ذلك من كثرةالبصق بحجة عدم إفساد صومه، وتأذيالمسلمين بهذا.
والصحيح:أنه لا بأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك.
- ومما ينبغي التنبيه عليه أيضاً أن بعض الناس إذا حان موعد إفطاره وغربت الشمس وأذّن المؤذّن للمغرب لايزال ذلك الصائم يتمتم بدعوات إلى أن يفرغ الأذان أو يكاد . والأولى بهذا أن يبادر إلى الفطر مباشرة تحقيقاً للسنّة ومبالغة في مخالفة اليهودوالنصارى . قال صلى الله عليه وسلم : "لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" . وقالصلى الله عليه وسلم : "لايزال الدين ظاهراً ماعجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارىيؤخرون" .
وهناك سنة ربما ينساها البعض وهي ما جاءت في حديث أَنَسِ بْنِمَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ, قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهوسَلَّم إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ : أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ.
- والبعض من الناس هداه الله يحتاط كذلك في السحور فيمتنع عن الطعام والشراب قبل الأذان احتياطاً وهذا تنطع في الدين، ولذا من الخطأ ما يكتب فيالتقاويم عبارة (الإمساك) إنما وقت الإمساك عن الأكل هو حين الأذان، والأصل أنَّيكون المؤذن أميناً.
ومن الخطأ في ذلك أن بعض الناس يترك سنة السحور فيجعلالسحور مع العشاء! والسنة أن يتسحر والسَّحور لابد أن يكون في وقت السحر قبل الفجر،ولو شيء قليل وفيه بركة كما جاء في السنة.
- ومن الأخطاء: ما يفعله بعض الناس منتركِ الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته.
قال الإمام عبد العزيز بن باز- رحمه الله -: من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أويأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك فينهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهارمحارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان). مجلةالدعوة:1186).
4- وهناك أخطاء تكون أثناء الذهاب لصلاةالتراويح ومنها:
- ما يلاحظ أن بعض الناس من الحرص على إدراك صلاة التروايح مع إمام معين أو في الحرم ولو ترتب على ذلك فوات صلاة العشاء أو فوات شيء من ركعاتها . وهذا خطأ واضح وفعل لايجوز ، وصاحبه آثم إذا علم أن صلاة العشاء ستفوته مع قدرته على إدراكها كاملة .
- ومن الأخطاء: تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاةالتراويح، كذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضاً من رفع الأصوات في المساجد، وهذاالأمر ذاته موضع فتنة فكيف إذا كان الزمان فاضلاً والمكان فاضلاً؟!
5 - ومما يتعلق بصلاة التراويح والقنوت فيها:
- أن بعض الأئمة يبالغ في العجلة في صلاة التراويح فينقرها نقراويعجل في القراءة ليقرأ أكبر قدر من الصفحات.
- والبعض يطيل في القنوت ويخترع من الأدعية وهذا خلاف السنة، وفيه مشقة على الناس، وغالب الأئمة يرتلونالدعاء وكأنه قرآن، والبعض من الناس يرفع صوته في الدعاء أو في التأمين، وهذا كلهخلاف السنة.
والوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء قنوت الوتر كلماتيسيرة وهي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:
" اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت . وتولني فيمن توليت . وبارك لي فيما أعطيت . وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولايقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت . تباركت ربنا وتعاليت" قال الترمذي: حديث حسن ولا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيء أحسن من هذا.
- ويلاحظ على بعض المأمومين أنهم يحملون المصاحف في قيام رمضان ويتابعون بها قراءةالإمام وهذا العمل غير مشروع ولا مأثور عن السلف ولا ينبغي إلا لمن يرد على الإمامإذا غلط،والمأموم مأمور بالاستماع والإنصات لقراءة الإمام.
- ومن الأخطاء أن بعض المصلين يرفع بصره إلى السماء طيلة قيامه في دعاء القنوت أو حال التأمين على دعاءالإمام، وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم - :"ما بال أقوام يرفعون أبصارهم الى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطفن أبصارهم".خ،م.
- ومن الأخطاء ما يفعله البعض بعد فراغهم من قنوت الإمام من كونهم يمسحونوجوههم بأيديهم، وهذا الفعل لا يوجد له دليل ثابت، إنما هو حديث ضعيف غير صحيح، وقدصرح غير واحد من الأئمة أن مسح الوجه بعد الدعاء غير مشروع ومنهم الإمام مالك وأحمدوابن المبارك وابن تيمية واللجنة الدائمة ومن ضمنهم ابن باز، وكذلك ابن عثيمين.
ومنن السنن التي يغفل عنها البعض:أن يقول بعد السلام من الوتر (سبحانالملك القدوس) ثلاث مرات،يطيل في الثالثة ويرفع بها صوته، والأفضل لأئمة المساجدتذكير الناس بها،
فاتقوا الله عباد الله وتفقهوا في دينكم والزموا سنة نبيكم واحذروا من البدع، لتكون أعمالكم حسنة مقبولة عند ربكم.......
المفضلات