مقالات
حبة زيتون
قالت : وأرى في حبيبي شجرا عاليا غير ذاك الذي في الوديان.
وأرى في حبيبي شمسا غير تلك التي فوق السحاب.
وأرى في حبيبي شمعا يحترق دون دخان.
وأرى في حبيبي نجمة تلمع لا تحمل في طياتها نيزكاً أو شهاباً.وبعد عام قالت : كيف أقبل حبا صنع في عدة أعوام صناعة، ما عاد كما كان حبا يقدس بجدارة، كيف!؟ وهواي بعيد عن تكاليف الطبيعة وعن البراعة... خاب ظني بعد ما... فالحب بات كتمثال ثلج عال عال فوق ارض جرداء، هكذا غدا الحب كلمات هراء تتناثر على أوراق، وحين ينقشع الثلج...
قالت له انتزع لي نجمة من السماء.. ضعها بكلة على شعري، اصنع لي من الماء حلياً.. ضعني على قمة في السماء، ابني لي بيتا من الاحلام وصورة بالامال، عاشت تطلب ولم تنل سوى انها تعيش في الاوهام وضاعت نفسها التي عودتها على الاحلام.
وبعد عدة اعوام قالت دع حبي يخيل الي كما كان، لا تدع الاقلام تسرقه مني جثة بعدما مات أحب ان احيا ذكريات ماض قد فات، وانت عش على انغام لحن في غابة النسيان دع صغيرتك تعيش دون احزان، واعلم ان حياتها دونك تنعم بالهناء.
وبعد ذلك ادركت انها تائهة فقالت تدور الآهات في رأسي كأقحوانة وغدت غمامات الحياة كأرجوانة وعادت حياتي كلها مرجاً بحانة، علوم الحياة جهل الممات، وبسماء الدنيا تطير حمامات، أدور في الدنيا املك مواعيدها، أختط طريقا واسير ملايين المسالك، وادور ابحث عن اشياء املكها، وحين أعود خائبة، اتوج رأسي بتاج التعاسة، ظنا مني أني لا اجد شيئاً.
وتسألني نفسي عن ماذا تبحثين! إجابتي تخدعني وكلماتي تهرب مني محتالة، تقول اني لا املك اجابة وعيناي كبندول يرقص تائها، سرابا بسراب، وعيناي جائعتان، سواد الليالي عندي محبب ولدي ظلمة الدنيا وما فيها. نفسي تاهت في عالم الشموس وضلت طريقها في مدينة النور وحبست في قمم الجبال.
بعد مرور اجمل ايام العمر بدأت تبحث عن بديل فقالت ضممت نفسي التي كرهتها الى فريق لعلها تنعم بالسعادة.. آه ترى الحريق ثم بدأت اشغل نفسي بطلاء الاظافر وساور نفسي الشك اني بدأت اشعر بالسعادة... لعل قلمي ذاتي ودواتي.
اخيرا افاقت وقالت لا تضيعوا حياتكم لا تجعلوا حبكم حبة زيتون. فالحب اشجار زيتون بل بساتين، اغصانها ادراك وثمارها وعي ونتاجها ابداع. أما آن الأوان أن نطلق على كل ما يناسبنا ويدعمنا ويجعلنا ندرك ذواتنا الراقية حباً، مئات الفلاسفة والكتاب والشعراء عرفوا الحب، لا تعريف محددا للحب، اما انا فاعرف الحب اشجار زيتون لا حبة زيتون، ولكل قارئ ان يقرأ هذا التعريف من منظوره.
نسرين الحمداني
المفضلات