كريمان الكيالي- كل عرس له قصة ، يخلف حكاية ليس بالضرورة أن تتحدث عن حفل باذخ وعشاء فاخر بفنادق خمس نجوم، وفستان عروس باهظ الثمن, أو شهرعسل في ربوع أجمل المناطق في العالم .
من النادر ان يمر عرس دون مفاجأة غير متوقعة ، واذا كانت من العيار الثقيل فقد تؤثر على سير حفل الزفاف مثل قصة العروس التي صرخت في وجه عريسها، اثر انسكاب كوب العصير من يده على فستانها ، فكان رد فعله عنيفا للغاية، طلقها على الفور ، وخطب فتاة من المدعوات على الارجح كانت ابنة عمه ، او حكاية عروس محجبة ابتلعت دبوسا، قبل بدء حفل زفافها بدقائق وهي تضع غطاء الرأس، لتستدعي الحادثة نقلها للمستشفى واجراء عملية لاستخراج الدبوس الذي استقر بإحدى رئتيها ، ليتم انقاذ العروس ولتعود للحفل بعد فترة عصيبة من الانتظار والتوتر لم تستثن حتى المدعوين.
وهناك العديد من الحكايات الطريفة في الاعراس برغم ما تحمل من حرج ..عروس ينكسر كعب حذائها وهي ترقص في الحفل ، فتضطر للرقص بلا حذاء بل وتبقى طيلة الحفل حافية القدمين ، عريس يقع اثناء الزفة عن ظهر صديقه الذي داس على مخلفات قشرة موز في الشارع ..فأصيب ببعض الرضوض التي استدعت بعض الحقن المسكنة ..الخ
لكن ليست كل الافراح بهذه الاحداث التي تحمل بعض الطرافة أو الالم او الصدمة ، فهناك اعراس عادت بقصص مأساوية، كما حدث في تفجيرات عمان 2005 التي حولت عرس «ناديا وأشرف « الى مأتم ، راح ضحيته عدد من أفراد عائلتي العروسين وكثير من المدعوين ونز لاء الفندق، ، وهناك عرس وصف بانه الأتعس في اليابان، حين وقع زلزال عنيف اثناء مراسم حفل الزفاف ،فخلف الكثير من الضحايا ايضا .. وقبل بضعة ايام قضت أسرة جزائرية يوم عرس ابنتها ، في حادث سير مؤلم اثناء جلبها لفستان الزفاف ...والقصص
لا ولن تنتهي..
اما أحدث الحكايات فخرجت من عرس «عزيز « وذلك قبل بضعة ايام، فبعد فترة خطوبة قاربت ثلاث سنوات ، تم تحديد موعد للزفاف وقبل الحفل بيومين فقط، حدث خلاف بين اسرة العروسين حول من ينقل ملابس العروس الى بيت العريس، وتطور الى ملاسنات جارحة بين اشقاء العروس والعريس ، وكاد يؤدي الى تأجيل الحفل لاشعار آخر او حتى الغائه برغم توزيع بطاقات الدعوة وحجز الصالة التي سيقام فيها الحفل ، لولا تدخل وسطاء بذلوا جهودا كبيرة بين اسرتي العروسين ، استطاعوا « لملمة « الموضوع ،والاتفاق على نقل ملابس العروس بسيارة احدهم ليتم العرس في موعده .
النصف الآخر من الحكاية كما يقول «عزيز «، وهو موظف وطالب يدرس في الجامعة .. فهي حلوى العرس..حيث أصر والده -اختصارا للنفقات- ان تكون ضيافة السيدات في الحفل» جاتوه « وان يقتصر تقديم الكنافة على الرجال ، فرفض أهل العروس هذا الطلب غير المنطقي والمحرج من وجهة نظرهم ، خاصة وان الطقس شديد الحرارة والجاتوه قد يفسد بسرعة بسبب مكوناته من الكريما والبيض، فاضطر والده للرضوح لمطالبهم ، وفي ذات العرس ايضا وقع إشكال آخر.. حول غذاء العرس الذي يعقبه النقوط ، حين تم تقديم مناسف اللحم للرجال ومناسف بالدجاج للنساء ، فقاطع كثير من المدعوين الرجال الغذاء، باعتبار ان التفريق السافر فيما يقدم للنساء والرجال ليس في محله ، ولا يجوز معاملة النساء باعتبارهن أقل مهما كانت الاسباب . ويستذكر البعض احداث في حفل زفافهم ويقول «ياسين» : بالطبع لايمكن ان ينسى الانسان ذلك اليوم ، يومها تساقطت الثلوج ، وكان علي أن أحضر من المحافظة التي أعيش فيها الى صالة العرس في عمان ، الطريق كانت سالكة بصعوبة ، فكرت ان أستعين باجهزة الدفاع المدني ، استأجرت اسرتي باصا تم تحصينه بالجنازير خوفا من الانزلاق ، لأصل العرس مع أسرتي بعد موعده باكثر من ساعة ، الصالة كانت مكتظة بالمدعوين والعروس تجلس وحدها في» الكوشة، ثم اندمجت بسرعة في أجواء الفرح،
اما «ليلى « والتي تزوجت قبل خمسة عشر عاما ، فتقول :» بانها عاشت مفاجأة جميلة لم تكن تخطر بالبال قبل دخولها صالة الفرح، فوجئت بقدوم شقيق لها يعيش في امريكا منذ سنوات ، برغم انه اعتذر عن الحضور بسبب انشغالاته ، لكنها وجدته يقف امامها هو واسرته ، لم تصدق عينيها ، انخرطت في البكاء من الفرحة .
تمضي الاعراس لكن القصص والحكايا والمفاجآت، التي ترتبط بها هي التي تبقى، يتحدث عنها ليس اصحابها بل من سمع عنها او كان شاهدا عليها .. فهي على ما يبدو حدث مهم في حفل الزفاف .
المفضلات