أسير نظراتٍ مغايرة لنظرات عابري السبيل
... ولاحظ انها تنظر اليه نظراتٍ تطول في فترتها الزمنية نظرات عابري السبيل ... فلم يعطي لها بال ولا
أهتمام وتجاهلها ... ولكن الامر تتابع بوتيرةٍ منسقة مقصودة ذات اهتمام كبير ... فأخذت من اهتمامه مكاناً
للتفكير واستيطاح الامر ... فجعل ظهوره امامها بغير مكان وزمان ليدرس ردة فعلها لهذا الامر ... وكان ما
توقعه من انها تنظر اليه بنفس النظرة في أي مكان وأي زمان ....
وذات يوم وبعد ان وقع بغرام تلك النظرات ان تجراء واستوقفها طالباً معرفة أسمها ومكان الكلية التي
تدرس بها ... واجابته عن تسائلاته ... ومن شدة استغرابه بسرعة استجابتها ... تراءى في ذهنه اسماً
مغايراً لما كانت تحمله من أسم .... وفكركثيراً وحلم أحلاماً بعيدة جميلة ...
و في صبيحة يومٍ من الايام لم تطل على ذاك اللقاء العابر ... ذهب هناك ... ذهب الى كليتها يسأل عنها ولم
يجد من يعرف فتاة بهذا الاسم ... فأصبح يقول بنفسه ... هل خدعته وضحكت عليه وابعدته عن دربها ....
كيف ذاك وهي التي كانت ترمقه بنظرات مغايرة عن نظرات عابري السبيل ... ولكن القدر كان يخبء له ما
لم يكن في الحسبان ... شاهدها بعينيه المتلهفتين للقياها ... فتقدم اليها وسعادته لا يضاهيها شيء الا
سعادتها بلقياة وقد أصبح حلمها حقيقة وبين يديها ... ها هو من رف قلبها بنظرتها اليه يقف امامها ...
فصافحها وافرغ كل احاسيسه ومشاعره بتلك اللحظات القليلة التي تلامست ايدهم بعضها ببعض ... وكانت
البداية حين أخبرته عن أسمها وتبين له انها تحمل اسماً مغايراً لما تراءى له ... كانت البداية التي حُكم
عليها ان تكون النهاية في المكان لا الزمان ... وسارا على دروب المحبة اياماً كثيرة تعد بالسنوات ... وكان
لقائهما ... ثوانيه كرمشة عين ... وساعاته كلحظات سعادة منسيه في اللازمان ولا ينطبق عليه قانون او
برهان ... وكانوا يقفزون على حقيقة النهاية ... كقفز الكنغر بمشيته ... لا يريد احدهما تصور هذه النهاية
حتى ولو لمجرد فكرة عابرة .... تناسوا الكون بما فيه ... تناسوا الزمان كيفما كان وكيفما شاء ... ولكن لا
بد وان تكون للنهاية مكان ... وللصورة ان تكتمل ... وذلك لان البداية كانت النهايه بالمكان واصبحت الان
بالزمان ... لم يتصوروا كم ستكون النهاية قاصية صعبة جارفة قاتلة ... أو كانوا ... ولكنهم قفزوا عنها ...
وكلما كانوا يقفزون كانت صورة النهاية تكبر وتتعقد وتشتد حلقاتها تماسكاً وقوة .... انها النهاية القاصية
أذاً ... قد أن أوانها ... هي ذهبت الى سجن أبدي لا خروج منه بعرفهم .... وهو هداه الله ان يتخلص من تلك
النظرة التي لم تكن في يوم من الايام .... نظرة كنظرة عابري السبيل .
وسارا بطريقٍ واحدٍ مغايرٌ في الاتجاه لكل واحد منهما ...
هو يعرف شعوره ومقدار المه ... ولا يعرف هو شعورها ومقدار المها .
المفضلات