الزيتون الفلسطيني يعاني الأمرين بفعل الاحتلال
ينخرط آلاف الفلسطينيين هذه الأيام بالدخول بموسم الزيتون الجديد، ورغم آمال الكثير منهم بهذا الموسم، إلا أن اعتداءات المستوطنين تقف لهم بالمرصاد، حيث يتبدد الأمل لدى كثير من الأسر الفلسطينية وخاصة تلك التي تقترب أراضيها من الجدار الفاصل أو المستوطنات.
حيث يُعتبر المستوطنون الإسرائيليون العدو الأول لشجر الزيتون قبل أن يكونوا عدوا للمواطنين وأراضيهم، لا سيما وأن المستوطنات تسيطر على نحو 60% من الضفة الغربية.
وبدأ المستوطنون الفعل مع انطلاق موسم قطف الزيتون بمهاجمة حقول ومزارع للمواطنين بمناطق مختلفة بهدف سرقة المحاصيل وتدمير الأشجار.
وحسب مصادر رسمية فلسطينية فان 5% من الزيت الفلسطيني سيفقد نظرا لسيطرة المستوطنات على أراضي الزيتون، مبينة أن الجدار الإسرائيلي يعزل نحو 4.3% من مساحة الزيتون المثمر (حوالي 40 ألف دونم).
شبان فلسطينيون يقطفون الزيتون بقرية جيوش في قلقيلية بالقرب من الجدار الفاصل
وتوقعت بيانات لوزارة الزراعة الفلسطينية تراجع إنتاج موسم الزيتون لهذا العام (2010) أكثر من 30% مقارنة مع 2008، وأرجعت ذلك إلى جملة أسباب بيئية وسياسية وأخرى تتعلق بالمزارعين أنفسهم.
وتوقعت الوزارة، وفق بيان وزعه المركز الإعلامي الحكومي أن يكون معدل إنتاج الدونم الواحد من الزيتون لهذا الموسم حوالي 122 كيلوغراما، وأن ينتج الموسم الحالي نحو 115 ألف طن من ثمار الزيتون.
وأوضحت أن نحو 11 ألفا و500 طن من الزيتون ستستخدم للتخليل، أي نحو 10% من مجموع الإنتاج، والبقية ستستخدم لعملية العصر التي يتوقع أن تنتج هذا العام نحو 24 ألف طن زيت، أي ما يعادل 80% من إنتاج الموسم 2008.
وذكرت معطيات الوزارة أن الاستهلاك المحلي من الزيت بالأراضي الفلسطينية في ضوء الإنتاج المتوقع لهذا العام سيبلغ نحو 15 ألفا و319 طنا، بنسبة 3.8 كلغ للفرد، وبلغ معدل الفرد من الزيتون 2.8 كلغ.
كما أشار فارس الجابي رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية لتراجع إنتاج زيت الزيتون الفلسطيني منذ عام 2007، محذرا من أن نصبح مستوردين للزيت بعد أن كانت فلسطين تصدره.
قرى فلسطينية تقترب من مستوطنات يصادر الاحتلال زيتونها
وأرجع المهندس الجابي ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الاحتلال ومصادرة الأراضي، إلا أن من الأسباب التي أوضحها هي: "الشيخوخة" التي يعاني منها شجر الزيتون الفلسطيني والتي تؤثر على كمية إنتاج الشجرة.
ففلسطين تنتج 1% من حجم إنتاج زيت الزيتون العالمي، وتقدر الأراضي المزروعة بشجر الزيتون 938 ألف دونما، بينما مساحة الزيتون العالمي 105 مليون دونما، موضحا أننا سنبقى محافظين على المساحة لكن الإنتاج يقل بسبب الظروف الجوية المتذبذبة، وكبر عمر أشجار الزيتون، وتقصير المزارعين في عمل "تشبيب" للأشجار، والتقليم والعناية اللازمة لشجرة الزيتون
كما أشارت إلى أن مساحة الزيتون المثمر بالأراضي الفلسطينية تبلغ نحو 938 ألف دونم.
وتعد منغصات الاحتلال للمزارعين علاوة عن مصادرة ارضهم وسرقة زيتونهم كالمنع من الوصول للأراضي وملاحقتهم واعتقالهم والسماح للمستوطنين بمهاجمتهم عوامل أخرى تضفي شيئا جديدا على حياة المزارعين.
المفضلات