استنكرت الجبهة الوطنية التقدمية قرار الجامعة العربية بتعليق مشاركة سورية في اجتماعاتها، مبينة أن هذا التعليق يقوض الجامعة والأسس والمبادئ التي قامت عليها ويخالف ميثاقها وضوابط عملها ويفتح الطريق واسعا أمام تفكيك العمل العربي المشترك، إضافة لفتح الباب أمام التدخل الخارجي.
وقال بيان للجبهة، يوم الأربعاء، نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إنها "ليست المرة الأولى التي تواجه فيها سورية تحديات خطيرة، لكنها الأخطر كونها مطبوخة في مطابخ الصهيونية والأمريكية والغرب".
وأوضحت الجبهة أنه "بعد صدور القرار عمدت بعض الدول العربية إلى اتخاذ مواقف تستهدف تصحيح ما اختل من عمل الجامعة بفعل عدم قانونية وشرعية قرارها ومخالفته لميثاق الجامعة، إلا أن ذلك اصطدم بمواقف مسبقة اتخذتها دول عربية أخرى من شانها قطع الطريق على الجهود المبذولة لاستعادة أساليب عمل الجامعة لصدقيتها وشرعيتها".
وكانت مجلس الجامعة العربية الوزاري أصدر مؤخرا قرارا بتعليق مشاركة سورية في أنشطة الجامعة وذلك بعد اتهامها بعدم تنفيذ التزاماتها المتوجبة ضمن الخطة العربية لحل الأزمة السورية، ما دعا قرار الجامعة إلى سحب السفراء بشكل غير ملزم.
وأشارت الجبهة إلى أن "ذلك كان من خلال إجهاض القمة العربية الطارئة التي دعت سورية لعقدها إضافة إلى مواقف وإجراءات أخرى تسد الطريق أمام إمكانية العمل العربي المشترك الذي تأسست الجامعة العربية بغرض تحقيقه وكانت سورية في مقدمة الدول العربية المؤسسة لهذه الجامعة".
وكانت سورية دعت إلى عقد قمة عربية طارئة بعد يوم من تعليق مشاركة أي وفد سوري في أنشطة الجامعة لبحث الأزمة السوري مشددة على ضرورة أن يكون الحل عربيا معلنة تمسكها بالمبادرة العربية كإطار للحل، إلا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قال إن الوقت ليس مناسبا لعقد قمة عربية طارئة بشأن سورية، مضيفا لم نتلق أي رد على طلب سورية عقد قمة سوى من دول الخليج الذين أبدوا رفضهم.
واعتبرت الجبهة أن "التدخل الخارجي الذي يعمل عليه بعض العرب يهدف إلى تمكين مشاريع الهيمنة على الوطن العربي واستلاب إرادته لتحقيق أغراضها في إقامة ما يسمى الشرق الأوسط الجديد في خدمة المصالح الأمريكية والصهيونية".
ورأت الجبهة أن "كل ما يجري مؤامرة كبرى على سورية ونهجها السياسي وإستراتيجيتها القومية ودورها الفاعل والمؤثر في محيطها وأن هذه المؤامرة محكوم عليها بالإخفاق بفضل وعي الشعب السوري وصموده وتماسكه ووحدته الوطنية"، مشيرة إلى "خروجه بكل أطيافه إلى ساحات الوطن رفضا للقرار وللمؤامرة التي تحاك ضد بلده وتعبيرا عن دعمه لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد".
وكانت عدة محافظات في سورية شهدت مؤخرا مسيرات حاشدة دعما وتأييدا للوطن, كانت أبرزها في دمشق وحلب, كما شهدت أيضا فعاليات رفع أعلام الوطن تأييدا للبرنامج الإصلاحي الذي يتبناه الرئيس بشار الأسد وتمسكا بالوحدة الوطنية، في الوقت الذي تشهد فيه محافظات سورية عدة مظاهرات تنادي بشعارت مناوئة للنظام.
وقالت الجبهة إن "الذكرى الـ41 لقيام الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد والمستمرة بقيادة الرئيس بشار الأسد تشكل مناسبة لتأكيد وقوف الجبهة وأحزابها جنبا إلى جنب مع القوى الحية والفاعلة من جماهير شعبنا الصامد لإجهاض المؤامرة التي تهدف إلى إضعاف سورية وضرب وحدتها الوطنية".
وتوافدت حشود من السوريين إلى الساحات العامة في عدد من المحافظات، يوم الأربعاء، للمشاركة في المسيرات الشعبية بمناسبة الذكرى ال41 للحركة التصحيحية, وللتعبير عن دعم القرار الوطني السيادي المستقل ووفاء للوطن, وتأكيدا على الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار, ورفضا لقرار الجامعة العربية بحق سورية وللتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية.
وأكدت الجبهة على أن "سورية ستخرج من الأزمة أكثر قوة وفاعلية وقدرة على الاستجابة لحقائق التاريخ ووقائع الجغرافيا التي صنعت لها على خارطة العالم موقعا ودورا متميزا".
وتشهد عدة مدن سورية، منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار الماضي، أعمال عنف أودت بحياة أكثر من 3500 شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما تقول السلطات السورية أن أكثر من 1100 من الجيش والأمن سقطوا منذ بدء الأحداث بنيران جماعات مسلحة.
يشار إلى أن الجبهة الوطنية التقدمية في سورية تأسست في 7 آذار من العام 1972 تتالف من نحو 10 احزاب يقودها حزب البعث الذي يعتبر حزبا قائدا للدولة والمجتمع، وتعتبر القيادة المركزية للجبهة إحدى مؤسسات الجبهة التي تضم أيضا كلا من (القيادات الفرعية في المحافظات، والمكاتب واللجان).
سيريانيوز
المفضلات