همسات لمسات، وابتسامات تعلو الوجنات، ضجيج هنا وضحكات هناك، اناس اجتمعوا في يوم للاحتفال بعيد ميلاد حلا، كانت مفاجأة لحلا لم تكن تعلم بها...
فالأم قد زينت وردتها وأخرجتها مع والدها للتحضير للحفلة، أخذ الأب وردته المشرقة الى السوق، تسوق معها وأدخل السرور لقلبها الأبيض الصغير فلم يكونا يتوقفان عن الابتسامة اشترت حلا أشياء كثيرة وكانت في غاية الفرح والسرور واذا برنين من الهاتف يصدر، انها والدة حلا المتشوقة لمفاجأتها تخبر أباها للعودة للبيت مع حلا...
لم تسر حلا بهذا الخبر، أرادت أن تقضي وقتا أطول وأطول لكن أباها كان مصرا...!!! هل هو احساس بداخلها بأن هذه اخر نبضاتها ؟؟؟؟!!
صعدوا الى سيارتهم وأخذت حلا ترى ما اشترته كانت في غاية الفرح والسرور. فجأة؛؛ ومن غير سابق انذار سيارة مسرعة طائشة ومتهورة تصطدم بالسيارة التي كانت فيها حلا وأباها، فتوقف نبض الشارع لا أحد يتحرك، الجميع ساكنون مفاجئون واذا بصوت الاسعاف وسيارات الشرطة يعم المكان، والناس كالنحل المجتمع حول الحادث.
كانت أم حلا بانتظارها كما كان الحال لأعمامها وأخوالها وجميع أقرانها. فبلحظة واحدة فاذا بالهاتف يدق جرسه حادث سير مع حلا وأباها، فانسدل ستار الصمت في تلك اللحظة، وبعد حين تعالت صرخاتهم وكأن زلزالا أو بركانا هدم البيت عليهم، وصرخت الأم تعلو وتعلو حتى أصبحنا نفرقها من بين الصرخات فقد توقف عقلها عن التفكير الاعن رؤية وردتها، لملمت أجزائها وانطلقت وهي تتعثر لترى ما الأمر؟؟ وشعرت و بأن الدنيا تمشي معها.
فاذا بابنتها على السرير الأبيض انكسر قلبها وانجرح ضميره، لم تستطع الصراخ ولا الكلام، كل جزء من جسدها كان ينزف مع جسم حلا الصغير، لم تفكر الا بشئ واحد أن تكون زهرتها حيه لتحيى ما تبقى من أيامها معها، سمعت اهاتها تقطر قلبي ألما، وقالت: تركتني تحت جناح الظلام وأصبحت كالمجنونة تضحك وتبكي، ؛؛ تضحك: على تلك الأيام القليلة التي قضتها مع حلا،،، وتبكي: على السنين الطويلة التي ستقضيها متذكرة هذا اليوم..
فقد أصبحت تحت مظلة الحزن واليأس والحرمان، فقد وشم على قلبها حزنها وصورة ابنتها، وانطبع في ذاكرتها حبها.....
هذا ما خلقته وحوش الطرقات من زهق للأرواح وتعاظم للالام ؛؛ فهذا يتيم وهذه أرملة، وهذا فاقد أولاده وهؤلاء حرموا من أبنائهم وهؤلاء اختطفوا من أحضان أمهاتهم زهور لم تتفتح بعد عدا عن هؤلاء الذين رقدوا في المستشفيات يصارعون الامهم..
آآآآآه لك أيها الزمان يسابق فيك المنية الأيام، فأسمع الى صرخة انفجرت كالبركان، رافقتها دموع احرقت الأجفان، أوقفوا وحوش الطرقات،، الى متى ستنتهك الحيااة؟؟؟!! الى متى ستحطم الآمال؟؟!! الى متى سنبقى نقول: حادث سير؟؟ والى متى سيبقى شبح الموت رفيق دربنا؟؟؟؟ الى متى؟ الى متى؟
بقلمي..
المفضلات