*·~-.¸¸,.-~*يقتل زوجاته وينام مع بناته*·~-.¸¸,.-~*
أخذ الكومسير فرانسوا منصيور رئيس مركز شرطة بروكسل يتأمل الشابة أنياس التي كانت تجلس
أمامه على الطرف الآخر في المكتب، كانت تبدو بمحياها الهادىء، وشبح تلك الابتسامة القلقة التي
تتردد على ركن شفتيها وكأنها فتاة عادية ، عاشت وتعيش ككل فتيات بلجيكا ولا يعكر صفو حياتها أي
بؤس أو شرخ أو شبح مأساة! وكان يردد لنفسه، لا، غير معقول، لا يمكن أن يكون ما تردده هذه
الشابة الساعة حقيقياً! وإلا فإن الرهبان، حراس كنائس السماء وليسوا حراس كنائس الشيطان!!
وتصور فجأة أن يتركها تراجع نفسها وتتأكد مما جاءت تصرح به فنظر إليها في ثبات وقال لها بحزم:
اسمعيني جيداً، أنا أريدك أن تخرجي الآن من هذه الغرفة، وتذهبي إلى الشارع، ثم تفكرين وأنت
تحتسين القهوة في الشارع المقابل في كل كلمة ذكرتها لي، أتسمعين.. يجب أن تتأكدي من صحة ما
تقولين، ومن رغبتك في الإفصاح بكل هذه التفاصيل، بعد ذلك فقط، وبعد أن تكوني قد فكرت مائة مرة،
عودي إلي إذا أردت، وأنا سأسمع منك وسأسجل رسمياً ما تقولينه لي. نهضت عندها الفتاة وكأنها تنفذ
أمراً عسكرياً، وتحركت نحو الباب دون أن تنبس ببنت شفة، لتأخذ خطوها نحو الشارع.
وقد فكر الكومسير في حينها أنها ستذهب ولن تعود، وأن كل ما ذكرته له مجرد أوهام، إلا أن أنياس
سرعان ما عادت إليه، بعد نصف ساعة بالضبط من مغادرتها مكتب الشرطة قائلة له: لقد فكرت جيداً
يا سيدي الكومسير، وأريد أن أعترف رسمياً بكل ما فعلت، وبكل ما فعلوه بي. كان عمري اثني عشر
عاماً تماماً، ليلة عيد ميلادي، عندما انزلق والدي الراهب المسيحي، راعي الكنيسة إلى فراشي لأول
مرة، كان حدثاً لا يمكن وصفه بالكلمات، وقد تدخل ليمزق كل معايير الحق والخير أو الشر والباطل في
عقلي الصغير، ورغم أنني كرهت مسألة اغتصاب والدي المتكرر لجسدي، إلا أنني سرعان ما تعودت
عليه، وتحولت بشكل أو آخر إلى عشيقته الرسمية. لا تتصور يا سيدي الكومسير كم هو بحاجة إلى أن
ينام معي، إن له شهوة لا تهدأ، وأمي لم تعد تكفيه.. ثم أننا سرعان ما صرنا وحدنا في البيت وصرت
المرأة الوحيدة في حياته، على الأقل هذا ما كنت أعتقده. وأين ذهبت أمكِ؟ - أمي وشقيقي زلطان،
بالقياس إلى الأخبار التي أشاعها والدي، عادا إلى هنغاريا بعد أن طردهما والدي من البيت.
(لاحظ الكومسير أنها ترددت قليلاً فسألها): ولماذا إلى هنغاريا؟ - لأن أصل عائلتنا من هناك؟
وقد جاء والدي إلى بروكسل لرعاية الكنيسة والدعوة للدين المسيحي، وقد كنت صغيرة جداً عندما حللنا
بالبلد، ثم جاء أخي زلطان. بعد ساعتين من التسجيل، خرج الكومسير منصيور مسرعاً ليتقيأ من كافة
التفاصيل التي استرسلت الفتاة في سردها والتي تفوق كل خيال، أو تفاصيل أي سيناريو لكوابيس
هوليوود بأسرها! حتى أنه لم يتمكن من التوقف عن الترديد، إن ذلك غير ممكن؟ غير ممكن..
مستحيل، إنها تهذي!... . لكن الفتاة للأسف الشديد لم تكن تهذي على أي نحو، بل إنها كانت بالفعل تسرد
قصة أبشع سيناريو إجرام عرفته بلجيكا في تاريخها! وأنها بالفعل كانت شاهدة عيان وطرفاً فاعلاً في
جملة من الجرائم المريعة التي ستهز تفاصيلها بلجيكا والعالم بأسره، فالراهب الشهواني، لن يكتفي مع
مرور الوقت بجسد ابنته اليافعة، بل صار يجلب معه إلى البيت كلما كان له ذلك، فتاة جديدة.
والتي ربما تكون قد تبعته للبيت باعتباره الباستر الذي يرعى الكنيسة، إلا أنه سيعتدي عليها، ويحولها
إلى أداة لإرضاء شهواته، سواء رضيت أم لم ترض. وفي الوقت الذي كان فيه عدد الفتيات اللاتي يأتي
بهن الراهب لفراشه يتزايد كان عدد الفتيات المختفيات واللاتي تبحث الشرطة عن أخبارهن يتزايد في
نفس الوقت، دون أن يكون في إمكان أي أحد القدرة على ربط شهوات الراهب بهذه الحوادث المقلقة!
على أن الراهب حتى لا يلفت الأنظار إليه كان قد ذهب إلى هنغاريا موطن رأسه وتزوج هناك بسيدة
مطلقة تربي طفلتين من زواجها السابق، هما الضحيتان القادمتان لهذا المريض، فهو سيبتكر بطريقة
شيطانية أن يجعل كل من ابنته وزوجته وطفلتيها أدوات لشهواته المريضة.
وفي هذه الأثناء أصبح الراهب فجأة رجلاً غنياً جداً دون أن يعرف أحد كيف هبطت عليه الثروة،
وتمكن من شراء أربع عمارات في قلب العاصمة البلجيكية، وكانت هذه المباني الأربعة جميعاً تحتوي
على مخابىء أرضية واسعة على امتداد مساحة العمارة. مسلسل القتل وسرعان ما يواجه الباستر
مشاكل كبيرة عندما أعلنت له تيما الابنة الكبرى لزوجته الثانية أنها في انتظار مولود، فإنه سيصعب
شرح الأمر للأسرة، أو للجيران، ابن من سيكون هذا الطفل؟ وقد وجد الراهب الحل سريعاً، فالفتاة
اختفت من الوجود عقب ولادتها لطفلها في نفس اليوم، ولا أحد يعرف أين ذهبت. - بعد ذلك جاء دور
إديت ، والدة تيما، لقد قتلها بدورها (واصلت انياس بهدوء) قتلها ودفن ما تبقى من جسدها في القبو،
لقد اختار دفنها في نفس القبو مع تيما وطفلها، على أنه واصل مقاسمة الليالي بيني وبين اندرا الابنة
الثانية لإديت، وكان يطوف بين فراشي وفراشها طوال الليل، إلا أنها أخذت تشك في حادث اختفاء
والدتها وأخذت تهدد والدي بإخطار الشرطة، عندها قرر قتلها إلا أنه دفن جثتها في قبو العمارة
الأخرى! وهل أنت متأكدة أنه لم يقتل والدتك كذلك؟ سألها الكومسير؟ - لا، لم يقتل والدتي، في الواقع
أنا من قتل والدتي! لقد اكتشفت صدفة أن والدي يقاسمني الفراش، فأخذت تصرخ بجنون، وكانت تريد
أن تسبب لنا فضيحة كبيرة، فأخذت مطرقة وضربتها على رأسها، مراراً، ومراراً حتى حطمت
جمجمتها. في نفس الوقت الذي كان والدي يقتل أخي زلطان خنقاً. بعد ذلك أخذت أنا ووالدي في تقطيع
جثتيهما، ووضعنا قطع اللحم في الحمام، ودلقنا عليه حامض الأكسيد لإذابة جسديهما، ثم قام والدي
برمي ما تبقى من ذلك في قمامة المسلخ العام للمدينة! على أن كل ما كان يفكر فيه الكومسير
وهو يستمع إلى اعترافات أنياس هو أنه سيأمر بإحضار الراهب، وسيواجهه بهذه التهم، ليؤكد له
الراهب أن كل هذا مجرد خرافات، وهو من ناحية أخرى سيرسل ببرقية إلى هنغاريا ويسأل عن أحوال
الأسماء التي صرحت أنياس بأنها ووالدها قد قتلوهم، وستؤكد له السلطات الهنغارية بأنهم على قيد
الحياة، وأن كل هذا مجرد هذيان من طرف فتاة مختلة العقل! على أن الذي كان في انتظار الكومسير
أمر يعاكس كل ما يرجوه... لقد أنكر الراهب بطبيعة الحال التهم، وأصر على براءته... ولكن الرد الذي
جاء من هنغاريا أكد على عدم وجود أي اسم من تلك الأسماء إلى البلد، عكس ما كان يؤكده الراهب.
وعندما أرسل الكومسير قوات الشرطة للحفر في أقبية العمارات التي يملكها الراهب، كانت مفاجأة
الجميع عظيمة، عندما عثروا على أكوام من العظام البشرية، الصغيرة، والكبيرة... لنساء بالغات
ولصبايا، لأطفال.. وطفلات. وبدأ مسلسل الرعب يأخذ ملامح الواقع المخيف، المزري.. ويكفي أن هذا
الراهب الشهواني قد استباح كل جسد كانت له القدرة على امتطائه!. ورغم أن أنياس من فتح الطريق
لمعرفة هذه الحقائق البشعة، وهي من تدخل أخيراً لإيقاف هذا النزيف البشري المريع، ورغم أنها
ساعدت الشرطة على العثور على الضحايا، والجثث وبقايا العظام، وفك رموز سجل المختفين
والمختفيات الذي ما فتىء عن التضخم في بروكسل إلا أنها وقفت بدورها إلى جانب والدها في قفص
الاتهام، وتحدثت بلجيكا بأسرها عن هذه العلاقة المريضة بين أب وابنته، وهذا التردي البشري- الذي
سمح بهذه العلاقة المشينة لهما، ومهما كانت جرائم انياس أقل من جرائم والدها، بسحق أرواح
وأرواح، وهتك أعراض وأعراض... وأن يدخلا بلجيكا بكل شيء فيها إلى عصر الرعب،
وعصر اللاإنسانية.
المفضلات