هل تفجر الاعتقالات الحوار الوطني المتعثر.. حماس تنفي إفراج السلطة عن عشرين معتقلاً من عناصرها وفتح تؤكد وتدعوها الى عدم التشكيك
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
تقف الاعتقالات المتبادلة بين عناصر حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين عقبةً كأداء في طريق تحقيق اختراق في مواقف الحركتين في معظم قضايا الخلاف المطروحة على طاولة الحوار التي عجزت خمس جلسات من الحوار عن تذليلها رغم الوساطة المصرية الناشطة لإنهاء الملف الفلسطيني قبل منتصف يوليو / تموز المقبل.
وعقدت الحركتين اجتماعان للجنة المصالحة في غضون الأسبوع الماضي في كل من غزة ورام الله خصصا لبحث قضية المعتقلين من الحركتين لدى أجهزة امن الحركتين في مناطق سيطرة كل حركة .
قادة الحركتين اتفقوا على اختيار الهيئة المستقلة لحقوق المواطن "ديوان المظالم" لتعريف من هو "المعتقل السياسي" ولحصر أعداد معتقلي كل حركة لدى أجهزة أمن الحركة الأخرى، قد سلمت الهيئة قوائم بالمعتقلين السياسيين بعد يومين من طلب ذلك منها.
وحسب إحصائيات الهيئة فان أجهزة الأمن الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح تعتقل "450" عنصراً من حماس ، وهو رقم ترفضه حماس ، وتؤكد أن عناصرها المعتقلة ضعف العدد المذكور ، ووفق الهيئة فان عناصر فتح في سجون الأمن الموالية لحماس بغزة "190" معتقلاً .
وقال إسماعيل الأشقر مقرر لجنة الأمن في المجلس التشريعي وممثل حماس في لجنة المصالحة في حوار القاهرة ان عدد معتقلي حماس وصل الآن إلى "750" معتقلا بالضفة، واصفا هذا الأمر بالخطير جدا، لأن أجهزة أمن الضفة تعتقل أضعاف ما يتم الإفراج عنهم.
وأوضح أن الحديث عن إطلاق عدد من معتقلي حماس بالضفة الغربية ما هو الا "تضليل إعلامي" ليس الا.
وأضاف: إن حملات الاعتقالات مستمرة مع الإعلان عن إطلاق البعض بين الحين والآخر، مؤكدا أن حركة فتح أبلغت حماس أنها لا تستطيع وقف هذه الاعتقالات.
واتفق قادة الحركتين في اجتماع عقد بالتوازي في غزة ورام الله على إطلاق أعداد من المعتقلين لتهيئة المناخات لانطلاق جولة الحوار السادسة والأخيرة نهاية الشهر الحالي قبل الوصول الى السابع من يوليو/تموز .
ويقول قادة حماس في غزة : إن اعتقالات عناصر فتح في غزة الأخيرة كانت رد فعل على مواصلة أجهزة الأمن حملة الاعتقالات بحق عناصرها وقياداتها في الضفة الغربية ، بينما تقول فتح انه ليس لها علاقة بأجهزة الأمن المستقلة عنها والتي تؤكد أن اعتقالاتها تتم في إطار فرض النظام .
وأكد إبراهيم أبو النجا مفوض الإعلام والتعبئة الفكرية في اللجنة القيادية العليا لحركة فتح وعضو لجنة المصالحة أن السلطة أفرجت عن المعتقل رقم "20 " من معتقلي حماس من سجونها في الضفة الغربية منتصف ليلة الجمعة السبت .
وأضاف أبو النجا : هذه المبادرة جاءت من الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح لتمهيد الأجواء أمام إنجاح الحوار ، والوصول لإنهاء الانقسام ، وتحقيق المصالحة الوطنية في السابع من تموز القادم ، كما يؤكد الأشقاء المصريون.
وأكد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أنه لو حصل إطلاق سراح حقيقي لعدد من معتقلي حركة حماس بالضفة الغربية لعرفنا أسماءهم.
وأضاف أن مجرد الحديث عن إطلاق "20" معتقلا من أصل "700" معتقل يعني أن هذا الملف سيطول قبل إنهائه، وأن المتحاورين غير قادرين على التوصل إلى نتائج حاسمة فيما يتعلق بهذه القضية الشائكة.
وأشار إلى استمرار الاعتقالات في الضفة، وأن لا أحد يستطيع أن يجزم بأن هناك "20" مواطنا قد تم إطلاق سراحهم، مؤكدا أن الأمر المستغرب حاليا هو اعتقال عوائل ما تسميهم الأجهزة الأمنية "بالمطلوبين"، بغرض الضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
واستغرب أبو النجا تشكيك حماس وخريشة إطلاق السلطة الفلسطينية سراح عشرين معتقلاً فقط ، ودعاهم الى الاجتماع فوراً لوقف التراشق الإعلامي بين الحركتين .
ويقول الأشقر : إن السلطة لا تكتفي باعتقال عناصر الحركة وأنصارها من الأكاديميين وطلبة الجامعات والمهنيين ، بل تذهب الى تعذيبهم "تعذيباً شديداً" يفضي الى الموت أو الشلل في حالات عديدة لاجتثاث الحركة من شأفتها في الضفة الغربية بالإجراءات الصارمة المنافية للقانون الوطني والعام.
وأكد كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن معالجة ملف الاعتقال السياسي ستبقى مؤقتة وجزئية، لأنه ستبرز هناك أسباب باستمرار عند كل طرف لاستمرار هذه الاعتقالات.
وأضاف الغول ، ليس هناك من مخرج إلا إنهاء الانقسام، لأن السلطة بالضفة، ستستمر بالقول بأنها تعتقل لعدم تكرار تجربة غزة، كما أن حماس ستستمر في القول بأنها ستستمر في الاعتقال لمنع تنفيذ مخطط "دايتون" في غزة.
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة 21.6.2009
المفضلات