رأت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها أن ما وصفته بالعنف القاتل ضد الاحتجاجات السلمية في سوريا مبالغ فيه، وقالت إن أمام الرئيس بشار الأسد خياران: الاعتراف بتأخيره للإصلاحات والعمل على تعجيلها، أو التنحي سلميا كما جرى في مصر وتونس.
وحذرت من أن الاستمرار في قمع الاحتجاجات قد يفضي إلى مزيد من سفك الدماء واندلاع الفوضى وتفتيت سوريا إلى عرقيات، كما حدث في لبنان في سبعينيات القرن الماضي.
ووجهت التايمز انتقادات إلى السياسات الغربية تجاه النظام السوري الذي "يحظى باحترام قادة الغرب"، واعتباره لاعبا جديرا بالثقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا أبدت تعاونا مع الجهود الدولية لإخراج القوات العراقية من الكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي، ودعمت القرار الأممي ضد الرئيس الراحل صدام حسين في حرب 2003، والتزمت بالاتفاقيات الدبلوماسية المتعلقة بإسرائيل، ووافقت على الخروج من لبنان عام 2005.
غير أن التايمز تعتبر سوريا قوة معطلة لسياسات الشرق الأوسط، مشيرة إلى ما وصفته بفرق الموت التي تقول إن دمشق أرسلتها لاغتيال سياسيين في لبنان، وتهريب أسلحة إيرانية إلى حزب الله.
وقالت إن قبول سوريا القيام بدور عميل لدولة دينية (إيران) أدخلها في محور "الإرهاب الإسلامي"، وهو ما اعتبرته الصحيفة البريطانية سببا إستراتيجيا يستدعي دعم الحكومات الغربية للاحتجاجات في سوريا.
وتختم بأن المشكلة في الدبلوماسية الغربية تجاه سوريا لا تكمن في أنها تفتقر إلى القوة، بل في أنها لا تعي حقيقة المشكلة، وهي أن "الأسد يستخدم إرهاب الدولة لتحقيق غايات سياسية".
وهنا دعت الصحيفة تلك الحكومات إلى فرض عقوبات مالية على الأسد، شأنه في ذلك شأن العقيد الليبي معمر القذافي، انطلاقا من أن "الحرية لا تتجزأ، وأن مؤيديها من العرب يحتاجون إلى التضامن".
المصدر: تايمز
المفضلات