الدمع والدم
صورة تراثية وجدانية محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
********************
قديش الدم غالي ؟؟الدمع أغلى من الدم ، نقطة الدم بتنز ،
وقطرة الدمع بتعز ، عَ القلب الجبار
الأرض اللي شربت دم لمّا ارتوت ، بس عمرها ما ارتوت دمع ،
ولا عمر الدمع سال عَ الأرض مدرار
طول عمر الدمعه بنلقفها عَ الخد ، تشربها شاشه ، ولاّ قماشه ،
ولاَّ منديل ، حتى لو سالت أنهار
بس ياما دم نزف وأسقى الأرض ، ونبت من جوّاها ، ورد أحمر ..،
يرويه الحَنّون قصص وأخبار
وياما قالت الأرض ، عَ كل شفه ولسان ، وعَ لسان الزنبق ،
وشقائق النعمان، عَ لسان اللوز والجلنار
عَ لسان الزيتون ، عَ لسان الليمون ، عَ لسان البرقوق
واللوز لِمنَّوِّر ، بحمل بعبقه أسرار
قدّيش الدم غالي ، وقدّيش الدم بيرخص ، لمّا يتقدّم لتراب الأرض ،
هديه سنيه ، فوّاح بفوح النِوّار
**************
بس الدمع أغلى ، وقدّيش فينا قدَّم صدره لرصاص الغاصب ، أقتل ، إشرَب ،
أنا أصلي من الأرض ، بقاوم العواصف وبشرب من الأمطار
إلي شروشي اللي مسَلّعَه في الأرض جوّه ، إلي أصل وفصل ، إلي تاريخ
بطين الأرض ، بقاوم العواصف ، بشرب الأمطار
أنا مخلوق من تراب الأرض ،مثل نبتها وشجرها ،مثل حصاها وصخرها ،لا بتقلعني كارثه ولا بتحرقني نار
ها لأرض اللي ارتوت من دمي ،عمرها ما شافت دمعي ،أكيد الدمع رحمه ،بس الزمن علمني ما أبقى خوّار
أفجر الغاصب بصرخه ،أقاوم ،أقاتل ،وإذا قضى ربي عليّ أموت ،
أموت وأوقف مثل الأشجار
وإذا ودعت شهيد ،أعطي الأرض دمه يتعطر بترابها ،تودعه بزغروته
،مارد شامخ قوي ،هدّار
وها لأرض علمتني من دروسها ،ما أعرف الخوف أبد ،ولا شفت كل سفاحين الدنيا بعبوا الدم في البيار
**************
دمي غير دمعي ،دمي منذور للأرض ،منذور للشرف ،للعرض ،
منذور لكل الأطياب والأخيار
ودمعي منذور يغوص جوا عيوني ،ما يختفي ،يتلاشى ،
لأنه عدوي ان شاف دمعي ظن صرحنا أنهار
صرحنا عالي ،بدمنا جبلنا خلطته ،وبعظمنا صنعنا منعته ،
وبأرواحنا حرسناه وحميناه من الأنهيار
صرحنا تاريخه المكتوب ،بآلاف السنين ،وتاريخه اللي ما انكتب ، أبعد بكثير ،
مثل الشمس ميلاها كله نهار
وقديش بالدم كتبنا عَ الشمس ،يا شمس لا تغيبي ،بس غيابها على أمل ،
وغيابنا على أمل يطل من الدغشه بكّار
ويّدفع الظالم حق الغرور دمع ،لأنه الظالم جبان ،بخاف على دمه ،
ونغسل نعالنا بميه وجهه من الأقذار
قديش دمنا غالي ،بس عند الشده بنرخصه ،وبنصون دمعنا ومية وجهنا ،
إذا ما في من الموت فرار
**************
قديش الدم غالي بس الدمع أغلى ،صورة مجسده عَ الأرض لما ينزف الشهيد عريس ارفاقه كل الأحرار
قديش أم شهيد بتعتبر الدمعه ،إلا دمعة الرحمه ،تقليل من شان إبنها ،
إن سالت قبل ما توخذ بالثار
وقديش ثار وثارات مبيته ،بتستنى الصبح ،لمّا الليل ينجلى ويطلع فجرنا بالحريه منتصر ،مكلل بالغار
الدمع غالي ،حتى ما يحسب الغاصب أنه أخذ جوله ،مع أنه للباطل جوله ،
بس مصيره للإنكسار
بهمة اللي آمنوا أنه الطريق طويل ،مرصوف بالجثث ،مجبول بالدم ،
مليان شوك ،مجهول معجعج بالغّبار
بهمة اللي آمنوا إنها الأرض عروس ،ومش أي عروس ،ولكل عروس مهرها ،ومهرها الحريه والسيف البتّار
ويظل الدم مهما غلي ،أرخص من الدمع ،ويظل الدمع إلهم ،مسامحين فيه ،
يشربوه حسره وخسار
تقرأ بلهجة أهل سنجل
المفضلات