كتبت – سهير بشناق - يقضي الطفل محمد « 3» سنوات وشقيقته «5» سنوات ايامهما برفقة والدتهما التي ترفض التسول لكن وبسبب اوضاعها الحياتية الصعبة فانها تفترش احدى شوارع منطقة الصويفية تبيع بعض الالعاب البسيطة اتية من ماركا يوميا هي وطفليها.
ام محمد ليست الوحيدة التي تستبدل التسول ببيع بعض المواد البسيطة لتتمكن من توفير لقمة العيش لاطفالها ولكن وجود اطفالها معها من الصباح وحتى المساء يقضون اوقاتهم في الشارع برفقة والدتهم امر يغتال طفولتهم البريئة ويعرضهم للتعرف على كل ما يتناقض مع طبيعة حياتهم التي يجب ان تكون بعيدة عن الشوارع.
ام محمد التي يعاني زوجها من امراض متعددة فيعمل مرة ويجلس بالمنزل مرات اخرى حاولت الحصول على معونة شهرية متكررة من صندوق المعونة الوطنية لكنها لم تتمكن من ذلك.
تقول ام محمد»عندي اربع بنات وولد واحد يعاني من خلل في عمل الغدة الدرقية ويتلقى العلاج في مستشفى البشير اوضاعنا الحياتية صعبة فزوجي يعاني من امراض عديدة اضافة الى اوجاع في منطقة الظهر لا تمكنه من الوقوف او العمل لساعات طويلة».
واضافت «بناتي الثلاث يذهبن للمدرسة وواحدة احضرها معي هي وابني محمد لانه لا يوجد مكان لتركهم فزوجي يعمل احيانا ويكون غير قادر في معظم الاوقات على رعايتهم»
ام محمد تحاول خلال بقائها يوميا في الشارع ان تبيع اكبر قدر ممكن لتتمكن من العودة الى منزلها واطعام اطفالها بالرغم من انها مطالبة بدفع اجرة السكن تحت تهديد صاحب البيت من اخراجها هي واطفالها منه في حال عدم تمكنها من تسديد الاجرة المتراكمة عليها.
وعن اصطحابها لاطفالها معها وابقائهم طيلة هذه الفترة في الشارع اشارت ام محمد انها لا تملك حلا اخر فهي لا ترغب بالتسول وتجد ان البيع هو طريقتها الوحيدة لتامين لقمة العيش لاطفالها لكنها لا تستطيع ترك ابنها وابنتها وتجبر على احضارهما معها.
الطفل محمد وشقيقته يجلسان بجانب والدتهما ويثيران مشاعر الشفقة عندما تقع العيون عليهما فهما لا يزالان اطفالا ولكنهما مجبران على بدء اولى خطوات حياتهما بالشارع.
الناطق الاعلامي في صندوق المعونة الوطنية ناجح الصوالحة اشار الى ان نسبة عجز الزوج بلغت « 25 « % تبعا للتقارير الطبية وهي نسبة لا تسمح له بالاستفادة من المعونة الشهرية المتكررة. واضاف عمل الصندوق على صرف معونة طارئة لام محمد ولمرة واحدة وهو الاجراء الوحيد الذي يمكن للصندوق ان يقدم عليه اتجاه وضعها بالرغم من حاجتها لاكثر من ذلك الا ان تعليمات تخصيص المعونة الشهرية المتكررة حددت العجز بنسبة لا تقل عن 65 %.
واشار صوالحة ان هناك العديد من الاسر الفقيرة التي تكون نسبة عجز رب الاسرة لم تصل الى ما هو مطلوب وغير قادرة على الاستفادة من المعونات الشهرية المتكررة.
وبين ان الصندوق يقوم باجراء دراسات ميدانية لبعض هذه الحالات للتاكد من حاجتها لكن ان تكون نسبة العجز قد تجاوزت الخمسين بالمئة على اقل تقدير ليتم النظر في كل حالة على حدا.
وفي الوقت الذي تعيش فيه ام محمد واسرتها حياة صعبة تتحمل هي واطفالها معاناة كبيرة هناك متسولون لا يتوقفون عن الاستجداء مستخدميين جميع الاساليب للحصول على المساعدة.
فالتقارير الطبية التي تستخدم من قبل بعض المتسولين وخاصة الشباب منهم واستخدام المقاعد المتحركة لبعض المقعدين كوسيلة للتسول اصبحت جمعيها معروفة لدى المواطن الذي يرفض مساعدتهم خاصة لدى الشباب الذين يتذرعون بتقارير طبية غير صحيحة للتسول في الوقت الذي يستطيع كل منهم العمل والابتعاد عن التسول.
ام محمد كاي ام لا ترغب برؤية اطفالها يقضون اوقاتهم بالشارع لكن وضعها الحياتي المتردي دفعها للخروج من منزلها والبقاء هي واطفالها ساعات طويلة في الشارع ينتظرون المساعدة التي تفرح قلوب اطفالها بالرغم من معاناتهم الحقيقية وبقاءهم في الشوارع.
المفضلات