[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-a9521d0d15.gif[/IMG]
الجلول, لعبة شتوية في عمان الشعبية
أجيال متعاقبة ورثت وما زالت تمارس هذه اللعبة الجميلة والمحببة والشعبية (الجلول) او (البنانير) فالكثير من الألعاب القديمة والمسلية الخاصة بالصبيان اندثرت او كادت لا تمارس الا على نطاق ضيق بسبب ان وسائل الترفيه والتسلية تقدمت تكنولوجيا في العقود الاخيرة الماضية بشكل مذهل منها مثلاً: افلام وبرنامج التلفزيون والعاب الاتاري والكمبيوتر وغيرها من الالعاب الالكترونية المشوقة والتي جعلت الصبيان والبنات في ايامنا هذه لا يبحثون عن العاب يمارسونها في داخل البيت او ساحته او في الحارة.. سوى العاب شعبية قديمة قليلة جدا منها مثلاً لعبة الجلول تلك اللعبة التي يندهش المرء منا أنها لم تمت رغم اننا كنا نلعب بها في الحارات منذ اكثر من (50) عاماً في عمان.
وهذه الكرات الزجاجية الصغيرة والممتعة الالوان والملمس ما زال الكثير من الاولاد يهتمون باللعب بها فيما بينهم ويقتنون المئات منها في علب واكياس.. الخ ثم انهم يقومون وبالذات في فصل الشتاء وربما في فصل الربيع ايضا بظهور الاهتمام الكبير بهذه الجلول والتنافس في جمع اكبر عدد منها عبر شرائها من البقالات ومن ثم اقامة المباريات الفردية او الجماعية عبر عدة انواع من العاب الجلول في ساحات ترابية طرية قليلا بسبب الشتاء ومن ثم ظهور الشمس.. أي ان اللعب بالجلول ما بين الاولاد يكون في فترة التشميس التي تعقب هطول الامطار حيث ان الصبيان يستمتعون بعدة اشياء معاً منها المرح والتسلية والتنافس على ربح وخسارة الجلول ثم التشمس تحت اشعة الشمس اللذيذة في ايام البرودة في فصل الشتاء.
وعن انواع الالعاب التي تتم ممارستها بهذه الجلول الزجاجية الملساء الملونة ما بين اولاد وصبيان الحارات الشعبية في عمان نذكر ما يلي: اولاً لعبة (الجورة) حيث يتم حفر جورة صغيرة بعمق (5) سم تقريباً وبمساحة دائرية قطرها حوالي (15)سم ، يحدد الاولاد خطاً يبعد عن الجورة بنحو مترين.. اذ يبدأ اللاعبون بقذف الجل نحو الجورة فمن يدخل جله الحفرة يكون الفائز ليكسب الجلول الاخرى البعيدة والتي لم يستطع اصحابها ادخالها الجورة.. اما اذا لم يدخل أي جل الى الجورة فان اقرب جل الى الجورة يجعل صاحبه هو الذي يبدأ باللعب بحمل الجل وقذفه من بين اصابعه وبالذات الابهام نحو جلول زملائه الاخرين فان اصابها اخذها رابحاً، وان لم يصبها فالدور يذهب لزميل اخر يحاول هو اصطياد جلول الاخرين بقذف جله نحو جلولهم أي (اصطيادها).
اما اللعبة الاخرى بواسطة الجلول فهي لعبة (المور) حيث يتم رسم دائرة او مثلث على ارض طينية طرية قليلاً وتثبيت جلول قليلة وسط هذا الشكل الهندسي الذي يتم رسمه بمسمار او عود خشب او أي شيء اخر.. ثم يبتعد اللاعبون الصغار لمسافة مترين تقريبا حيث يتم رسم خط مستقيم حتى يقف عنده اللاعبون لبدء اللعب بقذف جلولهم نحو الدائرة المرسومة التي بها الجلول لصيدها بأن يرتطم جل القاذف باحد الجلول في الدائرة حيث يصدر عن هذا الارتطام بين الجلول صوتاً جميلاً ليقفز ويصرخ له فرحين لأن هذا اللاعب قد فاز وربح هذا الجل الذي اصطاده في الحال.. ويستمر اللاعب بصيد الجلول وربحها.. لكنه اذا فشل في صيد جل ما.. فان الدور يذهب للاعب اخر يجرب حظه في اصطياد الجلول ليربحها او يفشل ويخسر جلوله جلاً جلاً مثلاً.
اما اللعبة الاخرى وهي لعبة (الكبة) فهذه اللعبة فيها مجازفة كبيرة في الربح او الخسارة حيث يتم اللعب من خلالها بواسطة حفر جورة في الارض الترابية ثم الابتعاد عنها نحو متر او مترين بوضع خط وتفاصيل هذه اللعبة ان اللاعب يضع في كفه مجموعة من الجلول تتكون من (2) او اكثر لتصل ربما (20) جلا ثم ينحني مقترباً من الجورة ليقذف بالحلول التي في كف يده نحو الجورة.. فاذا دخل في الجورة عدد فردي من الجلول مثل 1،3،5،7,. الخ فانه يخسرها ويأخذها زميله.. واذا دخل في الجورة عدد زوجي من الجلول فانه يسترجعها وعلى الزميل الاخر ان يدفع له مثيل لها بالعدد ليربح جلولا جديدة وهذا مكسبه.. وتستمر اللعبة بالتناوب بين الاولاد حتى يخسر احدهم جلوله او ينسحب اذا اراد.
وهناك لعبة اخرى تتم ممارستها بواسطة الجلول وهي لعبة (الشبر) حيث يقوم الاولاد بعمل خط بمسمار على الارض الطينية ثم يقذفون جلولهم باصابع معينة نحو الخط المحفور، فاذا كانت المسافة بين الجل الاخر شبرا او اقل فانه يربح هذا الجل الاخر ويأخذه.. اما اذا كانت المسافة اكثر من شبر اليد فان الزميل الاخر يقوم بدوره بقذف الجل نحو جل زميله او جلول زملائه ليقترب جله منهم بنحو شبر حتى يفوز ويأخذ ويربح جلولهم.. وهكذا تستمر اللعبة بالتناوب.
وفي داخل البيت وفي ليالي السهر والبرد يمكن ان يلعب الاولاد مع آبائهم وامهاتهم تلك الالعاب الخفيفة بالجلول للتسلية وللمرح حيث يلعبون جميعاً لعبة اخفاء الجلول باليد او اليدين ثم الطلب من الابن او الابنة معرفة عدد الجلول في اليد المغلقة فان عرفها فانه ياخذها له واذا لم يحزر فان عليه ان يدفع مثلها للاعب.. وربما يلعب افراد الاسرة لعبة (الفنة) بواسطة قطعة نقود لمعرفة الرابح والخاسر بالجلول.. وهناك لعبة اخرى ربما يلعبها افراد الاسرة جميعاً ليلا على بساط ولحاف وحرامات البيت بواسطة دحرجة واصطياد الجلول وذلك لزيادة المرح والفرح والتسلية لاطفالهم وصبيانهم وبناتهم.
والجلول في عالم الصبيان اسماء حسب حجم الجل.. فالجل الصغير جدا يسمونه زغلول والجل المتوسط الحجم وهو الاكثر انتشارا بين اللاعبين من الاولاد منه المائي الشفاف ومنه الحليبي الذي يغلب عليه اللون الابيض وهناك الجل الكبير الحجم والذي يطلق عليه اسم الدعبل ويتراوح ثمنه ما بين 2-3 قروش اما الجل الصغير جد فثمنه نصف قرش اما الجل المتوسط الحجم فثمنه قرش واحد.
[IMG]http://www.**********/up/uploads/images/jr7-8cba4b1b77.gif[/IMG]
المفضلات