الفصل الاول
غربة !!!!!!!!!
اخبرها الطبيب بانها تعاني من كتل واورام في الرحم
وحدد لها موعدا للعملية وكما اعتادت دوما على معايشة الامها بصمت ولوحدها فلم تخبر صغارها بذلك او اي احد سواء قريب او بعيد
ادخلت المستشفى لاجراء تلك العملية بعد ان اخبرت ابناءها ان دخولها ذاك لاجراء بعض الفحوصات الطبية
وطلبت من اولادها وزوجها الذي انفصلت عنه باختيارها منذ مدة بسيطة ان يطمئنوا عليها ولا داعي لزيارتها في المستشفى وانها ستكون على تواصل معهم من خلال الهاتف وستطمئنهم عليها بعد اجراء تلك الفحوصات اولا باول وانها ستخرج بسلام ان كتب لها ذلك
اطمانت على اطفالها وتمنت لهم نهارا طيبا وكان ذلك في اليوم السابق للعملية
في مساء ذلك اليوم جاءها صوت ابنتها تخبرها ان الوالد يرغب باخذهم في زيارة لبيت اخيه وفي امارة اخرى وكانت الابنة تستاذن والدتها
اذنت الام بذلك وتمنت لهم رحلة سعيدة واوصتهم بالحرص على بعضهم
في فجر اليوم التالي جاءها صوت ابنتها وهي تبكي بحرقة فزعت الام ترى ما الذي حصل ماذا جرى اخبريني
اجابتها وهي تلتهم دموعها امي لقد وصلنا الى حدود الدولة وها نحن عائدون الى الوطن حاولت الاتصال بك
ولكن والدي لم يسمح لي باستخدام الهاتف الا الان لاخبرك اعذريني امي فلسنا نملك من امرنا شيئا؟؟!!!!!!!
ووسط ذهول وصدمة شديدين وعيون تسيل دمعا ودما وقلب يتقطر الما فحرقة الغياب كبيرة وحرقة غياب الابناء تفوق كل هذا وكل غياب بدات تتساءل وكيف فهم لا يستطيعون السفر الا بجواز سفري
تذكرت انه اقصد الزوج كان قد طلب منها جواز السفر لاكمال بعض الاجراءات لمسالة متعلقة في دوائر الدولة وانها نسيت في خضم معاناتها والامها ان تساله عن جواز سفرها وان تستعيده منه
وقعت في المستشفى على الخروج على مسؤوليتها ورفضت اجراء تلك العملية التي كانت محددة بعد سويعات وخرجت من المستشفى لا تلوي على شيء فهي تعيش غربة مركبة غربة عن الاهل وعن الوطن وها هي الان لا تملك من الامر شيء فقد سرق الاب الاولاد منها وسرق ايضا جواز مرورها للعودة الى وطنها
غريبة مريضة مظلومة وحيدة واكثر من كل هذا محرومة من فلذات كبدها
الظلم كلمة عايشتها منذ صغرها ولها منه خبرات وخبرات ولم تكن لتنسى طعمه العلقم الذي تذوقته دائما وها هويبلغ منتهاه في حلقها ويغطي على عينيها فلا تدري اي وجهة تتجه الا وجهة رب عظيم وهووحده من يملك مفاتح الامور
,
الفصل الثاني
الكابوس
(كابوس )
رغم جبال الالم وتلال والوجع وبعد ان اطمانت على صغارها في رحلتهم ورغم انها استمرت 3 ايام بقيت معهم على الهاتف ولم تفارقهم تغني لهم وتضحك معهم وتذكرهم بلحظاتهم معها وتشحذ همتهم وتطمئنهم انها لن تتاخر عنهم وان البعد لن يطول وانها ستفعل المستحيل للحاق بهم وفي اقرب فرصة كل هذا والفكر لديها يعمل ويعمل ويعمل باحثا عن الحل وعن الاسلوب الامثل للحاق بهم فكل شيء بعدالان لم يعد من الاهمية بمكان الا رؤية تلك الزهور وهي تتفتح بين يديها وامام عينيها
وصلوا الى موطنهم بعد تلك الرحلة وقد اسموها الكابوس ليبدا الكابوس الافظع وتتناقل السنة الناس القصة لقد لفظت الام اطفالها وتخلت عنهم ورفضت العودة معهم الى الوطن كثيرة تلك الحكايا وكل يروي بما يريد وبالطريقة التي يهوى وكل يوم تظهر حكاية جديدة والاطفال يسمعون ويتالمون ولكن ولانهم غرسها استطاعوا ان يخرسوا تلك الالسنة وعلى الاقل بعدم السماح لاحد بسؤالهم فقد كانوا يرفضون الخوض في الموضوع تماما وان هذا الموضوع لا يخص احدا
كتبت الابنة الثانية :
ودعناها كما ودعنا كل شيء جميل وكل شيء طبيعي بدموع مغرورقة فارقناها ولسنا مصدقين ,كان يوم رحيلنا مليء بالاحداث فقد تضمن عطفا وقسوة,, عدلا وظلما,, كذبا وصدقا !!!عطف الام وقسوة تلك الدقائق البطيئةعدل الشعور وظلم البعد كذب الملامح وصدق الدموع وفي خضم هذا وذاك فارقنا المكان وغادرناه الى غير عودة وكانت الرحلة الكابوس ولامني ابي وانبني على تلك التسمية وغضب مني ويعلم الله ما قاسيناه خلال تلك الايام الثلاثة واخيرا وصلنا الى ذلك المكان ,والذي من المفترض ان يكون صحيحا حينها ظننت اننا قد صحونا من ذلك الكابوس وبدات انا بالتساؤل وفي داخلي الف سؤال وسؤال
ترى كيف سنعيش ؟؟؟هل سنتحمل هذا الظلم ؟؟؟هل سنتغاضى عن كل كبيرة وصغيرة ؟؟؟هل ستمر ذكراها كذكرى اي شخص اخر ؟؟؟
كانت الاسئلة كثيرة !!!وسرعان ما جاءتني الاجابات فبعد يومين فقط من وصولنا ادركت كم كانت خسارتي كبيرة فقد كانت اعظم مما تخيلت!!!
كنت اجلس طوال الليل وحدي وكعادتي لكن هنا الامر يختلف ففي السابق كنت امضي الوقت احلم واحلم الان اختفت الاحلام تماما من ذهني وما عدت ادري بماذا افكر !!!
ان فكرت بالماضي فهو قاسي وان فكرت في الحاضر كان اقسى بكثير وهكذا ظللت املا وقتي باشياء تافهة حتى يغلبني النعاس فانام كي لا افكر وتظل تلك الانسانة الغالية ذكرى مصحوبة بصورة فوتوغرافية وصوت منقول كان ياتينا سرا ودون علم الوالد وبشكل متكرر ليترك لنا املا مستميتا بعودة تلك الايام ويتجدد كلما بدا يخبو عبر صوتها القوي وضحكتها التي كانت تغلف فيها حزنها القابع في اعماقها
وبدا الناس يتحدثون ويتناقلون قصتنا فيما بينهم ويتحدثون عن ذاك الجرم الفظيع الذي ارتكبته وتتفاوت نظرات الناس لنا بين الاستغراب الى شفقة الى استنكار ومن بين كل تلك العيون وكل تلك الاحاديث التي كانت تمزقنا من الاحشاء بعد ان تمزق قلوبنا من شدة ذاك الظلم
كان صوتها المليء بالاصرار ياتينا ليشد من ازرنا ويعيد البسمة الى شفاهنا واستمرت ولم تمل ولم تتعب فمثلها لم تكن لتتعب او تمل!!!
وكتبت الابنة الكبرى قائلة :
سئمت الحياة مع الاشباح حولي انصاف وحوش وانصاف بشر تعبت عيني من التحديق في دوائر المجهول احدق واحدق ولا ارى شيئا سوى اوهام يرسمها قلبي المذعور من خبايا الاقدار ولا اكاد اخرج من ايامي التي تمر ببطء وتؤدة بشيء الا احتمالات واحتمالات للخروج من تلك الدوامة القاتلة ولا اجد الا خيبات وخيبات تشبه جبال الجليد القابعة فوق قلبي حسرات لا تحصى تكاد تقتل كل ماهو قابل للحياة في داخلي
اريد ان اتحرر من الياس والذل وحقدي على كل شيء وعلى كل ما حولي حقدي على الماضي وخوفي من المستقبل والاوهام الكاذبة
اااااااااه اكثير ما اريده من الحياة ؟؟؟!!!ام تراني اضعف من البقاء حتى النهاية ؟؟!!!
اوان قدري ان اموت في منتصف الطريق صريعة الاوهام والظلم؟؟؟!![/center][/color]
المفضلات