الصوارف عن الهداية أربعة صوارف:
أولها :الكبر .
الثاني :الغفلة .
الثالث :الخبث في النفس .
الرابع : التسويف .
الأول : الكبر ؛فهو : أعظم صارف عن الهداية قال تعالى : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ) (لأعراف: من الآية146) فالتكبر لا ينقاد للحق ولا يهديه الله سواء السبيل بسبب كبره .
وأعظم صارف لليهود : الكبر ، والحسد ، وإلا فيعرفون أن الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، من عند الله ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة: من الآية89) ، ونعلم من بعض الناس ، الذين أثرت فيهم نزعة العلمانية ، وتعاليم العلمانية ، أساليب العلمانية ، أنهم ما يمنعهم من سلوك الهداية إلا الكبر ، وإلا فهو يعلم أنه مخطئ ، ومذنب ، فعسى الله أن يجازيه بفعله .
والثاني : الغفلة ؛قال تعالى : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) (الأعراف:179)فالغفلة : حجاب على القلب ، لا يبصر معها الهداية .
فتجد بعض الناس بارعاً في علوم الدنيا ، بارعاً في معطيات الدنيا ، متحدثاً لبقاً ، لكنه لا يعرف من الإيمان ، ولا من الدين شيئاً .
فقيه في كل شيء ، إلا الإسلام .
يستطيع أن يتكلم ثلاث ساعات ، لكن في العمار ، والدور ، والقصور والأمطار ، والأسعار ، والأشجار ، والخضروات ، والفواكه ، لكن إذا أتيت به في أبسط أمور العبادة لا يعرف شيئاً وهذا دليل على الخسران ، يقول (صلى الله عليه وسلم ) في الصحيحين : ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين )
الثالث : الخبث في النفس، فبعض الناس مهما سمع ، ومهما دعي ، لا يستجيب لخبث في نفسه ( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (لأنفال:23) ، فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (الصف: من الآية5) .
الأمر الرابع : التسويف : فإن كثيراً من الناس ما استجابوا بسبب التسويف ، ولذلك لا مهم الله سبحانه وتعالى فقال : ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الحجر:3) ، قال بعض المفسرين : استخدم سوف في العتاب ، واللوم عليهم ؛ لأنهم كانوا يعتمدون على سوف كل يوم .
وكثير من الناس المعرضين ، كلما خاطبته بالتوبة ، وبالصلاة ، وبالعودة إلى الله قال : سوف أتوب ، وهذه هي علامة الحرمان ، ومن زرع شجرة ( سوف ) أخرجت له شجرة ( لعل ) وأثمرت له ثمراً يسمى : ( الحسرة والندامة ) .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
مما كتبه الشيخ عائض القرني
المفضلات