الإمام محمد بن سيرين رحمه الله
العابد الزاهد محمد بن سيرين رحمه الله
ولادته ونشأته وممن أخذ العلم:
ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورُبِّيَ في بيت يتبوَّأ الورع والتقى من كل ركن من أركانه، ولما أيفع الغلامُ الأريبُ اللبيبُ وجدَ مسجدَ رسول الله .
إنّ رواد المساجد مبارَكون، رواد المساجد وطلاب العلم تضَع الملائكة تضع أجنحتها لهم رضى بما يصنعون، رواد المساجد مؤمنون وربِّ الكعبة، قال تعالى:
﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ﴾
[سورة التوبة الآية: 18]
رواد المساجد هم المباركون؛ لأنه خير البلاد مساجدها، وشرها أسواقها، فلا يضن الإنسان على نفسه بساعتين في الأسبوع أو ثلاث ساعات .
الأسبوع كم ساعة، أتعرفون؟ مائة وثمان وستون ساعة، فإذا خصّص الإنسان منها أربع ساعات لمعرفة الله ومعرفة الدار الآخرة، وأربع ساعات مواصلات، فهذه ثماني ساعات، فلا مانع من أجل أن تعرف الله، من أجل أن يرضى الله عنك، من أجل أن يُبنى الإيمان لبنة لبنة .
لا يوجد إنسان عظيم إلا إذا ارتاد المساجد، وجلس على ركبه ليطلب العلم، لا يوجد إنسان متألق إلا وتتلمذ، وأخذ العلم عن الرجال، إنسان يتألق بالعلم، ولا يرتاد المساجد, هذا مستحيل .
هذا التابعي تلقى العلم عن كبار الصحابة والتابعين، تلقى العلم عن زيد بن ثابت، وأنس ابن مالك، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وأبي هريرة .
حدثني أحد أخواننا الكرام, وكان له دعوة إلى الله، عنده طالب تركي، فوكّل بعض أخوانه بتعليمه، تعلم وأخذ شهادة، وعاد إلى بلده، وبعد عدة سنوات, طُرق باب الشيخ، فإذا بمركبتين كبيرتين تُقِلاَّنِ مائة طالب علم، كلهم تلامذة هذا الطالب الذي درس العلم على يد هذا العالم، يقول هذا العالم وهو يبكي: يا رب, أنا علمت واحداً، وكان من آثار هذا الواحد كل هؤلاء .
فكان تلاميذ الشيخ يمزحون معه، وهم قد علموه، يسألونه حينما تذهب إلى تركيا إذا سُئلت: مَن شيخك، من تقول؟ فأغفل أسماءهم, وذكر اسم شيخه الكبير، قال: أنتم لا أحد يعرفكم، أنا تلميذ فلان .
هي طرفة، الإنسان يفخر بأستاذه، فكيف بزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وأبو هريرة؟ هؤلاء أساتذة هذا التابعي الجليل، الذين أقبل عليهم إقبال الظامئ على المورد العذب، فنهل من علمهم بكتاب الله، وفقههم بدين الله، وروايتهم لحديث رسول الله، فما أفعم عقله حكمة وعلماً، وأترع نفسه صلاحاً وهداية، ثم انتقلت الأسرةُ مع فتاها إلى البصرة, واتّخذتْها لها موطناً .
أتلاحظون البصرة كيف جذبت لها طلاب العلم؟ كانت البصرة يومئذ مدينة بكراً، اختطَّها المسلمون في أواخر خلافة الفاروق عمر، وكانت تمثل جُلَّ خصائص الأمة الإسلامية ، ومركزًا من مراكز التعليم والتوجيه للداخلين في دين الله، وصورة للمجتمع الإسلامي الجاد الذي يعمل لدنياه، كأنه يعيش أبداً، ويعمل لآخرته, كأنه يموت غداً .
نمط حياته في البصرة :
محمد بن سيرين سلك في حياته الجديدة في البصرة طريقين متوازيين، فجعل شطراً من يومه للعلم والعبادة، وشطراً آخر للكسب والتجارة .
أحياناً ألتقي بأخ في عمله، في دكانه منتج، ومساءً في المسجد، واللِه شيء جميل أن تجمع بين الكسب الحلال، وبين طلب العلم .
فهذا التابعي الجليل جعل شطراً من حياته من يومه للعلم والعبادة، وشطراً آخر للكسب والتجارة، فكان إذا انبلج الفجر، وأشرقت الدنيا, غدَا إلى المسجد يعلِّم ويتعلَّم، حتى إذا ارتفع النهار, مضى إلى السوق يبيع ويشتري، فإذا جاء الليل صفَّ في محراب بيته، وانحنى على أجزاء القرآن يبكي، ويتلو كتاب الله في صلاته، واللهِ شيء جميل .
كان يطوف في السوق في النهار للبيع والشراء، ومع ذلك لا يفتأ يذكِّر الناس بالآخرة.
أنت تاجر، وأنت عامل، وأنت صانع، وأنت في عيادتك, ذكِّر الناسَ بالله، كن داعية في أثناء العمل، هناك أشخاص ليس عندهم إمكانية, تتداخل معهم الأمور، هذا الزبون انصحه، فيه خير، سمته حسن، دُلَّه على الله، ادْعُه إلى المسجد، أعطِه شريطًا، لعل هذا الزبون يصير من كبار المؤمنين عن طريقك، قمْ بتجارتين؛ تجارة مع الله، وتجارة مع البضاعة، فإذا دعوت إلى الله تاجرت مع الله، لقد سمَّاها الله تجارة، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
[سورة الصف الآية: 10-11]
أحياناً يقول لي أخ: واللهِ فلانٌ قدَّر اللهُ هدايتَه على يدي، هو كان زبونًا من زبائننا، أقول له بشكل عفوي: هذه هي التجارة الحقيقية .
التجارة المادية جمعت الأموال، وقد تنفقها، وقد تتحول إلى غيرك، لكن هذا الذي دلَلْته على الله من خلال التجارة, أنت الآن تاجر حقاً، حتى انتهى بك السعي إلى هداية هذا الإنسان.
كان يطرفهم ويرشدهم إلى ما يقربهم إلى الله، ويفصل فيما يشجر بينهم من خلاف ، وكان يطرفهم بين الحين والحين بالملحة التي تمسح الهمِّ عن نفوسهم المكدودة، من غير أن ينقص ذلك من هيبته، ووقاره عندهم شيئاً .
فإذا مع الإنسان شيء من الدعابة، لطيف، مرح، فهذا جائز وضروري، وقد كان النبي يمزح، فأحياناً المزاح اللطيف يجدد النشاط، والمعلمون الذين يتخيّرون بعض الطرف اللطيفة الأديبة، هؤلاء يجدِّدون نشاط طلابهم .
لا يكن الأب عبوسًا قمطريرًا، فلا بد أنْ يمزح الأب مع أولاده مزاحاً لطيفاً، فآنسهم وابتسم لهم، كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً، وكان يمزح، ولا يمزح إلا حقاً، وإنّ الدعابة من صفات المؤمنين .
كان الناسُ إذا رأوه في السوق، وهم غارقون غافلون انتبهوا، وذكروا الله عز وجل ، وهلَّلوا وكبروا .
كان في سيرته العملية خير مرشد للناس، فما عرض له أمران في تجارته إلا أخذ بأوثقهما في دينه، ولو كانت فيها خسارة تصيب دنياه, وإنْ كان فيها شبهة تركها، فهو دائماً مع الحلال، ترك شبهة الربا، بيع بسعرين تركه، بيع لأجل مع زيادة الثمن تركه، فأيّ قضية فيها شبهة تركها، واستوثق لدينه .
مواقفه:
له مواقف غريبة، ولكنها ليست غريبة, لقد ادّعى رجل عليه كذباً أنّ له في ذمته درهمين، فأبى أن يعطيه إياهما، فقال له الرجل: (أتحلف؟ وهو يظن أنه لا يحلف من أجل درهمين، فقال: نعم، وحلف له، فقال له الناس: يا أبا بكر, أتحلف من أجل درهمين، وأنت الذي تركت أمسِ أربعين ألف درهم في شيء رابك مما لا يرتاب منه غيرك؟ فقال: نعم، أحلف, -فما التعليل؟ لأنه لو لم يحلف لأكَل هذا الإنسان الدرهمين حراماً من الإثم- قال: نعم أحلف، فإني لا أريد أن أطعمه حراماً، وأنا أعلم أنه حرام) .
أنت مؤمن، ادّعى رجلٌ عليك زوراً وبهتاناً مبلغًا من المال، فقلت: لكن ليس لك عندي شيء، ولو تساهلتَ معه لأطعمته حرامًا، وكنتَ أنت السبب، لأنك أفسدته، وفتنته في دينه.
إنّ المسلم دقيق، العطاء عطاء، الحق حق، تريد مساعدة، فهذه مساعدة، أو صدقة فهي صدقة، لكن ليس لك عندي شيء، هذا موقف دقيق، تتساهل أنا لا أحلف، فتطعمه مالاً حرامًا، وأنت السبب، المؤمن أمره دقيق، مضبوط، عنده حسابات دقيقة .
أجمل ما في هذا التابعي الجليل؛ أنّ مجلسه كان مجلس خير وبرٍّ وموعظة، فإذا ذُكر عنده رجلٌ بسوء, بادرَ فذَكَره بأحسن مما يعلم من أمره .
تعرفون القصة، عندما كان النبي بغزوة، فتفقَّد أحد الصحابة كان متخلفاً، فغمز رجل ، قال:
((يا رسول الله, شغله بستانه عن الجهاد معك، فانبرى صحابي جليل، وقال: لا والله يا رسول الله، لقد تخلف عنك أناس ما نحن بأشد حباً لك منهم، ولو علموا أنك تلقى عدوا ما تخلفوا, عندها سُر النبي كثيراً))
مرةً سمع رجلٌ يسبُّ الحجاجَ بعد وفاته، فقال له: (صه يا بن أخي، إنّ الحَجَّاج مضى إلى ربه .
-انظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم, حينما أسلم عكرمة بن أبي جهل لم يكن إنسان أعدى من أبيه، فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما أسلم عكرمة قال لأصحابه:
((يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا, فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي, ولا يبلغ الميت))
فأمام هذا التابعي الجليل رجلٌ سبَّ الحَجَّاج، فقال له: صه يا ابن أخي, إنَّ الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدمُ على الله عز وجل ستجد؛ أنّ أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشدُّ على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج, -هذا من شأن الله عز وجل، فدعك من هذا كلِّه .
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيه))
[أخرجه الترمذي في سننه]
فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه, واعلم يا بن أخي, أن الله جل وعز سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم، كما سيقتص لحجاج ممن يظلمونه, فإذا ظلم اقتصّ الله منه, لكن إذا كنتَ أيضاً ظلمته, فسوف يقتص الله منه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسبِّ أحد))
ورد في الأثر القدسي:
((أنا ملك الملوك، ومالك الملوك, قلوب الملوك بيدي، فإن أطاعني العبادُ حوَّلتُ قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن هم عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، وادعوا لهم بالصلاح، فإن صلاحهم من صلاحكم))
الإمام مالك؛ إمام دار الهجرة, يقول: (لو أن لي دعوة مستجابة لادخرتها لأولي الأمر, لأن في صلاحهم صلاح الأمة) .
عود نفسك على الدعاء لا على السباب .
ابن سيرين من أولئك الرجال الذين لا يخافون في الله لومة لائم :
لهذا التابعي الجليل مواقف مِن ولاة بني أمية، مِن ذلك: أن عمر بن هبيرة الفزاري رجل بني أمية الكبير، وواليهم على العراقين, بعث إليه يدعوه إلى زيارته، فمضى إليه ومعه ابن أخيه، فلما قدِم عليه, رحّب به الوالي، وأكرم وفادته، ورفع مجلسه، وسأله عن كثير من شؤون الدين والدنيا، ثم قال له: (كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر؟ قال: تركتهم والظلم فيهم فاش، وأنت عنهم لاه، فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه، وقال: إنك لستَ الذي تُسأل عنهم، وإنما أن الذي أسأل، ومن أمانة العلم تبيينه، وإنها لشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه .
لما انفض المجلس وَدَّعه عمر بن هبيرة بمثل ما استقبله به من حفاوة وإجلال، وبعث إليه بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار فلم يأخذها، قال له ابن أخيه: ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟ قال: إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنتُ من أهل الخير كما ظن، فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن, فأحرى بي ألاّ أستبيح قبول ذلك) .
ما سبب دخول ابن سيرين السجن ؟
اشترى مرةً زيتاً بأربعين ألفًا مؤجلة، فلما فتح أحد زقاق الزيت, وجد فيها فأراً ميتةً متفسخة، فقال في نفسه: إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد، وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه، وإني إن رددته للبائع بالعيب فربما باعه للناس، ثم أراقه كله، فأصبح عليه دين أربعين ألف دينار .
طالبه صاحب الزيت بما له، فلم يستطع سداده، رُفع أمره إلى الوالي, فأمر بحبسه حتى يسدِّد ما عليه، فلما صار في السجن، وطال مكوثه فيه, أشفق عليه السجّان لِمَا عَلِمَ من أمر دينه، وما رأى من شدة ورعه وطول عبادته .
دخل السجن خوفاً من الله، وخوفاً من أن يُحرق في النار يوم القيامة، فصاحب السجن عرف قصته، إنه رجل ورع جداً، قال: (أيها الشيخ, إذا كان الليل, فاذهب إلى أهلك وبت معهم، فإذا أصبحت فَعُدْ إلي .
أنت إنسان عظيم، دخلت هذا السجن من شدة ورعك، واستمرْ على ذلك حتى يُطلق سراحك، كل يوم نَمْ عند أهلك، فقال: لا واللهِ، لا أفعل، قال: ولِمَ، أنا أسمح لك؟ قال: حتى لا أعينك على خيانة ولي الأمر، أنت تخون ولي الأمر بهذا العرض، فإذا قبلتُ هذا العرض, أعنتُك على خيانة ولي الأمر) .
ما رأيك في هذا الموقف لابن سيرين ؟
لما احتضر أنس بن مالك, أوصى بأن يغسله محمد بن سيرين، ويصلي عليه، وكان ما يزال سجيناً، فلما توفي جاء الناس إلى الوالي, بوصية صاحب رسول الله وخادمه، واستأذنوه أن يخلي سبيل محمد بن سيرين لإنفاذ الوصية، فقال لهم محمد بن سيرين: (لا أخرج حتى تستأذنوا صاحب الدين، والإذن ليس من الوالي، بل من صاحب الدين .
-إذا أراد الرجلُ أن يحج بمال، وعليه دين فلا يُقبل حجُّه إلا إذا استأذن صاحب الدين، والذي عليه دين يحرم عليه أن يأكل لونين من الطعام، ونوعين من الفاكهة .
رجل مدين لك بمبلغ من المال، وأنت تأكل نوعين أو ثلاثة من الطعام، وأربعة أنواع فواكه، وخير إن شاء الله، لا يوجد معنا الآن, هذه قلة مروءة- .
فأذن له الدائن، عند ذلك خرج من سجنه، فغسل أنساً، وكفنه, وصلى عليه، ثم رجع إلى السجن كما هو، ولم يذهب لرؤية أهله؛ لأن الإجازة فقط لتغسيل الميت، أما لأهله لم يذهب) .
وفاته رحمه الله:
عمّر محمد بن سيرين حتى بلغ السابعة والسبعين، فلما أتاه اليقين, وجده خفيف الحمل من أعباء الدنيا، كثير الزاد لما بعد الموت .
أخواننا الكرام، من حاسب نفسه حساباً عسيراً في الدنيا، كان حسابه يوم القيامة يسيراً، ومن حاسب نفسه في الدنيا حساباً يسيراً، كان حسابه يوم القيامة عسيراً .
رؤيا صالحة :
حدثت حفصة بنت راشد، وكانت من العابدات، قالت: (كان مروان بن المحملي لنا جاراً، وكان ناصباً في العبادة، مجتهداً في الطاعة، فلما مات حزنّا عليه حزناً شديداً، فرأيته في المنام، قلت: يا أبا عبد الله, ما صنع الله بك؟ قال: أدخلني الجنة، قلت: ثم ماذا؟ قال: رُفعت إلى أصحاب اليمين، قلت: ثم ماذا؟ قال: رُفعت إلى المقربين، قلت: فمن رأيت هناك؟ قال: الحسن البصري, ومحمد بن سيرين, من المقربين) .
كله بثمنه؛ ورع، مجتهد، صائم، مُصَلٍّ، دخلُك حلال، إنفاقك حلال، بيتك إسلامي ، عملك إسلامي، فأنت من المقربين, قال تعالى:
﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾
المفضلات