بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي يؤدي الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية زيارة رسمية لتونس يومي 13 و14 ديسمبر الجاري مرفوقا بوفد رفيع المستوى يضم بالخصوص عددا من الوزراء والمسؤولين.
وتاتي هذه الزيارة تجسيما للعلاقات الاخوية العريقة والمتينة التي تربط تونس بهذا البلد المغاربي الشقيق وللارادة السياسية التي تحدو قائدي البلدين في مزيد تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها الى افضل المراتب بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
كما تبرز هذه الزيارة العزم المشترك على تنشيط الشراكة على الصعيدين الثنائي والمغاربي بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويجسد تطلعاتها الى الوحدة والتكامل وتشابك المصالح.
وتتسم العلاقات التونسية الموريتانية بالعمق والصفاء وتنوع مجالات التعاون والتقارب في المواقف بشان المسائل الاقليمية والدولية وفي مقدمتها التمسك ببناء الصرح المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا لكافة بلدان المنطقة اضافة الى التعلق بقيم السلم والعدل في العالم.
وما فتئت هذه العلاقات تشهد تطورا مطردا وحركية متواصلة من خلال التبادل المكثف للزيارات بين كبار المسوءولين في البلدين، وتشكل هذه الزيارة تواصلا لنسق التشاور بين قيادتي البلدين حول تطور التعاون الثنائي وسبل تعزيزه في شتى المجالات الى جانب المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وينظم العلاقات التونسية الموريتانية اطار قانوني ثري ومتنوع يغطي مجالات شتى من التعاون في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية ويعمل الجانبان على المضي قدما في الارتقاء بهذا التعاون الى مستوى شراكة فاعلة تحقق النفع المتبادل خاصة في المجالات الاقتصادية وتطوير البنيةالاساسية وتنمية الموارد البشرية.
وتشكل تونس وجهة مفضلة للموريتانيين للسياحة الاستشفائية حيث تجاوز عدد الزوار الموريتانيين لتونس خلال السنة الجارية 10 الاف شخص بنسبة تطور قدرها 4 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. كما تحتضن تونس عددا هاما من الطلبة الموريتانيين لمتابعة تعليمهم العالي.
وتشمل الصادرات التونسية الى موريتانيا بالخصوص التمور والمواد الغذائية والمواد البلاستيكية ومواد التجهيز والتجهيزات الكهربائية والادوية والتجهيزات شبه الطبية فيما تتمثل الواردات من موريتانيا في الاسماك والجلود الخام.
ورغم الزيادة النسبية التي شهدها حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العشرة أشهر الاولى من سنة 2010 مقارنة بالسنتين الماضيتين (30 مليون دينار منها اكثر من 28 مليون دينار صادرات) غير انه يبقى دون المأمول لذلك يعمل الجانبان على مزيد تشجيع الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين واستجلاء كل فرص التبادل التجاري التي تزخر بها الأسواق التونسية والموريتانية.
كما تحدو الجانبين ارادة مشتركة على تعزيز الاستثمارات التونسية في موريتانيا التي تغطي قطاعات حيوية على غرار النقل الجوي والاتصالات والصناعة والخدمات الطبية.
ومن المتوقع أن تعطي زيارة الرئيس الموريتاني الى تونس دفعا قويا للعلاقات الثنائية في أفق انعقاد الدورة السادسة عشرة للجنة العليا المشتركة التونسية الموريتانية المزمع تنظيمها بنواكشوط خلال الثلاثي الاول من السنة القادمة.
(وات)
المفضلات