من وضع التقويم الميلادي و لماذا شهر فبراير28 يوم وأغسطس 31 وماهوشهرالنسيءالمذكورفي القرآن الكريم ...؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات تعالوا نقرأ هذه الفقرات من كتاب (بدائع السماء) الذي كتبه عالم الفلك الأمريكي جيرالد هوكنز .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأرض تدور دورة واحدة حول الشمس كل 4/ 1 365 يوماً , وإذا شئنا الدقة 365,2422 يوماً . وطول اليوم أربع وعشرون , وهو الوقت التي تستغرقه الأرض في الدوران دورة كاملة حول محورها, فيما لو نظر إليها ناظر من الشمس . ولو واتتنا الصدفة لكان في السنة عدد صحيح من الأيام . فربع اليوم الشاذ كان مشكلة لواضعي التقاويم منذُ أقدم العصور . وقد لبثت البشرية تتخبط من جراء هذه المشكلة أكثر من ألف سنة حتى استطاعت أن تضع الأمور في نصابها .
فإذا اُسقط ربع اليوم من الحساب, فإن التقويم لا يتماشى مع الفصول . فيأتي الربيع متأخراً يوماً كاملاً كل أربع سنين . وفي مدى قرن من الزمن سيصبح الفرق حوالي أربعة أسابيع . ولذلك كان من الصعب تنظيم تقويم شمسي , ولكن تنظيم تقويم قمري أصعب . فالقمر يستغرق في المعدل 29,53 يوماً , لكي يدور دورة واحدة حول الأرض . فإذا اعتبرنا السنة اثني عشرا شهراً بناء على دورة القمر , فسنجد في السنة 354 يوماً , ومقدار الخطأ عن السنة الشمسية إذن 4/1 11يوماً , وتأتي الفصول متأخرة عن موعدها شهراً كاملاً كل ثلاث سنوات .
ونحن نسير على نظام التقويم الروماني الذي ابتدأ حوالي الآونة التي تأسست فيها روما, سنة 753 ق.م . ومع أن المصرين عرفوا طول السنة بدقة لا غبار عليها , إلا أن الرومان لم يبلغوا هذه الدرجة من العرفان . ومما زاد الأمر سوءاً إن الرومان بنوا تقويمهم أول الأمر على دورة القمر . فكان لديهم اثنا عشرا شهراً قمرياً , وكل بضع سنين , عندما يجدون أن الفصول قد تأخرت عن مواعيدها كانوا يحشرون في السنة شهراً أضافياً ، و كان هذا الشهر الإضافي سبباً في متاعب كثيرة لا سيما عندما يصبح أداة خبيثة في يد السياسيين . فكان يحشر هذا الشهر في بعض الأحيان دون سابق إنذار في سبيل تمديد فترة تسجيل الجنود للحرب أو لتأخير انتخاب أعضاء مجلس شيوخ جديد *.
وما أتت أيام يوليوس قيصر حتى كانت هذه المشكلة قد بلغت حداً ليس إلى تحمله من سبيل . كان أول يوم من أيام الربيع يحل في حزيران , ولم تكن جماهير الشعب تدري موعد إضافة الشهر الجديد . وقد أستدعى يوليوس قيصر الفلكي سوسي جين من الإسكندرية سنة 46 ق.م , فقام بوضع التقويم القيصري (اليوناني) في آخر سنة من سنوات الفوضى التقويمية . وقد أزداد طول السنة , تبعاً للنظام الذي كان يستعمله المصريون إلى 4/1 365 يوماً , بإضافة أحد عشر يوماً إلى التقويم القمري القديم . وسمي الشهر السابع يوليو (تموز) تكريماً للدكتاتور يوليوس قيصر , وجعلت أيامه 31 يوماً . ثم سمي الشهر الثامن أغسطس (آب) في أيام حكم خلفه أغسطس قيصر , وكانت أيامه ثلاثين يوماً , فأخذوا له يوماً من شباط لكي يجعلوه مثل شهر يوليو .
ولما كان من المستحيل إضافة ربع يوم إلى كل سنة , فقد رأى سوسوجين أن يضع يوماً إضافياً كل أربع سنوات , مما يعطي النتيجة نفسها على مدى طويل . فجعل السنوات الكبيسة هي التي تقسم إلى أربع – مثل سنة 1960 , وسنة 1964 وسنة 1968 – واليوم الإضافي يوضع في شباط من تلك السنة .ولكن سنة سوسوجين ماهي إلا تقريب فقط , فهي أطول من الحقيقة بإحدى عشر دقيقة وأربع عشرة ثانية . وقد ظهرت خطورة هذا الفرق البسيط بمرور الزمن . ففي القرن السادس عشر أصبح الربيع يبتدئ في 11 آذار , أي أن موعده الحقيقي يسبق الموعد الذي يقرره تقويم يوليوس قيصر بأسبوعين .
وقد قام بالإصلاح الأخير في التقويم , الفلكي كلافيوس بايعاز من البابا غريغوري الثالث عشر . فحذف من التقويم ثلاثة أيام كل أربعمائة سنة . وقد نظم ذلك بأن جعل السنة التي ينتهي بها كل قرن غير كبيسة , ماعدا تلك التي تقسم على أربعمائة – 1600, 2000 , 2400 . والتقويم الغريغوري يعطينا تقريباً جيداً جداً لطول السنة الحقيقية , إذ أنه لا يزيد عنها إلا بمقدار 26 ثانية . وسوف يتجمع هذا الفرق على مدى السنين بحيث نجد أنفسنا سنة 4900 وقد أصبح لدينا من الزيادة مايقرب من اليوم .
وقد قابل العالم الكاثوليكي تقويم البابا غريغوري بالترحاب وأخذ بتطبيقه مباشرة, ولكن البلاد البروتستانتية تلقته بفتور. واستمر البروتستانتيون متمسكين بالتقويم القيصري (اليولياني) حوالي قرنين من الزمن , وكانوا يسمونه (تقويم النمط القديم) . وفي أثناء فترة الخلاف هذه كان بإمكان المرء أن يسافر من فرنسا في 4 كانون الثاني سنة 1600 , فيصل إلى إنجلترا في 25 كانون الأول سنة 1599 . ونشأت بسبب ذلك بلبلة شديدة في أعياد الميلاد والشئون القانونية والمعاهدات والمعاملات التجارية . وقد قررت انجلترا والمستعمرات الأمريكية آخر الأمر السير على التقويم الجديد سنة 1752 . وكان الخطأ في تلك الآونة قد بلغ أحد عشر يوماً . فاضطرت الحكومات إلى وضع 14 أيلول مباشرة بعد 2 أيلول , لكي يتفق التقويم القيصري مع التقويم الغريغوري . حتى في ذلك العهد لم تكن في الإمكان أن تجري الأمور في مجراها اليسير . فقد قام الشغب في لندن وأخذت جماهير الشعب تهتف (أعيدوا لنا أيامنا الأحد عشر ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــ
• اعتقد أن ذلك التلاعب في عدة الشهور عند الرومان في ذلك الزمان هو ذاته الذي كان يحدث عند العرب في الجاهلية و هو ذاته شهر ((النسيء)) المذكور في الآية (إنما النسيء زيادة في الكفر ...)... إلى آخر الآية الكريمة ، راجع تفسير الآية على هذا الرابط :
http://www.google.com/search?hl=ar&s...e%E2%80%8F&lr=
المفضلات