باي ذنب قتل؟.. مشاعر الاستياء والصدمة تخيم على قلقيلية لمقتل الفتى الفلسطيني رعد مصالحة.. أقاربه: قتل على يد عمه نتيجة العنف المفرط وليس له أية ارتباطات مع "إسرائيل"
خيمت مشاعر الاستياء والصدمة في محافظة قلقيلية وقرية حجة التي ينحدر منها الضحية الفتى رعد وائل مفيد مصالحة والذي لم يتجاوز الخمسة عشر ربيعا والذي قتل على يد عمه الذي اعترف بجريمته حسب ما جاء على لسان الناطق باسم الأجهزة الأمنية العميد عدنان الضميري يوم أمس.
مفيد مصالحة هو جد المجني عليه يقول وهو يبكي حفيده" حفيدي اشرف من الشرف وليس له اية ارتباطات مما يدعون ".
ويضيف مصالحة قائلا "حفيدي قتل نتيجة الضرب المبرح من قبل عمه دون ذنب اقترفه" مؤكدا بانه ليس له علاقة بما اعترف به والد الجاني قائلا "في اليوم الذي ارتكبت فيه الجريمة بحق رعد التقيت برعد صباحا وساعدني في بعض الاعمال وتركته لافاجأ بعدها بساعات بنبأ هذه الجريمة" .
اما وائل مصالحة والد المجني عليه فيقول "ان هذا الادعاء الذي قيل من قبل الجاني وهو شقيقي بان خلفية القتل بسبب تعامل ابني مع الاحتلال فهو ادعاء باطل وكاذب ومزيف وان ولدي قتل نتيجة العنف المفرط الذي تعرض له من قبل عمه" .
وعن تفاصيل الحادث يتابع والد المجني عليه الحديث بالقول" في ذاك اليوم وصلتني معلومة مضللة من احد الجهلة بانه ابني له علاقة بما يسمى بـ"المشمار غبول" أي حرس الحدود فضربته وقمت بحبسه داخل مخزن أسفل البيت وكوني اعمل سائق تكسي أجرة أعطيت المفاتيح لشقيقي وهو المتهم لأسمع بعد ساعات من ذلك خبر مقتل ولدي وعلى ما يبدو انه كان قد تعرض لضرب مبرح من قبل شقيقي والذي يعاني أصلا من حالة هيجان عصبي "كريزا" .
وطالب والد الفتى السلطة الفلسطينية ان تتابع التحقيق والإعلان عن نفي الادعاءات التي شوهت ولده بشبهة تعامله مع الاحتلال .
سمير مصالحة رئيس المجلس القروي في حجة وهو من نفس العائلة يقول "هناك حالة من العنف متفشية في العائلة والطفل رعد كان ضحية لهذا العنف غير المبرر.
ويضيف قائلا" ان الفتى رعد خرج من المدرسة قبل حوالي العامين من اجل ان يعمل ويكسب مصروف يومه من خلال عمله فاشتغل عاملا في فرن تابع لعمه الجاني وكان يتعرض بشكل مستمر للضرب والاهانة التي لا يحتملها فتى في مثل عمره ".
من جانبه قال عمر نور الدين وهو احد النشطاء التنظيميين في القرية "أن الطفل بريء مما نسب اليه ولم يكن عليه أي شبهات من هذا القبيل وإنما كان ضحية للتعذيب والعنف الأسري من قبل أفراد أسرته" واستنكر بشدة ما نسب للطفل في محاولة من قبل الجاني ان يفلت من فعلته.
وانتقد نور الدين العميد الضميري على سرعة نشر ادعاءات الجاني قبل ان يكتمل التحقيق في الجريمة مطالبا إعادة التحقيق في هذه الجريمة ومعرفة الدوافع الحقيقية وراءها.
وفي ديوان ال مصالحة في القرية أكد أكثر من 30 من أفراد عائلة مصالحة بان هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وان ابنهم لم يكن سوى طفل مشاغب كغيره من الأطفال ومع ذلك كان مثابرا يحاول العمل في شتى المجالات وكان أخرها في الحصاد كي يؤمن لنفسه مصروفه اليومي .
وناشد المجتمعون الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه د. سلام فياض بالإيعاز للجهات المعنية "بعدم التسرع في رواية الأحداث وخصوا بالذكر تصريح العميد عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية مبينين إن تصريحه يوم أمس أساء لسمعة المرحوم وعائلته ولم يكن من المفترض أن تكون روايته مبنية على ادعاءات من قبل قاتل ويتهم الضحية وكان الأجدر بسيادة العميد التروي قبل نشر هذه الادعاءات" .
وكان الضميري قد صرح يوم أمس بان التحقيقات التي أجرتها الشرطة الفلسطينية في حادثة مقتل الطفل رعد مصالحة ( 15 عاماً) من قرية حجة شمال شرق قلقيلية، أنه تعرض للتعذيب والشنق من قبل بعض أقاربه بحجة ارتباطه مع الاحتلال.
وأفاد العميد عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية في حديث خاص أن الشرطة اعتقلت الجاني المباشر وعددا من المتهمين بمساعدته بارتكاب الجريمة، مشيراً إلى أنهم اعترفوا بفعلتهم التي برروها بارتباط الطفل مع الاحتلال.
وكانت الشرطة فتحت تحقيقاً في حادثة مقتل الطفل رعد مصالحة منذ العثور على جثته أول أمس الأربعاء مشنوقا في احد مخازن بيت عائلته بقرية حجة.
وأعرب العميد الضميري عن استهجانه لهذه الجريمة التي أنهت حياة طفل ما زال قاصراً، مؤكداً أن المتهمين أحيلوا إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية ومن ثم عرضهم على القضاء لينالوا عقوبتهم المناسبة.
وأدانت شخصيات ومؤسسات الجريمة ودعت لإنزال أقصى عقوبة بحق الجاني.
مزيد من التفاصيل
المصدر : الحقيقة الدولية – معا 12.6.2009
المفضلات