الحقيقة الدولية – عمان
أكدت ثلاث سفارات غربية في عمان، وجود تعاون عسكري لبلادها مع الأردن، لمواجهة احتمالات تطور الأزمة السورية، ولجوء النظام السوري إلى استخدام الأسلحة الكيماوية من جهة، ولدعم المملكة بمعدات وتجهيزات للمساعدة في استقبال اللاجئين السوريين عبر المنطقة الحدودية من جهة أخرى.
وتوالت في الأيام القليلة الماضية الأخبار والتقارير الصحفية حول تعاون عسكري أردني غربي، أميركي بصورة رئيسية، لمواجهة أي تداعيات محتملة على جبهة الأزمة السورية، وتحديدا فيما يتعلق بملف الأسلحة الكيماوية السورية، واحتمالات اللجوء إلى استخدامها، أو نقلها لطرف ثالث، فيما تعامل الأردن بصورة عامة بتحفظ في التعليق على مثل تلك الأنباء والتقارير.
وأكدت السفارة الأميركية لدى المملكة أن الولايات المتحدة "ملتزمة بأمن الأردن وبشراكة وثيقة مع المملكة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة".
وحول الوجود العسكري الأميركي في الأردن، قال المتحدث الرسمي باسم السفارة سيلفيو غونزاليس لصحيفة "الغد" الاردنية أمس، إن أميركا لها وجود دوري روتيني، وأوضح أن هذا الوجود يأتي "لدعم أهدافنا المشتركة، وللمساعدة في تطور شركائنا من الأمم، ولإدارة برنامج المساعدة العسكرية".
وفي رده على سؤال حول التعاون العسكري الأميركي الأردني، بخصوص الحماية من الأسلحة الكيماوية في سورية، قال غونزاليس بأنه "لن يدخل في تفاصيل خطط الطوارئ الأردنية الأميركية"، وأشار بهذا الخصوص إلى ملاحظات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الأخيرة.
وكان بانيتا أكد الأسبوع الماضي، إرسال أميركا مجموعة من العسكريين الأميركيين إلى الحدود السورية الاردنية "لدعم القدرات العسكرية الاردنية، لتكون المملكة قادرة على التحرك إزاء تصعيد العنف المحتمل على الحدود".
وأوضح بانيتا، في تصريحات من بروكسل، حيث عقد اجتماع وزراء الدفاع لدول حلف الناتو، أن هذه المجموعة العسكرية "تعمل للمساعدة على إقامة مقر لضمان جعل العلاقات بين الولايات المتحدة والاردن قوية، ليكون بامكاننا التعامل مع العواقب المحتملة للأحداث في سورية".
وقال إن بلاده كانت تعمل مع الأردن على عدد من القضايا، الناجمة عن تطورات الأوضاع في سورية، وذكر أن "الحديث يدور عن المسائل الإنسانية الخاصة بتدفق اللاجئين السوريين، ومساعدة الأردن في التعامل مع هذا الأمر".
كما أكد أن أميركا تعمل مع الأردن على "مراقبة المواقع الخاصة بالسلاح الكيماوي والبيولوجي في سورية، وتحديد السبيل الأفضل للتحرك إزاء ما يثير القلق بهذا الشأن".
من جهة أخرى، وبخصوص أنباء عن إرسال قوات بريطانية للأردن، أكد الناطق الإعلامي باسم السفارة البريطانية لدى المملكة لـ"الغد"، أن بريطانيا "تراقب عن كثب" كل الجوانب المتعلقة بالوضع الحالي في سورية، وأن المملكة المتحدة "لا تزال قلقة من حيازة نظام الأسد لأسلحة كيماوية وتهديده باستخدامها".
وأضاف "نحن نعمل مع شركاء دوليين، ومع الدول الحدودية مع سورية، لتحسين مراقبة الحدود، للتقليل من مخاطر انتقال الأسلحة الى طرف ثالث".
وشدد الناطق باسم السفارة البريطانية على ان "المملكة المتحدة كان لها دائما علاقات وثيقة وصحية وشراكة مستمرة مع الأردن، على كافة المستويات، بما فيها العلاقات العسكرية".
وكانت وكالة "اسوشيتد برس"، نقلت عن دبلوماسيين غربيين في الأردن امس، ان مسؤولين عسكريين بريطانيين، قاموا مؤخرا بـ "تقييم مخاطر سقوط صواريخ على الأردن، وطرق لحماية السكان الأردنيين واللاجئين السوريين في المناطق الحدودية مع سورية".
في ذات السياق، ذكرت تقارير إعلامية أمس، أن قوات أميركية وصلت الى المملكة قبل اسابيع، بطلب من الأردن، وان هذه القوات تساعد في تطوير تقنيات لحماية المدنيين في الأردن، في حال "هجوم كيماوي من سورية".
إلى هذا، كشفت السفارة الكندية لدى المملكة، عن توقيع "مذكرة تفاهم دفاعية" بين الأردن وكندا، تقود إلى مستويات أعلى من التعاون الشامل بين القوات المسلحة الأردنية والكندية، وذلك في أيار (مايو) من العام الحالي.
وأكد مصدر دبلوماسي مسؤول في السفارة الكندية لـ "الغد" أن وزير الخارجية الكندي جون بيرد، أعلن عن مساهمة من بلاده، بلغت 6.5 مليون دولار للأردن في آب (أغسطس) الماضي، لتوفير "معدات للقوات المسلحة الأردنية لمساعدة اللاجئين السوريين في المنطقة الحدودية".
جاء ذلك في رد السفارة حول التعاون العسكري الأردني الكندي في مجال الحماية من الأسلحة الكيماوية مؤخرا، وحول نية كندا إرسال خبراء أسلحة كيماوية إلى الأردن قريبا، تحسبا لأي تهديدات قادمة من سورية.
وكان وزير الخارجية الكندي اعتبر في كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين، أن بلاده على أهبة الاستعداد لمساعدة الدول المجاورة لسورية، في أخذ تدابير للحد من تهديد انتشار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
محليا، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة سميح المعايطة أن وجود قوات من دول شقيقة وصديقة، بما فيها القوات الأميركية على الأراضي الأردنية "جزء من التعاون العسكري، الذي يربط الأردن بهذه الدول، وضمن الخطط التدريبية والتمارين العسكرية الروتينية".
المفضلات