فلسطين اليوم – وكالات
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية أمس الخميس مقابلة مع عميل فلسطيني للمخابرات الصهيوني يقول فيها ان "الـشاباك طلبت مني اغتيال البرغوثي انتم شعب من النفايات، لقد ساعدتكم، لكن انظروا ماذا فعلتم بي، يوجد في "إسرائيل" حوالي خمسة آلاف عميل وسأحارب من اجلهم جميعاً". هذا ما قاله نديم إنجاس في مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة "معاريف" في سجن بئر السبع طالب فيها للمرة الأخيرة باللجوء السياسي في دولة أخرى، وحذر: "اذا لم تفعلوا ذلك فاستعدوا للجهاد، حيث سأكون محارباً وحشياً ضد "إسرائيل" وضد السلطة الفلسطينية".
ولد نديم في رام الله قبل ٣٤ عاماً وطرأ انعطاف على حياته في نهاية العام ١٩٨٧ كما تقول الصحيفة عندما كان عمره عشرة أعوام مع بدء الانتفاضة الأولى وقال: "كان أخي رئيس طلبة في فتح واعتقلته الشاباك في أعقاب وشاية حول قيام الخلية بقتل يهودي في بيت ايل وجند بعد اعتقاله للعمل كعميل ولم أكن اعرف ذلك وبعد إقامة السلطة الفلسطينية عام ١٩٩٤ لاذ بالفرار من البيت ولم اشاهده منذ ذاك الحين وسألت الشاباك عدة مرات أين يوجد أخي لكنهم لم يردوا علي ولم أشاهده منذ ذاك الحين".
أسلحة وقواعد
شعر نديم عندما بلغ عمره إلى ١٧ عاماً بأن تنظيم "فتح" يلاحقه بسبب نشاطات أخيه وقال: اعتقلوني وطلبوا مني إحضار أسلحة من اجل إثبات ولائي، طالبوني بالدخول إلى "اسرائيل" وسرقة سلاح وتوجهت الى قواعد عسكرية غير بعيدة عن القدس وأحضرت سلاحاً".
س-كيف دخلت إلى القواعد؟
ج-كنت اقتحمها.
س-لم تكن هناك حراسة؟
ج-كنت أجننهم.
أساليب
س-ما هي الأساليب التي كنت تتبعها؟
ج-أساليب مختلفة، كنت اقتحم واحضر أسلحة للتنظيم لحين بدء الفلسطينيين بمطاردتي وفتحت عليهم جبهة عملت في البداية مع الشرطة وبعد ذلك مع الشاباك، قدمت لهم معلومات عن أسلحة وعن القواعد التي يقوم فلسطينيون باقتحامها، وكنت في الوقت نفسه في خلية تابعة للتنظيم. كنا أربعة، نادر القائد وثلاثة أعضاء تنفيذيين وهو الذي يوجه تعليمات بالتوجه إلى أماكن وكنت اجمع معلومات عن اليهود.
س-كيف يتم جمع معلومات؟
ج-كنت ارتدي ملابس أوروبية وأتجول في القدس وتل أبيب وأتحدث مع الناس.
س-كيف عملت بنفس الوقت مع قوات الأمن؟
ج-عملت معهم بين العامين ١٩٩٩-٢٠٠٢ وكنت احصل على مبلغ من المال على كل معلومة وكان لدي في الشرطة مسؤولان لقبهما "يوحام" والبرت" وقاما بربطي مع "عومر" في الشاباك والتقيته في شارع كيبوتس غليوت بتل ابيب وقال لي: اسكب كل ما لديك نريد شيئاً حياً، واحضر عومر دفتراً وسجل كل ما قلته له، وبعد ذلك كنت اجمع معلومات عن التنظيم.
معلومات
س-ما هي المعلومات التي قدمتها لقوات الأمن؟
ج-أبلغت الشرطة بعمليات اقتحام في القدس وتل أبيب وعن سرقة أسلحة وسلمت الشاباك هذه المعلومات ومعلومات أيضاً عن خلايا إطلاق النار، لقد ضبطت بفضلي كميات كبيرة من الأسلحة في عملية السور الواقي".
س-لقد كنت عميلاً مزدوجاً.
ج-لقد عملت كل شيء من اجل ان أعيش، ولم يوجد خيار أمامي، لقد الحق شعبي بي إضرارا، لقد نكلوا بأخي وبي، وبحثت عن أساليب للانتقام منهم.
س - ألم يكن من الصعب الوشاية بأبناء شعبك؟
ج - لم يكن سهلاً وعانيت من تأنيب الضمير لكنني تعودت، لقد تحولت الى شخص بدون دعم بدون دولة وبدون هوية، يوجد كثيرون مثلي، يعملون مع الطرفين، ويلقون بهم بعد ذلك الى الكلاب.
س - ما هي خلايا إطلاق النار التي كشفت النقاب عنها؟
ج - على سبيل المثال عندما أطلق أعضاء التنظيم النار على مستوطنة بسغوت، اذ سلمت أسماء الذين أطلقوا النار ومكان إخفاء الأسلحة وكان لدي ابن عم يعمل في حرس الرئاسة وكنا نثرثر معاً وأنقل ما اسمعه منه.
نهاية الخدمة"
س - كيف أنهيت عملك مع "قوات الأمن"؟
ج - حدثت عملية إسرائيلية واعتقلوا في شارع سلمه بتل أبيب أشخاصا كانوا معي واستعطفتهم لاعتقالي لكنهم لم يوافقوا وعندما وصلت إلى بيت لحم عرف رجال التنظيم وهددني نائب مروان البرغوثي، اذ عرف بأنني أتعاون مع "إسرائيل" وقال إنهم سيقتلونني لأنني سلمت رجالهم، وعندما توجهت للمشرفين عني وتجاهلوا ذلك، وواجهت مشاكل وانضممت إلى منظمات إجرام إسرائيلية، وكان رجال الشرطة يضبطوني من حين لآخر لأنني لم احمل تصريحاً يسمح لي بالتواجد في إسرائيل ويلقون بي على الحاجز وعلى الفور كنت استأجر سيارة عمومية، او اصعد في سيارة مجاناً وأتوجه إلى "إسرائيل"، وتوجه إلى مشرف علي من الشاباك عام ٢٠٠٢ قبل عملية السور الواقي وطلب مني اغتيال مروان البرغوثي، وقلت إنني لا استطيع وأن حياتي معرضة للخطر، لكنه قال أنه ولحظي الجيد سأنجح، ولم أوافق وتوقفت عن العمل مع الشاباك وبعد فترة قصيرة توقفت عن العمل مع الشرطة أيضا، إنهم كاذبون، لا يمكن الثقة بهم يبتزون أشخاصا ويلقون بهم بعد ذلك الى مكب نفايات، وجراء عدم وجود خيار آخر أمامي عدت للإجرام.
س - ما هي الجرائم التي ارتكبتها في إطار انضمامك إلى منظمات الاجرام؟
ج - ما أهمية ذلك، لقد قمت بأمور كثيرة، ولن أدين نفسي.
س - أطلقت النار على شخص ما؟
ج - لا يجب القول.
س - طعنت شخصا ما؟
ج - لا أريد الحديث عن العنف
دخل نديم في آب (اغسطس) ٢٠٠٦ في الساعة ٢٢:٣٠ إلى موقف سيارات السفارة البريطانية يحمل مسدساً لعبة وكانت هذه المرة الأولى التي يطلب فيها حق اللجوء السياسي وبعد ساعات طويلة تحدث فيها عن كونه عميلاً، تسلل جنود وسيطروا عليه، واعترفت الشرطة في نهاية هذا الحادث بأنه كان عميلاً لديها.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية ان نديم يدور منذ ذلك الحين في دائرة محددة، اذ يتوجه الى إحدى السفارات ويعتقل ويطلق سراحه ويتوجه الى لجنة "المهددين" ويحصل على تصريح وجود مؤقت في "إسرائيل" لا يسمح له بالعمل ويسرق ويضبط، وتتم إعادته في معظم الحالات إلى المناطق لكنه يعود بعد يوم الى إسرائيل ويقوم ثانية بالسرقة، وطالب في رسالة بعثها في العام ٢٠٠٨ إلى مئير شطريت وزير الداخلية بإعطائه هوية إسرائيلية، وقال انه بعث برسالة مماثلة إلى ايلي يشاي وزير الداخلية الحالي ولم يرد الاثنان على رسالتيه.
س - إذا كان بإمكانك،هل ترغب في العودة الى رام الله؟
ج - ما الذي لدي هناك؟
س - ألا تشتاق لعائلتك؟
ج - لماذا اشتاق إليهم؟ عائلتي تسميني خائناً.
المفضلات