أشرقت شمس الأمل لتنير أوراقي وغصوني
وتبعث البهجة والسعادة في نفسي وتدفئ رعشتي
اشتقت إلى إشعاعها البديع
سبحان من أنار الأرض بضوء الشمس المشرقة
كان يومي سعيدا غريبا عن كل أيام حياتي
انتابني شعور الخيفة والفرح معا .. لم أكن اعرف ما سيحصل لي
قد عشت طويلا وغاصت جذوري في باطن الأرض الذي أصبح بيتها الدافئ
رغم وحدتي بين بيوت أهالي المنطقة وغياب صديقاتي من الشجر الزاهي
لكن قد أصبحت الجارة والصاحبة الحنونة لكل الأهالي
وفي صباح اليوم التالي سمعت همساتٍ مرعبة ترن في آذاني
كان يستظل تحتي ثلة من الرجال حديثهم قد أزعجني وأعماني
كيف ولماذا تريدون اجتثاثي ؟؟!! هل أنا احلم ؟
ويلي لقد عزموا على اقتلاعي حاولت إقناعهم لكن دون جدوى
هل صرت عثرة في دربهم
بهذه السهولة وبعد السنين التي عشتها تكون هذه نهايتي
استعرضت شريط الذكريات من أمامي والدمع قد غطى غصوني
وتعالت صيحات جذوري حتى هزَّت عروقي اللينة وتناثرت أوراقي الندية
أقول .. ماذا سيحل بزهوري وأوراقي
سوف تولد في حياة الضياع والشقاء والتوهان
كم حفظت سرَّهم وتغازل الأحباب في ظلي
ونقشوا أسمائهم على ساقي
كم وكم عانق الأطفال عروقي وتزينوا بأزهاري
يا الهي ... هاهم قد اقبلوا ناوين على إنهاء حياتي
حياة الأنس والمرح والاغتباط ... إنها لحظات من أصعب لحظات عمري
لم أكن اعلم أن هكذا نهايتي كنت انعم بالهناء والرخاء
صرخت كثيرا وبكيت كثيرا حتى بللت الأرض من حولي دموعا
مليئة بالحسرة والضياع والمأساة
تعانقت مع غصوني وأزهاري والقينا لبعضنا تحية المفارقة
هبّتْ ريح عاصفة رشقت علينا غبار الوداع والحرمان
وبعدها ضَعُفتْ حركتي وارتجفتْ عروقي واهتزتْ جذوري
وسَقَطّتُ بعد ثبات طويل مليء باليمن والنماء
تعثرت أوراقي وتناثرت في سماء مدلهمة
وغطت الباحة بمنظرها الزاهي
كانت لحظات وفارقتُ حياتي
بقلمي .. بشار
17-11-2009
المفضلات