برامج الـ USAID الصحية .. تعزز مستقبل الاسرة الاردنية
عمان - السوسنة
" تعاني ام محمد " 59 عاما " من ارتفاع ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام وضعف عام مستمر نتيجة انجابها 14 مولولادا خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 18 عاما " .
أم محمد التي تعيش مع اسرتها في الريف الاردني تقول : " تزوجت في سن السادسة عشرة في ستينات القرن الماضي وسط ظروف معيشية صعبة كان يعاني منها معظم السكان في ظل انعدام الرعاية والتوعية الصحية " .
وتضيف أم محمد : " لم نكن نسمع بوسائل تنظيم الحمل والفحص الدوري ، نتيجة غياب التوعية الصحية الانجابية او لجهلنا بها نتيجة الظروف التي يعيشها السكان المحليون بذلك الوقت " .
وتعزي أم محمد أسباب اصابتها بالامراض المزمنة " السكري وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام " الى كثرة الانجاب دون فترات مباعدة وفق الاسس الصحية وغياب العناية والرعاية الطبية ، مشيرة الى انها لم تكن تراجع الأطباء الا ما ندر خلال فترات حملها ، وأن عملية الولادة كانت تتم على يد احدى النساء التي يفتقرن للخبرة الطبية وهن ما عرفن محليا باسم " الداية " .
وتبين أم محمد أن كثيرا من النساء توفين اثناء الولادة ، نتيجة الاخطاء او المضاعفات التي يصعب على " الداية " التعامل معها ، مشيرة الى ارتفاع نسبة وفيات الاطفال الرضع لافتقار المناطق الريفية الى مراكز الامومة والطفولة في ذلك الوقت .
قصة أم محمد لا تختلف كثيرا عن باقي الامهات في تلك المناطق الريفية ذات الطابع العشائري التي تفاخر بـ " العزوة " - اي كثرة الابناء لا سيما الذكور - دون التركيز على صحة المرأة والطفل ، تقول نائب رئيس برنامج شركاء الاعلام لصحة الاسرة رولا الدجاني .
وما بين الامس واليوم ، تعيش ابنة أم محمد والتي تدعى " منال " 35 عاما " ، في اسرة سعيدة تتكون من 3 أطفال انجبتهم خلال 15 عاما .
وتقول منال التي تعيش في أحد أحياء مدينة الزرقا شرق العاصمة عمان : " تلقيت خلال فترات حملي الثلاثة الارشادات والعناية الطبية اللازمة من مركز الامير محمد للامومة والطفولة والمزود بأحدث التقنيات وكادر طبي كفؤ بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية استطاع ان يشخص مشاكل الصحة الانجابية والتعامل معها وتداركها مبكرا مما انعكس ايجابا على صحة المرأة الحامل والطفل " .
وخلال جولة لمجموعة من الصحفيين على بعض المشاريع الصحية التي مولتها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "USAID " بالتنسيق مع وزارة الصحة ، قالت مسؤولة التخطيط الاستراتيجي في برنامج شركاء الاعلام لصحة الاسرة أسماء فشخو : " ان البرنامج يهدف الى تغيير سلوك الافراد والمجتمعات نحو الافضل " .
واضافت فشخو خلال جولة للصحفيين على مركز الامير محمد للامومة والطفولة في الزرقاء والتي مولته الوكالة الاميركية للتنمية الدولية أن " البرنامج أطلق عدة حملات خلال السنوات الماضية استهدفت صحة الام والطفل وكان اخرها " حياتي احلى " .
واعتبرت فشخو ان مركز الامير محمد يعتبر نموذجا لاهداف الحملة التي وفرت المعلومات والاستراتيجيات للكادر الطبي عن واقع المراة والطفل في المنطقة المحيطة بالمركز .
وقد تمكنت الحكومة الاردنية عبر الشراكة مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية من تحقيق أهداف الصحة الانجابية والرعاية الصحية للمراة والطفل .
وقد استطاعت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بالتعاون مع شركائها من تحديث أقسام النسائية والأطفال الخداج والعيادات الخارجية في أحد عشر مستشفى تابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية طبقاً لمعايير المعهد الأمريكي للعمارة.
كما سيتم تحديث أقسام النسائية والأطفال الخداج في 11مستشفى حكوميا آخر خلال السنوات الثلاث القادمة بما فيها مستشفى البشير.
وتم شراء وتركيب وتشغيل معدات وأجهزة طبية متطورة و أثاث طبي حديث في أقسام النسائية والأطفال الخداج في
23 مستشفى تابعة لوزارة الصحة وسبعة مستشفيات أخرى تابعة للخدمات الطبية الملكية ، وفق تصريح صحفي للوكالة الاميركية للتنمية الدولية .
وقد اطلقت الوكالة الاميركية حملات اعلامية منها " مبروك " او " تهانينا " بالتعاون مع دائرة الاحوال المدنية للوصول الى المقبلين على الزواج لاعطائهم ارشادات صحية سليمة .
ويعتبر الموقع الالكتروني sehetna.com أول موقع إلكتروني باللغة العربية يعنى بالمعلومات الصحية. وقد حصل على جائزة أفضل موقع إلكتروني صحي باللغة العربية في عام 2006 نظراً لاحتوائه على قدر كبير من المعلومات الصحية. و يستقبل حوالي 1.3 مليون زائر شهرياً ، ويعمل تحت اشراف برنامج شركاء الاعلام لصحة الاسرة
وووفقا للاحصائيات الرسمية يتميز الأردن بأنه من الدول الأعلى نمواً في عدد السكان حيث تبلغ نسبة زيادة عدد السكان 2.3 % سنوياً ويبلغ عدد السكان حالياً نحو ستة ملايين نسمة. وأكثر من نصف عدد سكان المملكة تحت سن 25 سنة.
المفضلات