هــذا صديقــي .. فلمـاذا اتركــه؟
سائده السيد - الاعتراض على صداقات الأبناء,وتهديد الآباء والأمهات ,لابنائهم وبناتهم ومخاطبتهم بعبارات
اترك ابن صفك «فلان» ولا تصادقه.
وهذا صديقك سلوكه غير جيد , وأنت لا تصادقي تلك الفتاة.. وغيرها من المخاطبات التي يسمعها الاباءلابنائهم , فيثور الجدل بسببها بين الاباء والابناء,لان الاهل يعتبرون ان من حقهم التدخل والاعتراض على صداقات ابنائهم وبناتهم بينما يشكوالابناء من انهم لا يدركون اسباب الاهل ومبرراتهم للحد من صداقاتهم ومنعها احيانا .
الاهل يقولون هذا الصديق او الصديقة غير مناسب , و الابناء يتشبثون بأصدقائهم عنادا, رافضين أي تدخل في اختياراتهم,حتى ان بعضهم يفضل الصديق على العائلة..
هل بمقدورنا ان نثق في اختيار ابنائنا,وندربهم على الصداقة ؟ تجيب المستشارة الاسرية الدكتورة نجوى عارف نعم لان الصداقة تعتبر من اهم الاحتياجات التربوية للابناء , و لها دور مهم في تكوين العلاقات , والتدريب على الادوار الاجتماعية المختلفة , فهي ساحة غنية للخبرات والتجارب, وصقل القدرات واخراج كثير من الطاقات الكامنة لهم , وترسخ كثيرا من المفاهيم التي نحرص جميعنا على تعليمها لابنائنا , كالانتماء للجماعة , ومشاركة الاخرين والانسجام معهم.
ويقول خليل عبدالله ( اب لقتاة وشاب ) «معظم الاباء والامهات يقرون بأهمية الصداقة لابنائهم, وانا يعنيني من هم اصدقاء اولادي وتصرفاتهم , وارى ضرورة تدخل الاهل وممارسة مطلق صلاحياتهم الاسرية في تحديد اصدقاء ابنائهم».
اما سامر مصطفى (طالب بالمرحلة الثانوية) فيرفض أي تدخل من قبل الاهل في اختياره لاصدقائه ويقول « انا لا استطيع الاستغناء عن اصدقائي , لدرجة انني احيانا اشعر انه من الممكن ان استغني عن اسرتي مقابل اصدقائي , وللاسف فإن اهلي غالبا ما يطالبوني بالابتعاد عن اصدقائي من دون ان يعرفونهم او يرونهم».
وتوضح الدكتورة نجوى عارف بأن تدخل الاهل في اختيار اصدقاء ابنائهم يعتمد على الفئة العمرية , فمثلا في مرحلة الطفولة يتأثر الابناء بشدة في سلوكيات اصدقائهم , وهنا يجب ترسيخ المواصفات الجيدة في ذهن الطفل عن الصديق , وذلك بالوسائل غير المباشرة كسرد القصص والروايات عن اهمية الصداقة , والحديث المباشر عن السلوك الطيب للاصدقاء , اما مرحلة المراهقة فتؤكد الدكتورة نجوى بأن الاصدقاء في هذه المرحلة يكونون الرقم واحد للابناء , وفيها يبدأون بمحاولة الاستقلال بأفكارهم وتكوين صداقات مختلفة , وفي هذه المرحلة يجب ان لا يوجه أي نقد مباشر او لاذع لنوعية اصدقائهم , بل يكون تدخل الاهل على شكل ملاحظات.
ويشكو اياد عبد الرحمن وهو اب لمراهق عمره 16 عاما فيقول « لقد اكتسب ابني كثيرا من العادات السيئة من خلال احتكاكه ببعض اصدقائه , مما حدا بي الى منعه عنهم , ولكنني فوجئت بأن ابني لم يقطع علاقته بهم نهائيا, و لا يزال يلتقي بهم».
اما هبة احمد ( طالبة جامعية ) فتعتقد بأن « كثيرا من الاهالي يبالغون في تدخلهم باختيارهم لاصدقاء ابنائهم , ويعتقدون بأن ابناءهم جيدون , ويتسمون بالسلوك السوي , فيما يتصف سلوك اصدقائهم بغير السوي «
لذا ادعو جميع الاهالي ان يتفهموا الابناء , ويحترموا اختياراتهم , بعيدا عن السيطرة والتحكم».
كما تقول هبة ويشير الباحثون الى ان الاباء نادرا ما يتواصلون مع الابناء , او يظهرون اهتمامهم , ووجد الباحثون ان الاطفال الذين يقضون وقتا طويلا مع اصدقائهم , ولا يهتم اباؤهم بمراقبة سلوكهم , يزيد احتمال ممارستهم للسلوكيات غير المرضي عنها.
وعن طريق الحوار لا الإجبار تؤكد فاتن المصري (ام لاربعة ابناء) اهمية هذا المبدأ في اختيار اصدقاء ابنائها , حيث تقول « لقد عملت على تسليح ابنائي بمهارات وخطوات لاكتساب اصدقائهم , منها تحديد اطار معين من السلوك والاخلاق والعادات , وعلى اساسها يختارون اصدقاءهم , الى انني لا اعمل الى فرضها , بل يكون ذلك بالحوار والنقاش المتبادل , والتوعية والتوجيه والارشاد».
الاخصائيون الاجتماعيون يؤكدون على ان من واجبات الوالدين ان يحاولا تحقيق التوازن بين التواصل الكافي مع ابنائهم , وحياتهم الاجتماعية , وجعلهم يشعرون بالرعاية والاهتمام , ولكن ليس للحد الذي نشعرهم بعدم الثقة والتحكم فيهم , وينصحون الاباء بتجنب التحكم بشكل مباشر في اختيارات الابناء لاصدقائهم , ولكن من الممكن ان يبدوا رأيهم بشكل دبلوماسي , وان يحاولوا ان يكونوا جزءا من هذه الصداقات , وذلك بالتعرف على اصدقاء الابناء عن قرب , والتعرف على افكارهم وسلوكياتهم , ومن المهم ان يكون الاهل القدوة الاولى للابناء , في حسن انتقاء الاصدقاء.
المفضلات