الحقيقة الدولية – عمان
اكثر من 230 شخصا اصيبوا بجروح و260 شخصا تم اعتقالهم خلال مواجهات لا تزال مستمرة بين الشرطة المصرية ومتظاهرين يحتجون على الاعلان الدستوري الصادر عن الرئيس المصري التابع لـ"اخوان مصر" محمد مرسي الخميس الماضي.
الرئيس الاخواني محمد مرسي اصدر قرارا انقض فيه على القضاء المصري ووسع صلاحياته وحصن قراراته في خطوة لم يجرؤ حتى الرئيس المخلوع حسني مبارك على التفكير فيها.
غريب أمر جماعة "الاخوان" وعجيبة هي تلك المواقف ذات المعايير الأكثر من مزدوجة عندما يتعاطون مع السلطة وهم خارجها او عندما يستولون عليها، فما هو محرم يصبح مباحا.
اما هنا، وهذا ما يعنينا، فان " اخوان الأردن" اباحوا لأنفسهم كل شيء ولم يصغوا الى ما يقوله الأردنيون في مجالسهم ولا يقيمون وزناً لقواعد الديمقراطية التي لا تسمح لأحد مهما كان حزباً أم جماعة أم ائتلافا أم جمعية أم فئة او جهة ان تفرض رأيها، وان العمل على تغيير تلك القواعد لا يتم الا من خلال القنوات الدستورية والقانونية وبالتفويض الشعبي الذي يأتي عبر صناديق الاقتراع.
أما غير ذلك فهو محاولة للاستقواء على الوطن وعرض القوة المزعومة بان شعبيتهم كفيلة بإجبار الدولة على الرضوخ لمطالبهم او صياغة قانون انتخاب وفق قياسهم فقط وهو امر اكتشفوا الان رغم كل ضجيجهم انهم خرجوا من المولد بلا حمص.
أما حالة الانكار والمنطق المقلوب الذي يعيشونه والقراءة الخاطئة والمغلوطة للمشهد الوطني وازمة الاقتصاد وعجز الموازنة والصعوبات التي يعيشها مجتمعنا جراء ارتفاع فاتورة الطاقة وغياب المساعدات فإن "اخوان الأردن" لا يرون في ذلك كله سوى فرصة للمزايدة على الحكومة والتحريض عليها ، ويتخذون من معاناة الاردنيين وتزايد الصعوبات التي يواجهونها فهي فرصة لهم كي يحققوا مكاسب سياسية ويجلسوا في مقاعد التنظير وإطلاق المزاعم غير المستندة الى أي دليل، ومن اجل المناكفة، والمناكفة فقط، متخذين من دعوات المطالبة بالأصلاح ومكافحة الفساد ذريعة.
هنا يتساءل الاردنيون عن سر هذه العدمية التي يواظب "اخوان الاردن" على التعاطي بها مع الشأن الاردني فيما هم يصرفون النظر ويرددون ما لجأ اليه اخوانهم في مصر الذين تسلموا الحكم والذين قالوا قبل وصولهم السلطة ان الاقتراض من الصندوق الدولي رباً وهو محرم ثم عند وصولهم الى السلطة افتوا بان ذلك حلال.
ليس هذا فحسب بل ان حكومة "اخوان مصر" قررت اعطاء رئيسها مزيدا من الصلاحيات ضاربين بعرض الحائط المبادىء التي طالما تغنوا بها قبل الوصول الى الحكم بينما هنا في الاردن فهم يخرجون الى الشارع ويطالبون بسحب صلاحيات من الملك عبد الله الثاني.. فأي معايير مزدوجة هذه.
فلماذا كل هذا الهجوم والتجني على أي قرار قد تتخذه الحكومة مجبرة بعد ان اثقلت فاتورة الطاقة كاهل الموازنة واوقعتها في عجز غير مسبوق ولم يعد امامنا سوى الاعتماد على انفسنا وترشيد انفاقنا واستهلاكنا ومواصلة محاربة الفساد والهدر والانفاق غير المبرر.
آن لـ"الاخوان" ان يتحدثوا بلغة واحدة وان يصطفوا الى جانب وطنهم وشعبهم ولهم مطلق الحرية التي كفلها الدستور في اختيار مواقفهم السياسية أما عندما يتعرض الوطن الى مصاعب وأزمات فيجب ان تتضافر الجهود لإنقاذ الوطن وشعبه
المفضلات