أم حمزة .من تجارة النعنع إلى أول سائقة عمومي في المؤسسات الحكومية
أم حمزة وهي أم لسبعة أبناء توفي زوجها منذ عشرة أعوام، ربما تشبه في بداياتها قصص الكثير من نساء المجتمع الاردني اللاتي حرمهن من رفيق دربهن مبكرا ليعانين مرارة الحياة وعناء توفير لقمة العيش لأبنائهن.
لكن ما يميز بطلة قصتنا اليوم انها لم تستسلم لرحيل رفيق دربها بل أصرت على أن تشعل أناملها التي غرست في الأرض ليعتاش ابنائها الذين اصبحوا اليوم من اصحاب الشهادات الجامعية بل لم تكتف بذلك، فطموحها حملها لأن تصبح اليوم أول سائقه أردنية على مستوى الوزارات والدوائر الحكومية، حيث عملا سائقة في وزارة التنمية الاجتماعية.
تقول ام حمزة أنها عانت الكثير منذ وفاة زوجها رغم أن عائلتها كانت لها السند في محنتها، ورغم انها امية. الا انها شاركت في الاعمال التطوعية فاستطاعت عمل مشروع صغير وهو زراعة الأعشاب مثل الزعتر والمرامية والنعنع وغيرها من الاعشاب التي تستخدم في الطعام والشرب.
وتضيف "أصبحت بعد ذلك أشارك في المعارض لعرض المنتوجات الزراعية كزعتر المائدة والزعتر الناشف والنعنع اليابس وغيره، وذلك في مركز التنمية الاجتماعية المتواجد في منطقة ناعور"، مشيرة في ذات الوقت إلى أنها لم تحصل على أي معونة من صندوق المعونة الوطنية كونها لا تنطبق عليها الشروط.
وكانت تقوم بتسويق منتجاتها عبر مركبتها التي كانت تقودها بنفسها.
شعار أم حمزة، التي تعهدت به أمام أبنائها ولربما همست به لزوجها في قبره أن "العلم قبل الخبز فخرجت أبناء يحملون الشهادات مؤهلين لأعمال تخدمهم وتخدم وطنهم في ذات الوقت، ولأنها كما تقول "لا تريد ان يعايشوا المعاناة التي عانتها وأن يستطيعوا توفير كا ما يحتاجونه في حياتهم".
وتلفت ام حمزة إلى انها لم تتوقف فقط عند زراعة الاعشاب وبيعها بل أنها اصبحت تسوق لمواد تجميلية لتزيد من مردودها المادي وتوسع مشاريعها فشعارها في مجالها العملي هو "لا تطعمني السمك بل علميني كيف اصطاده".
بطلتنا عادت لتبحث عن عمل في مجال آخر إلى جانب أعمالها الأخرى، فبدأت بالبحث عن عمل جديد فقرأت ذات يوم إعلانا صادرا عن وزارة التنمية الاجتماعيه يفيد بحاجة الوزارة إلى سائقة.
تقول ام حمزة "ذهبت الى الوزارة لتقديم طلب العمل كسائقه لكني تفاجئت ان الوزارة تطلب رخصة مركبة عمومي فأصريت العمل في هذا المجال فقمت بأخذ دروس تدريب السواقه على السيارات العمومية فنجحت بالحصول على الرخصة".
وتضيف "كتب الله لي الحصول على الوظيفه وهي سائقه في وزارة التنمية الاجتماعية في دار الوفاق الأسري فِي ماركا لخبرتها في قيادة السيارات ومتطلبات المهنة تحتاج الى وجود سيدة ترافق العاملات والسيدات في دار الوفاق الاسري"، لتكون بذلك اول سائقة سيارة عمومي على مستوى الوزارات والدوائر الحكومية بوظيفة رسمية.
وتؤكد ام حمزة انها اليوم تعيش سعادة غامرة وتطمح للمزيد في المراتب العملية والاكثر مسؤولية، داعية في الوقت نفسه السيدات في المجتمع الاردني الى العمل والمشاركة في بناء المجتمع.
المفضلات