ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأزمة السورية تشكل اختبارا لهمة الرئيس بشار الأسد وقدرته على حلها، وقالت إن المشكلة الأساسية لدى الرئيس تكمن في عائلته.
ونقلت الصحيفة عن محللين ودبلوماسيين قولهم إن الأسد ما زال قادرا على تهدئة الاضطرابات، إذا ما أدرك الآمال التي عُلقت عليه عندما ورث السلطة منذ 11 عاما، وهي مواجهة عائلته التي تسيطر على الأجهزة الأمنية وتدفع نحو المضي في اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق المحتجين.
وخلال اليومين الماضيين، برز للعيان مؤشران على أي السبل التي يمكن للأسد أن ينتهجها، فمن جانب ألمح الرئيس إلى استعداده لتفعيل مزيد من الإصلاحات تفوق تلك التي أعلن عنها الأسبوع الماضي بشأن رفع قانون الطوارئ، ومن جانب آخر كان هناك تحذيرات قاتمة تتعلق بقمع أكثر وحشية.
وقالت نيويورك تايمز إن ميول الرئيس في بلد يشهد بيئة سياسية غريبة، تبقى عصية على التكهن.
ويقول البروفسور الزائر لدى جامعة كولومبيا بيار فيليو "هذه هي لحظة الحقيقة بالنسبة لبشار الأسد" مضيفا أن "لديه القدرة على فرض الإصلاحات على حزبه البعثي، ولكن هل لديه الإرادة لذلك؟".
ويقول بعض المحللين حتى لو نجا الأسد، فإن الفوضى ستحمل تأثيرات كبيرة على سياسات الشرق الأوسط.
من جهته يقول المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أندرو تابلر "سياستنا الخاصة بسوريا على مدى عامين ونصف العام تقضي بجلب دمشق وتل أبيب إلى طاولة مفاوضات السلام، ومع توجيه الأسد الآن اتهامات لإسرائيل والولايات المتحدة بالتحريض ضده، فإنه من الصعب عليه القيام بذلك".
وكغيره من "الحكام المستبدين"، يبدو أن واقع الانتفاضة يصل إليه بشكل مخفف، ولا سيما أن الإعلام السوري الرسمي وصف المحتجبن بأنهم عملاء محرضون جاؤوا من إسرائيل والسعودية ولبنان.
"
دبلوماسي أوروبي سابق:
الأسد الآن محشور في الزاوية، وهو محاط بأناس يقولون له: نحن في قارب واحد
"
عائلة الأسد
بعض الدبلوماسيين الذين يعرفون الأسد عن قرب يقولون إنهم يعتقدون بأن الأسد يفهم ما يجري وما يتعين عليه القيام به، ولكنه متردد جدا وجبان.
ويقول دبلوماسي أوروبي سابق "أعتقد أن بشار يعلم أنه يجب أن يكون ثمة حل سياسي، ولكنه لا يملك الشجاعة للقيام بما هو في صالح بلده وربما نجاته".
وتعزو الصحيفة تردد الأسد إلى أسباب تعود في جزء منها إلى القوى المحركة في عائلته، خاصة أن الرئيس محاط بأقرباء يتسمون بالقسوة، منهم شقيقه ماهر الأسد الذي يقود الفرقة المدرعة الرابعة في الجيش، وصهره رئيس المخابرات آصف شوكت.
من جانبه يشير الخبير في الشؤون السورية جوشوا لانديس من جامعة أوكلاهوما، ومحللون آخرون، إلى أن الأسد قد يسيطر على الوضع عبر إعلانه عن تنازلات جوهرية منها تخلي حزب البعث عن السلطة أو الإعلان عن إجراء انتخابات، غير أن المؤشرات تبدو ضئيلة جدا ومتأخرة.
وتختم الصحيفة تحليلها بقول الدبلوماسي الأوروبي السابق بأن "الأسد الآن محشور في الزاوية" وأنه محاط بأناس يقولون له: نحن في قارب واحد.
المصدر: نيويورك تايمز
المفضلات