الإسلاميون: قاطعنا الانتخابات لكننا لسنا مقاطعين لمجلس النواب
سرايا - فيما أكدت الحركة الإسلامية رسمياً أنها "قاطعت الانتخابات النيابية، لكنها لم ولن تقاطع مجلس النواب الجديد"، أشارت مصادر فيها إلى أنها تعد حاليا لعقد مؤتمر داخلي، هو "الأوسع والأعمق" منذ أعوام، يتوقع له أن يكون "محطة مراجعة فكرية وسياسية" داخلية.
وأفادت مصادر متطابقة في الحركة أن قيادة الإخوان المسلمين تعد حاليا لعقد عدة ندوات داخلية، يمكن تسميتها بمؤتمر داخلي موسع، قبل نهاية العام الحالي، يكون مناطا بها إجراء مراجعة وتقييم لملفات داخلية (على مستوى الحركة) وللعديد من القضايا والملفات الوطنية.
وتغيب الحركة الإسلامية خلال الأعوام الأربعة المقبلة عن مجلس النواب الجديد، وذلك على إثر قرارها بمقاطعة الانتخابات النيابية الأخيرة "احتجاجا" بصورة أساسية على استمرار العمل بقانون الصوت الواحد.
ولم يستبعد الناطق باسم "الإخوان" جميل أبوبكر، أن يبحث المؤتمر الداخلي للحركة موضوع الانتخابات النيابية، لكنه أشار إلى أن المؤتمر "غير مخصص تحديدا لهذا الموضوع".
وأوضح أبوبكر، في تصريح أراده "مقتضبا"، أن المؤتمر الداخلي "سيبحث في تحديد مواقف الحركة من بعض القضايا السياسية، وإعادة صياغة رؤيتنا من مثل هذه القضايا بعد عصف ذهني داخلي".
واعتبر أن "هذه الورشة الداخلية ستكون نوعا من الترتيب لأمور الحركة الداخلية، وهي عبارة عن ندوات تطرح فيها مختلف القضايا والتحديات على بساط البحث والمناقشة للخروج برؤية عامة حولها".
إلا أن مصادر مطلعة أخرى في الحركة الإسلامية أسرّت، أن المراجعة الفكرية والسياسية، التي يعد لها، تهدف أساساً إلى طرح ملف الخلافات الداخلية بين تيارات الحركة على بساط البحث، للوصول إلى تسويات وتوافقات بشأنها تمكن من التعامل مع التحديات المقبلة.
وتفيد المعلومات المتسربة من صفوف الحركة أن ملف الخلافات الداخلية، التي "حيدت إلى حد ما خلال فترة الانتخابات النيابية وما رافقها من قرار مقاطعة لها"، هو أحد التحديات المهمة أمام الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة، التي تغيب فيها عن مجلس النواب، والتي عليها أن "تحسمه وتبحث عن حلول للتباينات والخلافات الموجودة".
وملف الخلافات الداخلية في الحركة، تحديدا بين تياري الصقور والحمائم، وحلفاء التيارين بين صفوف تيار الوسط المنقسم في حالة الاستقطاب المستعرة، يشغل حيزا واسعا منذ أكثر من ثلاثة أعوام في الحركة، التي تعد أبرز عناوين المعارضة الأردنية.
ويرى مراقبون أنه رغم "حالات التسكين" لواقع الخلافات الداخلية بين التيارات والأجنحة المتصارعة في الحركة، عبر أكثر من محطة، استقالت فيها قيادات ومكاتب تنفيذية وانتخبت أخرى سواء في الجماعة أو ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي، منذ الانتخابات النيابية لعام 2007، برغم ذلك، فإن الخلافات والتباينات داخل الحركة ما تزال مستحكمة ولم تصل إلى مرحلة الحسم والحلول النهائية، بل وذهب رسميون ومحللون إلى إعادة قرار مقاطعة الإسلاميين للانتخابات الأخيرة إلى الخلافات الداخلية، وهو أمر سخرت منه الحركة رسميا.
إلى ذلك، أكدت الحركة الإسلامية أنها لا تتخذ موقفا سلبيا من مجلس النواب الجديد، الذي قاطعت انتخاباته.
وقال أبوبكر، إن الحركة الإسلامية "قاطعت الانتخابات النيابية، لكنها لم ولن تقاطع مجلس النواب".
وأكد أن "على مجلس النواب الجديد أن يقوم بدوره وواجباته الدستورية والقانونية على أكمل وجه"، مضيفاً "سنبقى نتعامل مع المجلس ونطالبه بأداء دوره كاملا".
وكان لافتا في المؤتمر الصحافي، الذي عقدته قيادة الحركة الإسلامية عشية عيد الأضحى المبارك حول الانتخابات النيابية، أن الحركة لم تصل إلى درجة الطعن بشرعية مجلس النواب الجديد، رغم تسجيلها لـ"مخالفات" قانونية وسياسية على العملية الانتخابية وقانونها.
واكتفت الحركة بوصف المجلس النيابي الجديد بأنه "لا يمثل الشعب الأردني تمثيلاً حقيقيا"، لأن انتخابه جرى على أساس قانون الصوت الواحد "المجزوء".
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورسان البتراء
المفضلات