اخواني الاعزاء
فيما يلي نظرةٌ على رأي الدين في التدخين والادمان والمخدرات
*** التدخين
أصبح واضحا جليا أن شرب الدخان، وإن اختلفت أنواعه وطرق استعماله، يلحق بالإنسان ضررا بالغا، إن آجلا أم عاجلا..، وهذا ما أجمعت عليه مرجعيات الفتوى المعاصرة والمجامع الفقهية، ولم يعد هناك مجال لمجادل في الحكم على التدخين بأنه مكروه..، ولعل العذر الذي حمل البعض على الفتوى بالكراهة عدم اتضاح الصورة وعدم ثبوت تلك المضار الهائلة للتدخين، التي لا يملك معها أي مفت ولا عالم إلا الحكم بحرمتها..
تأمل قول الله تعالى: "ويحرم عليكم الخبائث" والمدخنون هم أول من يثبت ويقر بخبث التدخين نظرا لمذاقه المر ورائحته الكريهة، واقرأ قوله عليه السلام: "لا ضرر ولا ضرار" وما عليك سوى الرجوع إلى فقرات هذا المقال لتتلمس بعض الأضرار الناجمة عن التدخين؛ على المدخن وعلى من حوله.
وحتى لو سلمنا بأن التدخين مكروه وليس بحرام، فتخيل كم من المكروهات ترتكب يوميا"..، ثم ألا تظن أن هذه المكروهات كلها لا ترتفع إلى درجة الحرام.
وإليك على عجل بعض النقاط التي يدخلك التدخين فيها:
1. التدخين يحرمك استجابة الدعاء.
2. التدخين يدخلك في قوله عليه السلام: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت" 1 وتخيل كم تحرم أولادك لتعطي سيجارتك؟!
3. التدخين يجمع حولك الشياطين، وينفر عنك الملائكة؛ إذا إن الملائكة – كما تعرف – تنفر مما ينفر منه ابن آدم..، وكل بنو آدم ينفرون من التدخين .. وإذا اجتنبتك الملائكة، فمن يحفك؟!
4. التدخين قد يدخلك في جملة المطرودين من مساجد الله تعالى..، ألم تسمع قوله عليه السلام: "من أكل بصلاً أو ثوماً فلا يقربن مصلانا" وإذا كان هذا شأن أكل المباح الطيب المفيد، فما بالك بمتعاطي الخبيث المضر.
***لمحة تاريخية عن المواد المخدرة
تعود معرفة الإنسان بالمواد المخدرة إلى زمن بعيد؛ حيث دلت النقوش على جدران المعابد والكتابات على أوراق البردي المصرية القديمة، حتى الأساطير المروية التي تناقلتها الأجيال على هذه المعرفة القديمة، فالهندوس على سبيل المثال كانوا يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الآلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش..، أما قبائل الأنديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول بأن امرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس، وتجلب لهم نوماً لذيذاً، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا.
***مفهوم المادة المخدرة
في المفهوم القانوني: فهي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وترهق الجهاز العصبي وتذهب العقل، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض محدودة يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك.
في المفهوم الطبي: هي كل مادة نباتية أو كيميائية بسيطة أو مركبة ذات خواص معينة تؤثر في متعاطيها نفسيا أو جسديا أو كليهما معا، مع إمكانية أن تجعله مدمنا ومعتمدا عليها لا إراديا عليها - باستثناء تعاطيها لغرض العلاج من بعض الامراض، وتحت الاشراف طبي - وتشكل ضررا على متعاطيها نفسيا كان أو جسديا أو اجتماعيا أو كل ذلك مجتمعا، ولا يستطيع التخلص منها إلا بمساعدة طبية متخصصة.
***الإدمان .. التسمم المزمن
الإدمان هو نمط سلوكي يقوم على الاعتماد على المادة المؤثرة عقليا ويكون مصحوبا برغبة جامحة لتوفير المادة المتعاطاة باستمرار، واحتمالية عالية جدا للرجوع إلى هذا السلوك في حال الانقطاع عنه، أي بمعنى آخر هو حالة تسمم دورية أو مزمنة ناتجة عن الاستخدام المتكرر للمادة المؤثرة عقليا.
***الإدمان ورأي الدين الإسلامي
تقدم أن الإدمان يعني الاعتياد على شيء ما، حسناً كان أو سيئاً، لكن العرف السائد حدد وحصر هذا المصطلح في الاعتياد على الأمور السيئة الخبيئة فقط؛ فلا يقال مثلاً: إن فلانا مدمنا على العصير أو الشاي ..، وإنما يقال: فلان مدمن على المخدرات أو الحشيش .. أو الدخان.
والإدمان بهذا العرف حرام من بدايته إلى منتهاه ..، فمن يكثر في شرب أو تناول محرم لا يختلف حكمه عمن يتناوله مرة أو مرتين .. جرعة أو جرعتين ..، والقاعدة في ذلك معروفة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام".
ويضاف الى ذلك ، قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )* من تردى من جبل فقتل نفسه ، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن تحسى سما فقتل نفسه ، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة ، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا * 2
"، الذي هو نص واضح في الموضوع على حرمة كل مطعوم أو مشروب فيه قتل للجسم والروح.
علاوة عن أن الإدمان انتحار وقتل للنفس التي نهى الله تعالى عن الإضرار بها من قريب أو بعيد، يقول عليه الصلاة والسلام: "ومن قتل نفسه بشيء عذّب به في نار جهنم". ولا يظن ظان أن روحه ملك له، لا يسأل عما يفعل بها من شر، بل هي ملك لله تعالى الذي خلقه.
منقول ( صحتنا مسؤوليتنا )
المفضلات