مقدمة ...
* الحرب :
هي نزاع مسلح تبادلي بين دولتين أو أكثر من الكيانات غير المنسجمة ، حيث الهدف منها هو إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي .
* الحرب :
هي نزاع مسلح يقوم على استخدام القوة المسلحة باستخدام مجموعات مسلحة منظمة تسمى جيوشا نظامية وأحياناً
جماعات شبه نظامية - ميليشات - وتستخدم القوات المسلحة كل الوسائل لإلحاق الضرر والأذى بالطرف الآخر في الحرب سواء في قدراته العسكرية أو مقدراته المدنية ويتم ذلك عن طريق التدمير المنظم والمخطط بالاستعانة بمعلومات عسكرية عن الطرف الآخر تجمعها أجهزة الاستخبارات والاستطلاع العسكرية، وتستخدم القوات المسلحة هذه المعلومات للقيام بعمليات عسكرية منظمة للاعتداءعلى الطرف الآخر.
هي وبكل تأكيد صورة واضحة للتدمير والقتل والتشريد ومسح كل ما هو أنساني من قلوب المقاتلين
منذ أن خلق الله الإنسان .. وغريزة البقاء وحب التملك يسيطران عليه .. ولعل قتل قابيل لأخيه هابيل كان بمثابة الانطلاقة الأولى لهذا الشعور الذي استمر ملازماً له حتى وقتنا الحاضر.
وفي مجتمعاتنا الحديثة يعيش الإنسان أزمة وجود واستقرار جعل أساسها الصراع الدائر بين الأقوياء وصراع آخر بين الضعفاء .. ولعل مسببات هذه الصراعات عديدة قد تكون عقائدية أو اقتصادية أو تاريخية أو غيرها .. الأمر الذي
جعل المختصين في ميدان علم النفس والاجتماع يختلفون بشأن طبيعتها وأسباب حدوثها.
وعندما نعود إلى منطقتنا العربية المضطربة منذ قرون نجد أن التفكير في الأسباب ينصب نحو الغرب والذي يراه
الأغلبية بأنه قادم للسيطرة على المقدرات العربية، وبعدة أشكال منها ما هو استعماري لأخذ الثروات ومنها ما هو ديني باحتلال الأراضي المقدسة في فلسطين.
هذه الأزمات التي يعيشها الإنسان تولد لديه العديد من عوامل القهر النفسي، وتساهم في تغير العديد من المفاهيم
الاجتماعية للإنسان على مر العصور، وتولد عدم الثقة والرهاب والخوف، فيكون التفكير الذاتي والرضا بالقليل من المطالب المهمة له والتي يختفي بعدها الإبداع والتطور الفكري لديه فتكون همومه معلقه بكيفية العيش في هذه الحياة المتواترة المليئة بالمتناقضات المسببة للصراعات النفسية بين الإقدام والإحجام مولدة لديه ضعف القدرة على الفعل
إضافة إلى الركود والعدائية.
ومع تواجد هذه الاضطرابات النفسية التي تسببها الحروب فإنها تؤدي بالتالي إلى فقدان الكثير من الطلقات البشرية
عندما تنتهي الحروب.
* الشخصية الإنسانية
لقد ميز اللَّه سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر الكائنات الحية، وجعله المعمر لهذه الأرض لما حباه من نعمة العقل والتفكير والتبصر .. إلا أن سلوك هذا الإنسان معقد نتيجة لأنه ينشأ عن شخصية ذات تركيب عضوي، منها ما هو جسمي ونفسي واجتماعي وانفعالي تعيش في بيئة مادية ومناخية، وتؤثر فيها العوامل البشرية بشكل كبير ولا نستطيع أن نعزل هذه التركيبات عن بعضها فهي تتفاعل فيما بينها في حركة دائمة مستمرة .. ويكون سلوك الإنسان هو نتاج هذا التفاعل الجسمي العقلي النفسي الاجتماعي الانفعالي.
* التأثر النفسي للحرب
تجر الحروب عادة الدمار للإنسان من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية ونفسية .. ويتأثر الإنسان بها كثيراً فقد تشعره بالعجز وعدم القدرة على العمل .. وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية لديه تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله فيكون عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه متأثر بالعديد من الإحاطات التي تورثها كوارث الحروب.
وتسبب الحروب العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية على الأفراد، وقد تجر هذه الأمراض النفسية أمراض جسمية فتصيب شريحة كبيرة من الناس وهذا ما حدث في الكثير من المجتمعات ومنها أوروبا أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، فزاد عدد المصابين بالاكتئاب والقلق وأمراض القلب والمعدة وغيرها.
وحصل ذلك أيضاً في مجتمعاتنا العربية، ففي لبنان مثلاً وبعد الحرب الأهلية انتشرت الأمراض السيكوسوماتية أو
(النفسية الجسمية) فزادت نسبة الإدمان على المخدرات، وبدأت العديد من المهن الجديدة بالتواجد، كما كثرت الخلافات الزوجية وارتفعت نسبة الطلاق، وازداد عدد حاملي السلاح، وكل هذا جاء نتيجة وجود القلق والذي يعاني منه 68% تقريباً، والخوف يُعاني منها 90%، والإرهاق والضغوط النفسية والتي يُعاني منها 80%، وكذلك الأرق ويُعاني منه 35%، وحالات الانهيار والاضطرابات الجسدية الوظيفية.
ومن الأمثلة على تأثيراته ما حدث للمشاركين الأمريكان أيام حرب فيتنام في السبعينات، حيث أن غالبية من اشتركوا في هذه الحروب من الجنود والمتطوعين وغيرهم أصيبوا بالعديد من الأمراض النفسية ولعل أهمها الهلوسات السمعية والبصرية، واضطرابات النوم والكلام، وأمراض المعدة .. وكل هذه الأمراض جاءت بعد أن شاهد هؤلاء المشتركون
في المعارك حجم الدمار والضحايا والتعذيب الذي تعرض له بعضهم .
يتبع ... منقول
المفضلات