ذات حظ بائس نسي الثلاثيني حسام شطب رسالة قصيرة عن هاتفه الخلوي وردت اليه من صديقة قديمة ما شكل فرحة لزوجته التي قرأتها خلسة بشماتة المنتظر لوقوع زوجها بالخطأ وفقا لانتظارها الذي طال لسنوات..
وكان حسام اعتاد على ديليت ، شطب الرسائل فور ورودها خوفا من زوجته التي حذرته غير مرة من استقباله لمسجات لا تراها مناسبة من منطلق حرصها على اسرتها كما يقول حسام الذي يعمل في احدى الدوائر الحكومية واصفا علاقته بصديقته القديمة بالعابرة .
وبامكان مثيلات زوجة حسام ان يقطعن الشك باليقين اذ اصبح بامكانهن الان استرجاع كل المسجات المشطوبة عن هواتف ازواجهم والعكس صحيح وذلك بمنتهى السهولة وعبر برامج معينة وفقا لما اكده خبراء في مجال الالكترونيات الامر الذي اسعد وفاء 40 عاما ، ربة بيت المتربصة بزوجها الذي لا ينفك يستقبل رسائل ويبعث باخرى ثم يلغي الوارد والصادر معا مستدركة وضاحكة في آن معا حين قالت ان هذه المعلومة ستساعدها في اثبات ظنونها حول علاقات زوجها المتشعبة الذي يتقن فن الغاء كل شيء حتى وعوده لها بالذهاب الى نزهة !! اذن والحالة هذه فلا يفرح المرء كثيرا اذا شطب رسالة قصيرة اقتحمت جهازه الخلوي للتو ظنا منه ان احدا لن يراها .. والحقيقة انه يكون قد تفوق على نفسه لحظتها لكن الشريك او الشخص الذي يهمه امره يمكنه استعادة كل المواد الملغية وذلك بجرة يد معلم الكترونيات ..
واختصارا للمشاكل ولاسباب متنوعة يصب معظمها في الشأن الاجتماعي يعمد الكثير من الاشخاص الى الغاء الرسائل التي تردهم سواء بالخطأ او بالصح حتى انهم اعتادوا على الذهاب الى كلمة ديليت ، الغاء بعيد قراءتهم لها لما تشكله من راحة للشخص الذي قد تورطه رسالة ما في علاقته مع الشريك او المحيط.
ولا يؤرق موضوع الرسائل القصيرة الخمسيني محمود الشروف ، مسؤول مبيعات في شركة خاصة وذلك لما تنطوي عليه علاقته بزوجته من ثقة وشفافية ويلفها الكثير من الصراحة والوضوح حتى انه لا يتوانى عن السماح لها بقراءة الرسائل حال ورودها مشيرا الى انه واثق من مسيرته وعلاقاته ومما يفعل وبالتالي فلا داعي للغمغمة واختلاق المشاكل على حد وضوحه ! فيما يؤكد مختار بالوش ، صاحب مطعم بانه غير مضطر ابدا الى استقبال اي مسج قد ينعكس مضمونه سلبيا على علاقته بزوجته بل انه لا يتردد في الاتصال بالشخص الذي بعث برسالة مثيرة للجدل حتى لو بالخطأ لتوضيح موقفه منها وايقافه عند ذلك الحد .
وبامكان الخبير في مجال الالكترونيات ان يقوم باستعادة المواد المشطوبة عن الهاتف الخلوي عن طريق برامج محددة وفقا للمتخصص في مجال الالكترونيات المهندس محمد عبيدات الذي يؤكد ان هذه الميزة لا تتوفر في جميع اجهزة الخلوي بل في اجهزة الاي بوت و البي سي الذي يأخذ شكل اللاب توب فيما تتوفر في الموبايلات العادية في كروت التشغيل الخاصة بها بحيث يمكن قراءة المحذوف منها بسهولة وفقا لتقنية معينة .
ومن المعروف ان العلاقات الزوجية تتأثر الى حد ما بضبابية المواقف من احد الشريكين وفقا لمستشار الطب النفسي المتخصص في الارشاد النفسي في جامعة اليرموك الدكتور نايف الطعاني الذي يذهب الى ان التقنيات الحديثة الانترنت ، والخلويات وغيرها من وسائل الاتصال اسهمت الى حد بعيد بتقريب العالم الذي اضحى قرية كونية من جهة ولكنها على صعيد اخر ساهمت بخلق المشاحنات بين الازواج او الشركاء وذلك حين وظفت بغير اهدافها الخدمية . غير ان العلاقات الزوجية المتينة لا تتأثر برسالة عابرة بحسب الدكتور الطعاني خاصة اذا بنيت تلك العلاقة على اسس من الصراحة والحب المتبادل لتبقى استخدامات الرسائل القصيرة والطويلة ..كما يضيف ضاحكا ضمن الاطار البعيد عن اي شبهة .
وينصح الدكتور الطعاني الازواج بعدم اختلاق المشاكل عبر العبث بمشاعر الشريك خاصة اذا كانت شخصيات زوجاتهم مصنفة ضمن الشخصية الوسواسية او ما يطلق عليه بالعامية الشكاكة .. اي ان يتداركوا كل ما من شأنة استثارة المشاكل داعيا الى توظيف استخدامات التقنيات الحديثة بما يعززالسلوكيات الايجابية بغض النظر عن امكانية استعادة الرسائل المشطوبة من عدمها اي ان يكون منطلق سلوك الانسان كما يضيف هو الرقابة الذاتية وليس الخوف من الاخر. ويبين ان المجتمعات العربية ربما تكون من اكثر المجتمعات استخداما للرسائل القصيرة لما فيها من خدمة وتوفير للوقت والجهد والمال على ان لا تستخدم بما يهدر تلك العناصر برمتها مشيرا الى ان العديد من حالات الطلاق تمت بسبب رسالة قصيرة مشكوك بمحتواها الامر الذي يشكل دافعا الى تعزيز الشفافية والوضوح في العلاقات الزوجية والبعد عن كل ما قد يعكر سمو رسائلها !!.
المفضلات