يؤكد رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق أفراهام بورغ أنه لا ديمقراطية حقيقية في إسرائيل، ويتطلع لتحويلها إلى دولة -لكل مواطنيها- منزوعة الهوية اليهودية من خلال حزب جديد يتنكر للصهيونية.
ويرغب بورغ -الذي استقال من الحلبة السياسية عام 2004- بالعودة لها بأفكار جريئة تستفز قطاعات واسعة من اليهود عبر التأكيد على عدم وجود ديمقراطية حقيقية في إسرائيل وإفلاس السياسة فيها.
ويشي اسم الحزب "مساواة إسرائيل" -الذي يعمل بورغ على تأسيسه- بأجندته حيث يشدد على ضرورة استعادة القيم الديمقراطية المفقودة في إسرائيل خاصة المساواة بين مواطنيها والفصل بين الدين والدولة.
الصهيونية الدينية
وفي تصريح للجزيرة نت يوضح بورغ أن الصهيونية باتت وهما معتبرا أن الصهيونية الدينية خطة متزمتة وغيبية لا مكان لها في هذا العالم، وبأنه لا يكترث بهوية رؤساء الدولة المنشودة ويلفت لضرورة انتخاب الرجل المناسب، موضحا أنه لا ضير بانتخاب عربي لرئاسة الحكومة طالما هناك ولاء من قبل كل المواطنين.
بورغ: الصهيونية الدينية خطة متزمتة وغيبية لا مكان لها في هذا العالم (الجزيرة نت)
وردا على سؤال يرى بأنه يعتمد طرح التجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه عزمي بشارة، رد بورغ متسائلا ما إذا كان ممكنا أن يكون المرشح الأول عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة يهوديا؟
ويضيف "نحن ندعو لتغيير أنماط العمل السياسي القديمة والتجمع الوطني الديمقراطي أيضا من ضمن النماذج القديمة لأننا لا نبحث عن أحزاب قومية يهودية أو عربية".
وعن ردود فعل الإسرائيليين على أفكاره، يقول بورغ إنه يفهم استغراب الكثير منهم لكونهم ضحايا للظروف ولأن كل شيء لديهم ينم عن صدمة وخوف عميقين داعيا إلى "بناء واقع جديد"، وضرورة انتقال إسرائيل مما أسماه الصدمة إلى الثقة.
غيتو إمبريالي
ولا يعتبر ما قاله بورغ أمرا جديدا فقد سبق له أن أثار في كتابه "لننتصر على هتلر" ضجة كبيرة قبل ثلاثة أعوام عندما كتب فيه أن إسرائيل دولة عسكرية تتدهور نحو الفاشية تماما كألمانيا عشية سيطرة النازية على الحكم.
ويدعو بورغ إلى تحرير إسرائيل من صدمات ملاحقة اليهود والمحرقة بعدما تحولت إلى "غيتو صهيوني إمبريالي لا يؤمن إلا بالقوة وبنفسه" معتبرا أن نزع سلاح إسرائيل النووي سيكون يوما سعيدا بحياته.
كما استثار الإسرائيليين في مناسبات عدة منها حينما وصف إسرائيل بالشيطان، وفي مقال نشرته صحيفة "الغارديان" في سبتمبر/أيلول 2003 أعلن فيه تفهمه لقيام الفلسطينيين بتفجير أنفسهم لأن الاضطهاد يخلق الكراهية.
أغلبية الإسرائيليين تعتبر أفكار بورغ تصفية للمشروع الصهيوني (رويترز-أرشيف)
حق العودة
ويقول بورغ أنه ليس بمقدور إسرائيل أن تكون ديمقراطية ويهودية بنفس الوقت لتناقضهما ويطالب بجعلها دولة لكل مواطنيها خاصة غير اليهود، ويرى أن السلام مع الفلسطينيين يتم بانسحاب كامل من الأراضي المحتلة عام 1967 وبإنجاز تسوية لقضية اللاجئين واعتماد نظام مساواة حقيقي داخل إسرائيل.
ومن هذا المنطلق، يحمل بورغ على قانون العودة الذي يتيح عودة اليهود فقط فيما يدعو لإتاحتها لكل إنسان يقبل بالمواطنة الإسرائيلية بصرف النظر عن قوميته وهذا ما اعتبرته أغلبية الإسرائيليين تصفية للمشروع الصهيوني.
يذكر أن بورغ شغل عضوية الكنيست عن حزب "العمل" في الفترة 1988-2004 وترأس الكنيست لولاية واحدة كما انتخب رئيسا للوكالة اليهودية في 1995 وهو علماني بتوجهاته رغم كونه ابنا ليوسيف بورغ الحاخام والوزير اليميني السابق.
المصدر: الجزيرة
المفضلات