بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س : هل من كتب معينة ينصح بها سماحة الشيخ ، إلى كل من يود أن يعمل في مجال الدعوة إلى الله ؟ .
ج : أعظم كتاب وأشرف كتاب أنصح به هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
فأنصح كل داع إلى الله ، وكل آمر بالمعروف وناه عن المنكر ، ومعلم ومدرس ومرشد ، ذكرا كان أو أنثى ، أن يعتني بكتاب الله ويتدبره ، ويكثر من قراءته . فهو أصل كل خير ، وهو المعلم ، وهو الهادي إلى الخير ، كما قال عز وجل : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وهو يهدي بهداية الله إلى الطريق الأقوم ، إلى سبيل الرشاد . فالواجب على الدعاة والآمرين بالمعروف ، والمعلمين ، أن يجتهدوا في قراءته وتدبر معانيه ، فإنهم بذلك يستفيدون الفائدة العظيمة ، ويتأهلون بذلك للدعوة والتعليم بتوفيق الله عز وجل . ثم أنصح بالسنة ، وما جاء فيها من العلم والهدى ، وأن يراجع الداعي إلى الله والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمدرس ذكورا وإناثا ، كتب الحديث ، وما ألفه الناس في هذا ، حتى يستفيد من ذلك ، وأهم كتب الحديث وأصحها ، صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، فليكثر من مراجعتهما والاستفادة منهما ، ومن بقية كتب الحديث كالسنن الأربع ، ومسند الإمام أحمد ، وموطأ الإمام مالك وسنن الدارمي وغيرها من كتب الحديث المعروفة .
كما أوصي بمراجعة كتب أهل العلم المفيدة ، مثل المنتقى للمجد ابن تيمية ، ورياض الصالحين ، وبلوغ المرام ، وعمدة الحديث ، وجامع العلم وفضله لابن عبد البر ، وجامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب ، وزاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم ، وأعلام الموقعين ، وطريق الهجرتين ، والطرق الحكمية ، كلها له أيضا .
فقد ذكر رحمه الله في هذه الكتب الشيء الكثير حول الدعوة ، وحول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فينبغي للمسلم أن يستفيد منها لأنها كتب عظيمة من أئمة وعلماء لهم القدح المعلى في هذا السبيل مع حسن العقيدة ، والتجارب الكثيرة .
وكذلك ما كتبه أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية في السياسة الشرعية ، والحسبة في الفتاوى ومنهاج السنة ، فهو من الأئمة العظماء الذين جربوا هذا الأمر ، وبرزوا فيه ، ونفع الله به الأمة ونصر به الحق ، وأذل به البدع وأهلها فجزاه الله وإخوانه العلماء عن صبرهم وجهادهم أفضل ما جزى به المحسنين ، إنه جواد كريم . فأنا أنصح كل مسلم ، وكل معلم وكل مرشد أن يعتني بهذه الكتب المفيدة بعد العناية بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
كما أوصي بالكتب المؤلفة في هذا الباب من أئمة العلم والهدى في المذاهب الثلاثة ، المالكية والشافعية والحنفية ، وغير ذلك من كتب الحنابلة المعروفين بالعلم والهدى ، وحسن العقيدة .
والمقصود أنه يستعين الداعية بكتب أهل العلم التي ألفت في هذا الباب . لأنها ترشده إلى ما يجهله ، وتدله على كثير من العلم ، قال الله تعالى : وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ولا شك أن التعلم والتبصر من التقوى .
.................
أجاب عليه العلامة ابن باز رحمه الله تعالى
المفضلات