نصبح حكماء ليس بذكرى ماضينا، وإنما بالمسؤولية تجاه مستقبلنا
برنارد شو
نعيش زمناً طويلاً أزمة بحث، وحينما تحل هذه الأزمة..
نكتشف أننا في أزمة بحث عن الأزمة التي حُلّت هروباً مما هو أعقد منها.
كثير من البشر ينتحرون كل يوم بطرق يعتقدون أنها تحررهم من الحياه،
ومع تزايد نسب الانتحار في أغلب دول العالم،
يسجل أيضاً أن عدد المنتحرين أحياء يتجاوز الأعداد التي تغادر الدنيا،
فالحياة بملامحها القاسية، وضغوطها اليومية،
ورغبة الإنسان الجارفة في أن يكون،
والتأكيد على وجوده يجعله يمارس الإنتحار يومياً أحياناً بعدم معرفة،
وأحياناً بفهم يسعى إلى تجاهله.
من أسوأ ملامح الفشل في الحياة أن يتواجد الجيد،
والحقيقي ولا يلمحه أحد أو يتجاهله،
ويظل الركض مستمراً نحو الهلامي، والرديء.
تحلم بالتغيير.. وتعتقد بقدرتك على فعل ذلك،
ورغم هيمنة الفكرة، وسطوة هاجسها،
تظل إرادة تحويلها من حلم واقع تقف على حدود التفكير.
نحن بحاجة دائماً إلى نقطة ساكنه تقف داخلها..
بصمت.. بهدوء..
باستكانة بعدم استيعاب لأي شيء..
بتكيف مع هذا الفراغ الساكن،
باستمتاع وبإحساس يمتد للحقيقة التي تجعل من الأشياء المهمشة
وجها تقدميا للحياة وتحرر من واقع مرير
إلى واقع خاص يتراكض بالأمل والخصوصيات الفنية بكل الاحتمالات.
البعض ينتهي عمره وهو لا يزال يفتش عن شيء أضاعه..
والبعض يصل إلى ما يريد قبل الأوان..
وبالتالي تنتهي حياته مبكراً رغم امتدادها.
المقاييس المألوفة في كل الأشياء تختلف من شخص إلى آخر،
لأنها تظل مرتبطة بالتفكير، والثقافة، والرؤية، والتربية،
ولا يمكن أن يتفق عدة أشخاص على مقاييس معينة في أي شيء
وهم لا يتمتعون بنفس التوجهات.
بعض الناس لا ينتمون إلى قانون محاكمة النفس،
بل ويعتبرونه حماقة ينبغي تجاهلها وعدم الدخول في متاهاتها،
رغم أنهم لو توقفوا لاكتشفوا،
أن هذه المحاكمة لو تمت لاعتبرت عادلة،
ولم يصدر حكم يوازيها في ظل استيعاب الانسان لحقيقته، وذاته.
أحياناً نتصادم مع النفس..
لكن يسعدنا ذلك التصادم.
روعة الحياة أنها تظل دائماً قادرة على فتح الأبواب المغلقة
مهما كانت موصدة،
ولكن لا يتأتي ذلك إلا بإرادة الراغب في الحياة.
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(تحتاج القرابة إلى مودة، ولا تحتاج المودة إلى قرابة)
يقول المتنبي:
ودع كل صوت غير صوتي فإنني
أنا الصائح المحكي والآخر الصدى.
منقول
المفضلات