السلطة: استمرار الاستيطان يعني وقف المفاوضات
رام الله– وكالات : دعت القيادة الفلسطينية امس اسرائيل الى ان تختار بين السلام والاستيطان، محذرة من ان استمرار البناء الاستيطاني سيؤدي الى انهيار المفاوضات المباشرة بين الطرفين التي ستنطلق مطلع الشهر القادم.فقد حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رسالة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون من ان اسرائيل و"في حالة استمرارها في النشاطات الاستيطانية فإنها تكون قد قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان".
وشدد الرئيس الفلسطيني في هذه الرسالة على ان هذه المفاوضات المباشرة يجب ان تستند الى "المرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة وخريطة الطريق،ومبادرة السلام العربية،ومبادئ مؤتمر مدريد وبجدول أعمال المحادثات المباشرة الذي يشمل القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين".
واكد ان تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة يتطلب "حل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة والافراج عن كافة المعتقلين".من جانبه قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في مؤتمر صحفي في رام الله أمس "إذا استمرت إسرائيل في النشاطات الاستيطانية، فإنها تكون قد قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان".
واضاف عريقات ان على الحكومة الاسرائيلية "ان تختار السلام وليس خيار الاستيطان كونه غير شرعي". وكانت القيادة الفلسطينية وافقت على الذهاب الى مفاوضات مباشرة مع اسرائيل بناء على دعوتي اللجنة الرباعية والادارة الامريكية،تنطلق في الثاني من سبتمبر في واشنطن.واعتبر عريقات انه بالامكان التوصل الى اتفاق شامل خلال المدة الزمنيه البالغة 12 شهرا التي اقترحتها اللجنة الرباعية واضاف "نحن نبذل كل الجهود على الصعيد على مستوى المجتمع الدولي لتحقيق السلام".
وتابع المسؤول الفلسطيني "آن الأوان لاتخاذ القرارات،ولا يجب إعادة الأمور إلى نقطة الصفر".من جهتها اعتبرت الحكومة الفلسطينية أمس أن مستقبل العملية السلمية في المنطقة بات مرهونا بجدية إسرائيل تجاه مفاوضات السلام ومدى التزامها بوقف الاستيطان.وأكدت الحكومة ، في بيان صحفي عقب اجتماعها الأسبوعي في رام الله بالضفة الغربية برئاسة رئيس الوزراء سلام فياض،دعمها لقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالاستجابة لدعوة اللجنة الرباعية لاستئناف المفاوضات المباشرة.
وقالت الحكومة إن قرار اللجنة التنفيذية جاء استنادا لبيان اللجنة الرباعية والقاضي بالالتزام الكامل ببيانات اللجنة السابقة بما يشمل دعوتها للطرفين للتصرف على أساس القانون الدولي،ولا سيما الالتزام بخطة خريطة الطريق.ولفتت إلى تأكيد اللجنة على وقف إسرائيل الشامل لجميع الأنشطة الاستيطانية وعدم اعتراف المجتمع الدولي بضم إسرائيل للقدس الشرقية، على أن تتم مناقشة كافة قضايا الوضع الدائم فورا بما يكفل إنجازها في سقف زمني مدته عام واحد.وأكدت الحكومة أن هذه الموافقة تأتي في سياق التأكيد على إيجابية الموقف الفلسطيني تجاه هدف تحقيق السلام استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية،وبما يضمن قدرة العملية السياسية على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 .
وفي الوقت ذاته نددت الحكومة الفلسطينية باستمرار الممارسات "العدوانية" الإسرائيلية واعتبرت أن استمرارها "سيعرض الجهود المبذولة لإعطاء فرصة للعملية السياسية إلى الانهيار".
وطالبت المجتمع الدولي برمته بالتدخل الفاعل لوقف "النهج العدواني المتواصل" لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية.وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعلنت الجمعة استئناف مباحثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الثاني من سبتمبر في واشنطن بحضور الرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الاردن عبد الله الثاني مشيرة الى ان هذه المفاوضات يمكن ان تنتهي خلال عام.
وتعتبر الحكومة الاسرائيلية ان دعوة الولايات المتحدة لبدء المفاوضات المباشرة جاءت "من دون شروط مسبقة"،ما يزيد من خشية الفلسطينيين من قيام اسرائيل باستئناف الاستيطان بعد تاريخ 26 سبتمبر الذي تنتهي فيه فترة العشرة اشهر التي التزمت اسرائيل خلالها بتجميد جزئي للبناء الاستيطاني.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات