ضمت عدة منظمات حقوقية وإنسانية بالجزائر صوتها إلى عائلة رمز الحركة الوطنية، الأمير عبد القادر الجزائري، في مناشدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التدخل لدى السلطات السورية من أجل إنقاذ حياة أحد أحفاد الأمير، وهو محمد خلدون الجزائري الحسني، من الإعدام، بعد صدور حكم بحقه من محكمة عسكرية سورية قبل شهرين.
كما دعت المنظمات الحقوقية الجزائرية، ومن أبرزها الحركة الحقوقية الجزائرية والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وجمعية نور لحماية وترقية حقوق الإنسان، وكذلك الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي يترأسها مصطفى بوشاشي، في رسالة إلى رئاسة الجمهورية تدعوا فيها الرئيس بوتفليقة للتدخل.
وفي هذا الإطار قال الدكتور فخار كمال الدين، الناشط في مجال الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان"الأمير عبد القادر يعتبر مفخرة للجزائر ولكل الجزائريين، والعلاقة القوية التي تربطنا بالشعب السوري تدفعنا وبحكم التاريخ وعلاقة الشعبين إلى الوقوف مع ابن جلدتنا ومن كان أجداده رمزا من رموز الجزائر وما يزال."
وتابع كمال الدين قائلاً: "لهذا نأمل ونضم صوتنا لصوت عائلة الأمير عبد القادر لإطلاق سراح الأمير خلدون".
ومن جهة أخرى كانت عائلة الأمير عبد القادر قد دعت في وقت سابق الرئيس الجزائري، إلى التدخل السريع من أجل إبعاد العائلة عن شبح ما قالوا إنها "حرب طائفية تدور رحاها في سوريا، وتستهدف العلماء والرموز، وعلى رأسهم الأمير خلدون ابن العالم النووي مكي الحسيني الجزائري، والذي اعتقل منذ شهرين على يد قوات الأمن."
وأهابت العائلة بالرئيس بوتفليقة للتدخل سريعا لإنقاذ حياة الأمير خلدون من الموت، وجاء في رسالتها إليه "'نحن إذ نهيب بفخامتكم أن تتكرموا بالتحرك سريعا لإنقاذ هذا الأمير، نعلم علم اليقين بأنكم لن تتركوا أبرز علماء آل الأمير يقضي ظلما في أتون حرب طائفية."
وذكرت الرسالة أن الأمير خلدون "حكم عليه في محكمة عسكرية بالإعدام ظلما وزورا لا لشيء سوى لأنه علم من الأعلام المنافحين عن حقوق الأمة الذائدين عن حياضها شهد بذلك القاصي والداني".
وختمت العائلة رسالتها إلى الرئيس بوتفليقة قائلة: ''تعلمون يا فخامة الرئيس أن لكل عطاء زكاة وكم يكون عظيما عند الله أن تبذلوا زكاة الجاه التي حباكم إياها في إنقاذ حفيد من أجلّ أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم، سائلين الله عز اسمه وجل ذكره أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
تجدر الإشارة إلى أن عبد القادر بن محيي الدين، المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري، يعد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، حيث خاض معارك ضد الاحتلال الفرنسي للدفاع عن بلاده، ثم نفي إلى دمشق إلى أن توفي بها في 26 مايو/أيار 1883.
ويمثل الأمير عبد القادر الجزائري واحداً من أهم رموز مدينة دمشق الذين حقنوا فتنها الطائفية والمذهبية، لا سيما أنه استقبل في بيته عشرات العائلات المسيحية السورية واللبنانية التي لجأت إلى دمشق إبان الحرب الأهلية التي نشبت عام 1860، وكان حريصاً على استضافتهم وحمايتهم في منزله الذي كان ملاذاً من ويلات الحرب الطائفية بالمنطقة.
وللأمير خلدون عدة صفحات تدعمه على موقع "فيسبوك" وتضم مشاركات لشخصيات عديدة تناشد السلطات السورية الإفراج عنه وتطالب الجزائر بالتدخل لإنهاء قضيته.
وتجمع الجزائر علاقات وطيدة مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وقد تحفظت الجزائر تجاه عدة خطوات عربية حيال الوضع في سوريا، كما رفضت خطوات أخرى، وهي من الدول القليلة التي ظلت على تواصل ودي مع النظام السوري في ظل عزلته الدولية منذ انطلاقة الثورة المناهضة له قبل أكثر من عام ونصف.
وتعرّف إحدى الصفحات المخصصة للدفاع عن الأمير خلدون شخصية بالقول إنه من مواليد عام 1970، وقد درس جراحة الأسنان وتفوق فيها، وهو أيضاً "فقيه متمكن ومجاز له بالفتوى على المذهب المالكي (أحد المذاهب السنية الأربعة) وجامع للقراءات القرآنية العشر، وباحث ومصنف وخبير في الأنساب ومتخصص في تاريخ جدِّه الأمير عبد القادر الجزائري وسيرته وعلى دراية واسعة به."
المصدر: الحقيقة الدولية
المفضلات