عمان - كايد المجالي - أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان العين عبد الهادي المجالي أن الربيع العربي و سياق الأحداث الحالية كشف عن خلل في تقييم العرب لواقعهم و فشل في قراءة المستقبل،إضافة إلى غياب الرؤية الأوروبية التي كان من المفترض أن تقوم على أساس موضوعي في حل الاشكالات التي تعاني منها المجتمعات العربية و الاسلامية.
و أشار المجالي خلال كلمة ألقاها أمس في اجتماعات اتحاد البرلمان الأوروبي في قبرص إلى أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانا قبل «الربيع العربي» مناطق تعاني غياب الديمقراطيات الحقيقية والعميقة، ووقوعها تحت نفوذ أنظمة شمولية، بطريقة أو أخرى، أثر سلبا في كل النواحي وأدى إلى فشل السياسات الاقتصادية وأحدث خللا في البناء الاجتماعي.
كما أكد أن الثورات تهدف إلى تحقيق إصلاحات جوهرية وعميقة في سياسات البلاد العربية تعظم قيم الديمقراطية وتجعل الشعوب مصدر السلطات وتصون حقوق الإنسان وتقيم العدل وتساوي الفرص وتكافح الفساد وتحقق التنمية وتقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مستدركا أن الربيع العربي بدأ ينحرف عن مساره القويم ويدخل مرحلة خلق البيئة المناسبة لحروب أهلية محصلتها تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة على أسس طائفية وعرقية متناحرة.
و أضاف: «لقد ضيعت أوروبا والولايات المتحدة الأميركية فرصا كثيرة، وهاهي الفرصة تتجدد في ظل الربيع العربي، لتعيد بناء وعيها وتتفهم أن أفدح ظلم تعيشه منطقتنا وشعوبنا العربية والإسلامية، ويُشعرها بالغبن ويؤجج فيها مشاعر الكراهية والرغبة في الانقلاب والثورة على الواقع الراهن، هو الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه، برضى أوروبا وأميركا، اللتين لم تفكرا، ولو مرة واحدة وجديا، بعمل ما ينهي هذا الظلم ويحقق السلام الذي يتيح لشعب فلسطين إقامة دولة مترابطة مستقلة تنعم بالسيادة وعاصمتها القدس الشريف».
و أكد المجالي أن الدعم الغربي غير المحدود الذي تتلقاه إسرائيل شجعها على التمادي في الظلم والتجاوز عن استحقاقات السلام، و جعلها تضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط و تهملها.
و شدد المجالي على ضرورة إدراك الأوروبيين إلى أن اشتعال الحروب الأهلية، على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، لن يدفع ثمنه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط، بل الأوروبيين أيضا سيدفعون ثمن هذه الحروب من استقرارهم وأمنهم وازدهارهم.
و دعا إلى تشكيل استراتيجية أوروبية جديدة تقوم على مقاربة إبداعية تسهم في انتقال العالمين العربي والإسلامي، اقتصاديا وسياسيا، إلى حال أفضل، والانخراط جديا في معالجة المشاكل التي تواجهها المنطقة وعلى الخصوص إقامة الدولة الفلسطينية مركز الصراع ومحركه.
المفضلات