مصدر حكومي ينفي الادعاءات بالتشويش على الجزيرة في المونديالمان - الدستور - نيفين عبد الهادي وبترا
اكد مصدر حكومي رفضه وبشكل قاطع الادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن هويتها لصحيفة الغارديان البريطانية بأن الاردن كان وراء التشويش الذي تعرض له بث قناة الجزيرة الفضائية خلال مباريات كأس العالم 2010
وقال المصدر ان هذه الادعاءات باطلة وغير مقبولة ، وان الحكومة مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق وانها واثقة بان مثل هذا الفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات. واعرب المصدر عن رفض الحكومة ايضا للتكهنات والآراء التي عبرت عنها مصادر في قناة الجزيرة لصحيفة الغارديان حول رد فعل الاردن على فشل مفاوضات شراء حقوق البث الارضي للمباريات.
وبهذا الخصوص اوضح المصدر "ان الاردن كان قد تحدث مع مسؤولين في قناة الجزيرة حول شراء حقوق البث قبل حوالي اربعة أشهر من انطلاق المباريات ، لكن قناة الجزيرة لم تبدأ المفاوضات الفعلية الا قبل ايام من انطلاق المباريات".
وتابع المصدر قائلا انه وقبل حوالي اربعة ايام من بدء مباريات كأس العالم تقدمت الجزيرة بعرض لبيع حقوق البث الارضي للاردن لعشرين مباراة تختارها هي ، وان معظم هذه المباريات من الدور الاول مقابل ثمانية ملايين دولار والسماح ببث المباريات على شاشات كانت ستوضع في المناطق النائية والفقيرة مقابل خمسين الف دولار لكل شاشة عرض.
واشار المصدر الى ان الحكومة رفضت هذا العرض لانها اعتبرته متأخرا جدا ولان المباريات التي سمحت الجزيرة ببثها وعددها لم يكن مناسبا.
واضاف المصدر "ان الحكومة حافظت على سرية المفاوضات ولم تفصح عن تفاصيلها واستمرت بتعاملها المهني مع قناة الجزيرة ومكتبها بعمان".
واعتبر خبراء في البث التلفزيوني الفضائي والاتصالات امكانية ما اثارته صحفية الغارديان البريطانية من أن الاردن كان وراء التشويش الذي تعرض له بث قناة الجزيرة الفضائية خلال مباريات كأس العالم 2010 ، كلام غير منطقي فنيا وهندسيا.
وساق الخبراء عدة اسباب لعدم صدقية الادعاءات ابرزها ان امكانية التشويش تتطلب محطة بث ارضية محمولة بمواصفات معينة لا يقل قطرها عن (4) امتار ، وهذه المحطة غير متوفرة في الاردن ، سوى في المدينة الاعلامية الحرة التي كانت بالاساس تعمل مع قناة الجزيرة لبث المباريات.
ووفق الخبراء ، في رصد اجرته "الدستور" حول ما نشرته الصحيفة المذكورة بهذا الخصوص ، فان اكتشاف اسباب التشويش يكون اثناء البث وليس بعد انتهائه بثلاثة اشهر ، وعليه فان ما ذكر غير مبرر وغير منطقي ، ومن المستحيل القيام به ضمن الامكانيات الفنية المتاحة في الاردن بهذا المجال ، والتي تعد متواضعة جدا.
الخص
المدينة الاعلامية الحرة ، اكدت على لسان مديرها العام المهندس راضي الخص ان امر التشويش ممكن ، ولكن من المستحيل ان يحدث من الاردن ، ذلك ان لهذه المسألة امكانيات فنية غير متوفرة سوى في المدينة الاعلامية ، مشيرا هنا الى ان قناة الجزيرة كانت تبث المباريات لعدد من الاقمار من خلال المدينة الاعلامية ، وكان لدينا في المدينة مهندس مقيم يعمل ويشرف على مدار الساعة على بث المدينة للمباريات. وبين الخص في تصريحه لـ"الدستور" ان التشويش وفق تقرير "الغارديان" حدث من منطقة تقع شمال شرق السلط ، وبحسب معلوماتنا لا يوجد في هذه المنطقة محطة يمكنها القيام بهذه المسألة ، مستطردا بقوله"على كل الاحوال علينا الاطلاع على الدراسة التي تحدثت عنها الصحيفة ، والوقوف على تفاصيلها الفنية بدقة ، حتى نتمكن من الرد الفني المطلوب ، ولا يمكن الرد بصورة مفصلة فنيا الا بعد الاطلاع على الدراسة.
ولفت الخص الى ان قطر المحطة التي يمكنها القيام بالتشويش يجب ان لا يقل عن (4) امتار ، وهذه غير متوفرة بالسيارات ، فلا يوجد محطة ارضية محمولة بهذا القطر ، ذلك ان المتوفر لا يتجاوز قطره مترين ونصف ، مؤكدا ان هذه المحطة غير متوفرة سوى لدى المدينة الاعلامية ، ونحن كنا في تلك الاثناء نعمل مع الجزيرة ، ونبث لاربعة اقمار ، اضافة الى وجود مهندس مقيم لدينا من الجزيرة. وشدد الخص على ان التشويش بحاجة الى محطة تكون قوية ولديها قدرة وامكانيات خاصة ، وبالتالي لا يمكن ان يكون ما جاء في التقرير صحيحا.
شوتر
واتفق الرئيس التنفيذي لـ "نور سات للاقمار الصناعية" عمر شوتر مع الخص بأن الرد التفصيلي على ما جاء في تقرير الصحيفة يجب ان يكون بعد الاطلاع على تفاصيل التقرير الذي تحدثت عنه الصحيفة ، لمعرفة الجوانب الفنية لما استند اليه وتحديدا ما يتعلق بالمسافة التي قيس بها التشويش ، ذلك انه يمكن التشويش على بث اي محطة من مسافة محددة تصل الى 100 كيلو متر ، وعليه لا بد من تحديد هذه المسألة بدقة. واشار شوتر الى ان ما صدر بهذا الخصوص حتى الان عبارة عن بيان اعلامي يخلو من معلومات مفصلة ، وبالتالي كان على الصحيفة الا تنشر خبرها دون تقرير مدعم بالوثائق ، وان تتم دراسته من قبل خبراء.
حياصات
رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات السابق الدكتور احمد حياصات اكد ان مسألة التشويش فنيا ممكنة ، ولكنها بحاجة الى قدرات فنية خاصة ، مشيرا الى انها غير متوفرة في الاردن سوى بالمدينة الاعلامية الحرة ، وهي شريكة الجزيرة ولها مصلحة بالبث السليم. واكد حياصات عدم وجود من له مصلحة في مسألة التشويش من الاردن ، "فهي مسألة غير منطقية ، وحسب معلوماتي لا يوجد محطات يمكنها القيام بهذه المسألة في الاردن ، باستثناء الموجودة في المدينة الاعلامية".
بني هاني
مدير عام هيئة المرئي والمسموع السابق حسين بني هاني اكد من جانبه استحالة حدوث ذلك من الاردن ، مضيفا "لا يمكن ذلك بأي طريقة من الطرق ، خصوصا ان هذه الامكانيات الفنية غير متوفرة سوى في المدينة الاعلامية ، ولا يمكن حدوثها سوى من شبكة ومعدات المدينة الاعلامية وهي الجهة الرسمية التي كانت تبث للجزيرة نقل هذه المباريات عبر اربعة اقمار. وبين بني هاني ان التلفزيون الاردني وكل المحطات المرخصة التي تبث من الاردن ، تقوم بعمليات البث من المدينة الاعلامية ، فهي صاحبة القدرات الفنية التي يمكنها القيام بهذه التفاصيل الهندسية ، وعليه فان مبدأ التشويش مرفوض تماما بهذا الاطار. واوضح بني هاني عدم امكانية اي محطة ان تشوش على اخرى الا اذا كانت معها في ذات الحزمة الفضائية ، بمعنى آخر تبثان من نفس القمر ، اضافة الى ان مسألة التشويش بحاجة الى سعة فنية خاصة غير متوفرة في الاردن
المفضلات