مساعد وزير الخارجية الامريكي : حـل الصــراع لن يكـون على حسـاب الأردن
سرايا - جدد مساعد وزير الخارجية الاميركية للشرق الادنى وشمال افريقيا جيفري فيلتمان دعم بلاده للاردن ، مشيدا بعملية الاصلاحات التي تنفذها المملكة بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأشار المسؤول الامريكي في حديثه الى عدد من الصحفيين امس في منزل السفير الاميركي في عمان ستيفن بيكروفت ، الى ان الولايات المتحدة تحرص على الاستماع للاردنيين في كافة قضايا الشرق الاوسط لان "الاردن قائد في المنطقة على مدى عقود".
واضاف ان الاردن بقيادة جلالة الملك يقود اصلاحات تأتي في صميم احتياجات ومصلحة الاردن ، مبينا ان الاردن يلعب دورا بارزا ورئيسيا وقياديا في المنطقة.
ونوه الى عزم بلاده على العمل على التوصل الى حل الدولتين ، مشددا بان الدولة الفلسطينية المقصود بها هي دولة حقيقية ذات سيادة وقابلة للحياة ، تقوم في الاراضي الفلسطينية.
وقال ان زيارته للمملكة تاتي بهدف الاستماع لوجهة النظر الاردنية حيال القضايا الاقليمية المتعددة ، لافتا الى ان اللقاء الذي جمعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني على هامش زيارة يقوم بها الى المملكة والعراق كان مثمرا وعميقا وينطوي على العديد من تطابق وجهات النظر للقضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد استقبل فيلتمان صباح امس في اجتماع تم خلاله بحث العلاقات بين البلدين وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتمحورت المحادثات حول الشؤون الثنائية والقضايا في المنطقة ، بما في ذلك تشكيل حكومة عراقية والجهود المبذولة لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط مبنى على حل الدولتين.
وفي هذا الصدد اشار فيلتمان الى ان الزيارات التي يقوم بها المسؤولون من كلا الجانبين تؤكد "عمق العلاقات الثنائية المستمرة وامتنان الولايات المتحدة الكبير لهذه العلاقات الوطيدة بين بلدينا".
وتابع ان بلاده تقدر وتثمن الدور الريادي الذي يقوم به الاردن في المنطقة منذ سنوات كداعم للاعتدال والسلام وخصوصا ما يبذله لاقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ، مشددا على أن حل الدولتين سوف يكون على الشق الغربي لنهر الاردن وأنه لن يكون هنالك أي حل على حساب الاردن أو حدوده مطلقا.
وفيما يخص العملية السلمية واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين شدد فيلتمان على ان الرئيس الامريكي عاقد العزم على دفع اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وملتزم بانجاح العملية السلمية رغم التحديات الاقليمية التي تواجه تحقيق ذلك في منطقة الشرق الأوسط.
وقال انه من الممكن تحريك عملية السلام بالعزم والإرادة وبمساعدة شركاء وحلفاء استراتيجيين مثل الأردن الذي يلعب دورا مركزيا في كل قضية من قضايا الشرق الأوسط.
كما اكد ان واشنطن لجأت الى خيار المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين بوساطة اميركية لاتاحة الفرصة لاستئناف الحوار بين الجانبين ولكي يصغي الطرفان الى بعضهما البعض ومن ثم العمل معا ، مشددا على اهمية بناء الثقة بين الجانبين لاتخاذ خطوات ايجابية وعدم التراجع الى الوراء عن الهدف "فالادارة الحالية تريد تحقيق انجاز حقيقي على الارض من خلال اقامة دولتين جنبا الى جنب ، فلسطينية يفخر بها الفلسطينيون كدولة لهم واسرائيلية امنة ، وان قضايا الحل النهائي مثل اللاجئين لن تكون على حساب الدولة المضيفة على الاطلاق".
وفيما يخص العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل قال انها "وثيقة" رغم التباين في بعض القضايا الخلافية.
كذلك لم يخف فيلتمان بأن الادارة الاميركية الحالية لا تقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية وفق ما أكد عليه الرئيس اوباما في اكثر من مناسبة بان عمليات البناء المستمرة تنتهك الاتفاقات السابقة وتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام ويجب ان تتوقف هذه المستوطنات دون شروط مسبقة من الجانب الاسرائيلي.
وفيما يتعلق بقانون الانتخاب الجديد في الاردن قال فليتمان ان الاصلاح السياسي والاقتصادي عملية محفزة للاستقرار في أي بلد راغب بتحقيق الديمقراطية وان ما يحصل شأن اردني لا علاقة للولايات المتحدة به ، "وهو برلمان اردني نابع من عملية اصلاح داخلية وليس لدى الولايات المتحدة علاقة به.
وأشار الى ان جلالة الملك كلف الحكومة الحالية القيام باجراءات تهدف الى تحقيق الاستقرار والنمو وخلق فرص عمل والقيام باصلاحات ، وهو امر تدعمه الادارة الامريكية ليس في الاردن فقط وانما في العالم اجمع.
وعلى صعيد مختلف اعتبر فليتمان ان خطاب الرئيس اوباما التاريخي في القاهرة قبل عام تقريبا عن البداية الجديدة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي استنادا الى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل في وقت يشوبه توتر كبير بين الجانبين ، دليل وبرهان على جدية هذه الادارة في العمل عن قرب بشراكة متميزة مع المجتمعات المسلمة ، لافتا الى ان هذا الخطاب هو بمثابة خريطة طريق ومنهج للعاملين في ادارة الرئيس اوباما يستوحون منه اليات التعامل مع العالم الاسلامي.
وحول علاقة الولايات المتحدة مع سوريا قال المسؤول الامريكي ان الادارة الحالية أوضحت أنها تنظر في امكانية التعامل مع كافة الجهات وبالتحديد سوريا قائلا "نحن منفتحون على الجميع ونرغب باستثمار ادوات الحوار مع الاطراف كافة دون استثناء وان قرار ارجاع السفير الاميركي الى دمشق قرار يعود الى مجلس الشيوخ الامريكي" ، الا انه لم يخف ان هنالك بعض القلق لدى الادارة الاميركية في هذا الشأن حيث انها "لا تريد حروبا في المنطقة" وفق قوله.
وفي الشأن العراقي اكد المسؤول الاميركي ان ادارته تشجع العملية الديمقراطية الحالية في العراق ، مشيرا الى ان تسلم أي رئيس وزراء عراقي منتخب لمنصبه يحمل الكثير من الدلالات الايجابية ومؤشر على قدرة العراقيين على استلام زمام المبادرة.
وشدد على ان "الولايات المتحدة ليس لديها أي مرشح لرئاسة الوزراء في العراق وانما هو قرار عراقي خالص نابع من ارادة الشعب العراقي وشأن عراقي لا علاقة لنا به".
واضاف ان تخفيض القوات الاميركية في العراق منذ حزيران الفائت اظهر حجم السيطرة التي تمتلكها القوات الامنية العراقية على المدن العراقية التي لا يوجد فيها عناصر اميركية وهو ما تطمح اليه الادارة الامريكية في البيت الابيض من احلال السلام والاستقرار في العراق.
رد مع اقتباس
المفضلات