ام وثلاث صغيرات يعشن في بيت صغير يقع وسط بنايات مرتفعه لا يكاد يرى
يغيب الأب عن بيته ويطول غيابه اكثر من ثلاثين يوما لطبيعة عمله
تجتاح الأم ازمه مرضيه ...... تدخل على اثرها المشفى
تبقى الأخوات في ذلك البيت الصغير المنعزل
لا تتجاوز الكبرى العشرة ربيعا...... والوسطى ثمان اعوام .... اما الصغيره فلا تتجاوز
السادسه
يوصدن,,,,, الأبواب حتى لا يقوم احد هم بالتطفل عليهن ,,,,,, ينقطعن عن العالم الخارجي
تتحمل الكبرى العبء الاكبر ,,,,, فعليها تحضير الطعام وترتيب المنزل
تتمتع بشخصية قويه ,,,, فطنه ,,,,, تسبق عمرها بأعوام
تلهو الاخوات ,,,, يلعبن,,,,, يتراكضن,,,,, وتعلو ضحكاتهن
وعند المساء وعندما يعلن الليل قدومه
تسكن الاخوات ويخيم على البيت الخوف
يأتي شبح الظلام يرمي بمخالبه على جدران بيتهن
ليدب الرعب في قلوبهن تنظر كل منهما الى الاخرى
حان وقت النوم,,,,,, واي نوم
يناظرن مقبض ذلك الباب المخيف,,,,,
يبدأ التخيل القاتل,,,,, فلربما يقوم احدهم بتحريك المقبض
وربما يمد احدهم يده من النافذه,,,, وربما ,,, و ربما
تسمع كل واحدة منهن دقات قلب الاخرى
تطفا الكبرى الأنوار حتى لا يرى المتطفلين مكان جلوسهن.... او مراقبتهن
تتصنع الكبرى القوه والجرأه الكاذبه
تقوم بتهدأة اخواتها.... والابتسامه لا تفارق ثغرها
ولكن قلبها يعتصر الما ورعبا ,,,, بل ويبكي دما
تحتضن اخواتها ,,,,, وتخبرهن انها ستقص عليهن حكايه
حكاية مسليه.... مضحكه,,,,, لعلها تخفف شيئء من خوفهن
تروي,,,, وتروي,,,,
وعيناها تحدق على المقبض اللعين..... لسانها يتكلم,,,, وقلبها يتألم
ماذا لو قام احدهم بطرق الباب طرفات خفيفه
ماذا عساها فاعله
تساؤلات كثيره تدور في رأسها وهي تروي الحكايه
تغط الصغيرات في نوم عميق
اما هي ..... فلا يغمض لها جفن
وما ان يبزغ الفجر وترى خيط من الضوء
حتى تخلد للنوم ,,,,, يمتد ساعات وساعات
اربعة عشر يوما,,,,, على ذلك الحال
تخرج الام من المشفى وتعود الى البيت
ولكن لا تلجأ احداهن الى حضن الام ,,,,, فقد مات كل احساس لديهن
يهرعن الى احتضان الاخت الكبرى ليشعرن بالأمان
تكبر الصغيرات,,,,,,ويتزوجن
وتصبح لكل واحده منهن حياتها الخاصه
ولكن,,,, ولكن
يبقى الحب والحنان غذاء ارواحهن,,,,, فلا تستطيع الواحده منهن الغياب عن
الاخرى اكثر من يومين
لا بد من اللقاء,,,,, يجلسن ويعدن بذاكرتهن الى الوراء
الى اربعة عشر يوما
ويستمعن لصوت فيروز يشاركهن الالم وهي تقول
( فايء لما راحوا اهالينا مشوار ,,,,,,, تركونا وراحوا وقالو اولاد زغار
ودارت فينا الدار ,,,, ونحنا اولاد زغار,,,,,, ونسهر على العتمه ( تلاتتنا سوى)
( بقلــــــمي )
المفضلات