[align=center]السلام عليكم
انشودة يكررها العامة من الناس تقول بعض كلماتها ..
يــادنيا لا تقسي علــيا ... كفايــا جــروح وعـــذاب ليا
تعبت من كثر ما اداريك ... أمــــشي وراك وراعــــيك
السؤال .. هل الدنيا هي من يقدر الامور ام الله ... ؟ وايضا كلمات اغنيه عافانا الله واياكم بتداولها الناس وخصوصا في الزفات (زفات الافراح ) تقول كلماتها .. يا ارض احفظي ما عليكي ....اوكل الحفظ للارض ونسي الله جل في علاه .. ؟
فهل هذه الالفاظ تجوز وخصوصا ان الله هو الحافظ سبحانه وليس الارض ..
الجواب:
لا يجوز نِسبة الأفعال إلى الدنيا ولا إلى الدهر . ونسبتها إلى الدهر أو إلى الجمادات خطأ من جهتين :
الأولى : نسبة الأفعال إلى الزمان ، وهذا قد يصِل بصاحبه إلى الشرك ، إذا اعتقد أن الزمان يفعل كذا . وهذا كَحَال الذين قالوا : (مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) .
والثانية : أنه مُتضمّن لِسَبّ الدّهر المنهي عنه ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : يَسُبّ بنو آدم الدهر ، وأنا الدهر بيدي الليل والنهار . رواه البخاري ومسلم .
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : يؤذيني بن آدم يقول : يا خيبة الدهر . فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أقلَّب ليله ونهاره ، فإذا شئت قبضتهما . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم رحمه الله : في هذا ثلاث مفاسد عظيمة : إحداها : سَـبّه مَن ليس بأهل أن يُسَبّ ، فإن الدهر خَلْق مُسَخّر مِن خَلْق الله ، مُنْقَاد لأمْرِه ، مُذَلّل لتسخيره ؛ فَسَابّـه أولى بالذم والسب منه .
الثانية : أن سَـبّه مُتَضَمّن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يَضُرّ وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضَرّ مَن لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحَرَم مَن لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه مِن أظلم الظَّلَمة . وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سَـبّه كثيرة جدا ، وكثير مِن الْجُهّال يُصَرّح بِلَعْنِه وتَقْبِيحِه .
الثالثة : أن السبّ منهم إنما يَقَع على مَن فَعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لَفَسَدَتِ السماوات والأرض ، وفي حقيقة الأمر فَرَبّ الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، الْمُعِزّ الْمُذِلّ ، والدهر ليس له من الأمر شيء ؛ فَمَسَبّتهم للدهر مَسَبّة لله عز وجل . اهـ .
وبناء عليه فلا يجوز قول : ( يا أرض احفظي ما عليك ) لأن الأرض من جُملة الجمادات ، ولا تُنسب الأفعال إلى الجمادات ، هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فإن الحافظ هو الله تبارك وتعالى ، ولذا قال يعقوب عليه الصلاة والسلام لِبَنِيه : (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .والله تعالى أعلم . [/align]
المفضلات