غرّر عرّاف في أحد الأحياء غرب العاصمة، بفتاة تجاوزت الأربعين من عمرها وسلبها بالحيلة مبلغ 12 ألف دينار حسب ما اعترف به قبل إحالته أمس على أنظار المحكمة.
وتفيد محاضر باحث البداية، أن فتاة تجاوزت الأربعين من عمرها ببضعة أشهر، وتعمل موظفة بأحد البنوك، بدا على سلوكها الاكتئاب بسبب عدم تقدم أيّ شاب للزواج بها، رغم زواج جميع أشقائها من بينهم شقيقتان تصغرها احداهما بخمسة عشر عاما. وهو ما زاد في توتّرها نفسانيا، وأثر ذلك على سلوكها سواء في عملها أو في اطار عائلتها، وأضحت تغضب لأبسط الأسباب وصرّحت الفتاة بأن احدى زميلاتها في البنك الذي تعمل به وهي صديقة مقرّبة لها اتصلت بها خلال شهر فيفري الماضي وأفادتها أنّ احدى قريباتها على معرفة بعرّاف يقطن بحي غرب العاصمة، يتمتع بقدرة خارقة في التعامل مع الجنّ، وبإمكانه البحث والعثور لها على وصفة تمكنها من ايجاد زوج للمستقبل.
وأفادت الفتاة أنها لم تقتنع بالمسألة في بداية الأمر، لكنها تراجعت بعد ذلك واتصلت بقريبة صديقتها التي ضبطت لها موعدا مع العراف. فاتصلت به بمنزل صغير غرب العاصمة قبل أن يسألها عن حاجتها. فطمأنها بأنه قادر على أن يعثر لها على زوج وأن يجعلها محبوبة من الشبان وسرد على مسامعها معلومات خاصة بها، ممّا أدهشها وجعلها تطمئن إليه. ثم قام بتعويذات ورش بخور على كانون أمامه. وبدا كأنه يخاطب شخصا لم تلمحه.
وأفادت الشاكية، أن العرّاف طلب منها تمكينه من مبلغ ألفي دينار كدفعة أولى، بعد أن أفادها أنّ النجاح في مهمته يتطلب ثلاثة أشهر وما عليها إلاّ الصبر وتلبية حاجياته من مصاريف وانفاقات. فمكنته من مبلغ 2000 دينار من الغد، وبعد يومين اتصل بها وأمدّها بحشائش أشار عليها بضرورة تناولها، دون إعلام أقرب أقربائها بالأمر. فاستجابت له وتناولت الحشائش التي أمدّها بها.
وبعد أسبوع اتصل بها العرّاف، وطلب منها تمكينه من مبلغ 3000 دينار. فلم تمانع وسلمته إياه خاصة وأنه بدا لها أن بعض زملائها من الذكور بدوا وكأنهم مهتمين بها على غير العادة.
وتواصلت العلاقة مع العرّاف، إلى أن استكملت تسليمه مبلغا اجماليّا قدره اثنا عشر ألف دينار، على دفعات متتالية. ومن غرائب الصدف أنه خلال تلك الفترة تقدم شاب لخطبتها من أهلها، ووافقوه على مطلبه على أن يجلب معه أهله بعد أسبوعين، باعتباره أصيل جنوب البلاد. وهو ما شجّع الفتاة على مواصلة اتصالاتها بالعرّاف والاستجابة دون تردّد الى جميع مطالبه.
وصرّحت الفتاة، أن الشاب الذي تقدّم لخطبتها اختفى عن أنظارها، وعندما اتصلت به وجدت هاتفه مغلقا فاتصلت بالعرّاف، لكن تبيّن أنه غادر المنزل الذي كانت تلتقي داخله معه. فتقدمت بشكايتها لدى الجهات القضائية التي أحالت الأبحاث على أنظار احدى الفرق الأمنية المختصّة، حيث نجحوا في الكشف عن هوية العرّاف، وجلبه الى مقرّ التحقيق وبعرضه على الشاكية تعرفت عليه منذ الوهلة الأولى، لكنه أنكر أي معرفة له بها. وأصرّ على انكاره. فأذنت النيابة العمومية بايداعه سجن الايقاف في انتظار أن تقول العدالة كلمتها في شأنه.
موقع الشروق.
المفضلات