الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على النبي الأمين محمد خير الخلق أجمعين، وعلى
آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد إخواني
أسوق لكم اليوم إخواني موضوعا حري بكل واحد منا أن يقرأه، ويمعن النظر فيه، لما
فيه من المواعظ والحكم، التي نحن أحوج ما نكون اليها اليوم في ظل غلبة الشهوات،
وسيطرة النزوات، وكثرة الفتن.
وقد اخترته لكم من كتاب "بحر الدموع" الذي يعد صاحبه ابن الجوزي علما من أعلام
الإسلام ألف كتبا عدة خاطب فيها القلوب.وقد عنونته ب"إلى متى العصيان؟؟"
( أيها المقيم على الخطايا والعصيان،التارك لما أمر به الرحمن، المطيع للغوي الفتان، إلى
متى أنت على جرمك مصر، ومما يقربك إلى مولاك تفر؟تطلب من الدنيا ما لا
تدركه،وتتقي من الآخرة بما لا تملكه،لا أنت بما قسم الله لك من الرزق واثق، ولا أنت بما
أمرك به لاحق.
ياأخي، الموعظة والله لا تنفعك،والحوادث لا تردعك، لا الدهر يدعك، ولا داعي الموت
يسمعك، كأنك يا مسكين لم تزل حيا موجودا ، كأنك لا تعود نسيا مفقودا.
فاز والله المخفون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار، وأنت مقيم على كسب
الجرائم والأوزار.
وأنشدوا
عيل صبري وحق لي أن أنوحا************لم تدع لي الذنوب قلبا صحيحا
أخلقت مهجتي أكف المعاصـي***********ونعاني المشيب نعيا صريحـــا
كلما قلت قد بريءجرح قلبي************عاد قلبي من الذنوب جريحـــــا
إنما الفوز و النعيم لعــــبــــد************جاء في الحشر آمنا مستريحـــا
إخواني ارفضوا الدنيا كما رفضها الصالحون، وأعدوا الزاد لنقلة لا بد لها أن تكون، واعتبروا
بما تدورا به عليكم الأيام والسنون.
يا من غدا في الغي والتيه **********وغره طول تــــمـــاديـــــــه
أملى لك الله فــــبـــارزته***********ولم تخف غب مــــعاصـــيـــه
إخواني بادروا بالتوبة من الذنوب، واقتفوا آثار التوابين، واسلكوا مسالك الأوابين، الذين
نالوا التوبة والغفران، واتعبوا أنفسهم في رضا الرحمن، فلو رأيتهم في ظلم الليالي
قائمين، ولكتاب ربهم تالين، بنفوس خائفة، وقلوب واجفة،قد وضعوا جباههم على
الثرى،ورفعوا حوائجهم لمن يرى ولا يُرى.
وأنشدوا
ألا قف ببابي عند قرع النوائب************وثق بي تجدني خير خل وصاحب
ولا تلتفت خائب غيري فتصبح نادما************ومن يلتفت غيري يعش عيش
منقووووووول
لا تنسوني من دعائكم بارك الله فيكم
المفضلات