الأدوية النفسية Psychoactive Drugs
الحركية الدوائية لمرور العقاقير النفسية للحليب تأخذ أهمية كبيرة من البحث والدراسة لأن مثل هذه الأدوية تكون واسعة الاستخدام بين عدد كبير من الأفراد ومن ضمنها الأمهات المرضعات، وأن المعالجة بمثل هذه المركبات يأخذ طابع الاستمرارية في تناولها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية للأمهات اللواتي يعانين من انفصام في الشخصية والمصحوب بأوهام اضطهادية " Paranoid schizophrenia " أو اللواتي لديهن اكتئاب متكرر داخلي المنشأ (Recurrent endogenous depression ) أو ممن لديهن أفكار انتحارية " Suicidal ideation " . (11)
وسوف نتحدث تحت هذا البند من العقاقير النفسية عن المجموعات الدوائية التالية :-
1- مجموعة البنزوديازين Benzodiazepines
2- مجموعة الباربتيورات Barbiturates
3- الأدوية المضادة للذهان Antipsychotics
4- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressants
5- الليثيوم Lithium
6- الأدوية المنبهة للجهاز العصبي Central Nervous system stimulants
7- الكحول Alcohol
1- مجموعة البنزوديازين Benzodiazepines
أوضحت الدراسات الى أن بعض الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة ظهرت في الحليب عند اعطائها لأمهات مرضعات، ففي احدى الدراسات وجدت بأن احدى المواد المستقلبة الفعالة للديازبام ( Diazepam ) وهو الأوكسازبام (Oxazepam ) كشف عنه في بول طفل رضيع عمره 8 أيام لأم كانت تتناول (30 mg / ml ) (ديازبام ) لثلاثة أيام خلت، وأن الدراسة أخذت الجانب النوعي للقياس ولم تأخذ الجانب الكمي للقياس، وأن الطفل أصيب بالارتخاء وبدأ يفقد من وزنه خلال يومين بعد تناول الأم للديازبام ، وهذه العلامات تدل على طرح الديازبام في حليب الأم وأن تخطيط الدماغ ( EEG ) (Electroencephalographic ) دل على وجود علامات مهدئة ومنومة أصابت الطفل نتيجة تعرضه للديازبام عن طريق الحليب . (8)
في حين أن دراسة أخرى أجريت على الديازبام ومستقلبه الفعال الآخر (N-methyldiazepam ) ، حيث لوحظ في هذه الدراسة أن كلا الديازبام ومستقلبه وجدا في حليب الأم ودم الطفل في اليوم الرابع واليوم السادس بعد الولادة وأن كل من الأمهات المرضعات الثلاثة اللواتي خضعن للدراسة كن يتناولن 30 ملغم / يومياً من الديازبام لمدة ستة أيام بعد الولادة . (11,8)
وخلصت الدراسة الى أن مستوى الديازبام في حليب الأم تتزايد بانتظام على مدى فترة المعالجة وأن الديازبام ومستقلبه ( N-methyldiazepam ) تقل مستوياتهما في دم الطفل بشكل ملحوظ خلال اليومين الأخيرين من فترة الرضاعة الطبيعية البالغة ستة أيام من أخذ العلاج، وهذا يشير الى نضوج الطرق الاستقلابية لدى الطفل التي تؤدي الى طرح الديازبام من جسمه. الباحثون ينصحون بعدم أخذ الديازبام أثناء فترة الرضاعة، واذا كان ولا بد من استخدامه فينصح بعدم الرضاعة الطبيعية والسبب في ذلك أن عملية استقلاب الديازبام تتم عن طريق الارتباط بالحمض السكري " Glucuronic acid Conjugation " وهي نفس العملية التي يتم من خلالها طرح مادة البليروبين " bilirubin" ولهذا فان مخاوف منافسة الديازبام للبليروبين على هذا المسار الاستقلابي سوةف يرفع من مستوى هذا الأخير ويؤدي الى ما يسمى بـ (Hyperbilirubinemia ) أي ارتفاع نسبة البليروبين في الدم عن القيمة الاعتيادية وهذا يؤدي الى حدوث ما يسمى بـ"kernicterus " لدى الطفل الرضيع ، ومن هنا جاءت النصيحة للأمهات المرضعات الابتعاد عن تناوله . (8) ويمكن القول بأنه اذا كان استخدام المهدئات لازماً لدى الأمهات الراغبات باستمرار الرضاعة، فينصح اعطائهن الأدوية ذات النصف العمري القصير كبدائل للديازيبام مثل تيمازبام(Temazepam)، لورميتازبام(Lormetazepam) وتريازولام ( trizolam ) (3). الأدوية الأخرى التي تنتمي الى هذه المجموعة تظهر في الحليب ولكن لا توجد دراسات توثيقية تؤيد هذا.
ويمكن أن نجمل حديثنا حول استخدام هذه المجموعة أثناء الرضاعة الطبيعية بما يلي :-
1- جميع الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة يجب أن تستخدم بحذر أثناء الرضاعة الطبيعية بسبب ما تسببه هذه الأدوية من تأثير مهدئ ومنوم لدى الطفل .
2- يجب أخذ الحذر عند تناول أدوية أخرى تشترك مع هذه المجموعة في تأثيراتها المهدئة والمنومة في وقت واحد مثل الاكثار من شرب الكحول والمهدئات من مجموعة دوائية أخرى مثل مضادات الهستامين وغيرها .
الصيدلاني راتب الحنيطي
المفضلات