تفسير الاحلام ابن سرين

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنفاق رفح المظلمة.. أضاءتها الإرادة

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Mar 2008
    العمر
    64
    المشاركات
    1,890
    معدل تقييم المستوى
    1579474

    Arrow أنفاق رفح المظلمة.. أضاءتها الإرادة

    أنفاق رفح المظلمة.. أضاءتها الإرادة

    أحمد عدوان


    قديماً كان الإنسان البدائي يخرج من كهفه وفي يده بلطة بدائية جداً ليصطاد بها فريسة ليعود بعشائه بعد كد وتعب طويل ليسد بها حاجته ويقيم نفسه فها هو يسحب ما اغتنمه إلى كهفه ويتناول بلطته ليقطع بها الفريسة لتكون طعاماً يتناوله كيفما شاء، هكذا بدأت الحياة، وهكذا صارت الحاجة أم الاختراع ولم يكن ذلك الاختراع إلا تلبية لرغبة تتملك الإنسان داخلياً ونفسياً لتحقيق منفعة تعود له، وأصبحت بذلك جزءاً من آلية الحياة أو تكنيك الحياة أو أسلوب الحياة. هذه حقيقة حدثتنا عنها الكتب السماوية كما كشفت عنها عباءة التاريخ، وهي تجرجر على الأرض.

    وبدأت بذلك تتواكب التطورات ليركب الإنسان السيارة ويطير في الهواء، ويصطاد فريسته بالبندقية وطرق حديثة يحتار الإنسان من سردها، وأصبحت البلطة في المتاحف مزاراً لتاريخ مضى لآلة معطلة لا تنفع دول العالم المتقدم، لكن في غزة لا زالت البلطة تعمل وتجد أماكنها في الدكاكين وفي ورش الحدادين، فلها مآرب عدة في تكسير الحطب الذي أصبح بديلاً عن غاز الطهي، والأنفاق التي تم حفرها لتوفير حاجة المواطن الأساسية، بدلاً من المعابر في ظل حصار أصبحت فيه البلطة والطورية شعار الشعب الفلسطيني.

    لكن المثير بالأمر أن هذا الشعب الفلسطيني حول من تلك المعاول والأدوات التي ماتت وتجاهلها الكثير، إلى أدوات حولت القطاع المحاصر إكلنيكياً، إلى انفراجه وبحبوحته عبر حفر أنفاق جعلت من الحصار تحدياً صارخاً وضرباً بعرض الحائط لذلك الجلاد، وبالرغم من التناقضات في تسمية الأنفاق وتوصيفها بأنها وسيلة للموت أو الحياة بذلك صارت الأنفاق المتنفس الوحيد لدخول السلع والبضائع المصرية لقطاع جار عليه الزمان.

    ربما تكون حاجتنا عند الحديث عن قضية الأنفاق بحاجة إلى تدقيق وبحث مفصل في كينونة الإنسان ونشأته الأولى، لتقودنا إلى مرادنا في تعريف الأنفاق وشكل الإصرار الذي تملكه صانعو الأنفاق أو حافروها لنجد بذلك تبلوراً جلياً في مفهوم الحاجة أم الاختراع، ومدى قدرة الإنسان على التغيير فيما يحيط حوله وكيف يطوع الطبيعة لتكون في خدمته. ومن أنفاق رفح التي غزت الحدود المصرية سننتقل بين ما يجول ويصول في تلك القنوات المعتمة التي أضاءتها الإرادة.

    ناقلا لكم تقريراً أعده الأخ طارق القزيري:
    العدد والتوزيع الجغرافي:
    باعتبار أن حفر الأنفاق هو تجارة بالأساس، ولطبيعة المنطقة العشائرية، فإنه يرتبط بعائلات بعينها، وتنحصر الأنفاق بين منطقتي (تل زعرب وحي البرازيل) أي في مسافة تبلغ 3 كيلو تقريباً، ويتراوح عدد الأنفاق بين 150 إلى 200 نفق. ومنذ بدء مجهودات التفاوض حول التهدئة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بوساطة مصرية، منعت "حماس" حفر أي نفق جديد، كما أن السلطات المصرية كثفت مجهوداتها لهدم الأنفاق على الجانب المصري، لكن الأنفاق موجودة، دون أن تضطرد في زيادة عددية لافتة. ويستفيد من الأنفاق أصحابها وعائلاتهم المباشرة، ومن يعمل لصالحهم فقط. دون حساب المشاركة من قبل الجهات الأمنية سواء كانت أيام حكم السلطة الفلسطينية للقطاع، مثلما كان على أيام "موسى عرفات" أو حالياً مع حماس.

    حفر النفق:
    يعتمد الوقت الذي يستغرقه النفق في الحفر على المسافة التي تبعد عن الحدود المصرية حيث يمكن أن يستغرق بناء نفق واحد (خمسة أشهر)، ويبلغ عدد الأفراد العاملين في حفر النفق، عادة ثمانية عشر فرد من فئة الشباب تتراوح أعمارهم بين 17 - 35 سنة، يتقاضون أجرة عمل تبلغ (70 ديناراً) على حفر وتجهيز المتر الواحد.

    تكلفة الأنفاق:
    يتراوح عمق النفق مابين (12 متراً – 14-30 متراً). لكن تكلفة النفق الإجمالية تعتمد على المسافة ودرجة البعد بين الحدود المصرية ونقطة البدء في النفق، حيث تبلغ تكلفة النفق القريب من منطقة الحدود حوالي (15.000 $ دولار أمريكي) بينما المناطق البعيدة عن الحدود ما يقارب (40.000 $ دولار أمريكي) عادة.

    الآليات التي يتم استخدامها في الحفر وإتمام بناء النفق:
    تستخدم لحفر الأنفاق أدوات الحفر التقليدية، إضافة لمحركات توليد كهرباء (200 شيكل) كابل كهرباء يمتد طول النفق، لمبة لكل ثلاثة أمتار، بايلات (براميل مقصوصة) وعددها ستة إلى ثمانية. خشب (70 سم طول، 20 سم عرض) (15 خشبة في المتر الواحد).

    المخاطر التي تواجه النفق والعاملين فيه:
    أولاً: التسفيق: ويعني ذلك تساقط الرمال على النفق من الأعلى مما يؤدي إلى تهدمه، واختناق العاملين داخل النفق.
    ثانياً: هطول المطر الكثير والمفاجئ ففي حالة تسربه لداخل النفق يعمل على هدمه.
    ثالثاً: قطع الكهرباء وذلك يؤثر على كمية الهواء الداخلة للنفق حيث يتم ضخ الهواء لداخل النفق للتنفس، وفي حال انقطاعه يؤدي إلى اختناق العاملين فيه.
    رابعاً: دخول نفق على نفق أثناء عملية الحفر: وذلك بقيام آخرين ببناء نفق في نفس المسار مما يضعف الأرض فيؤدي إلى هدمه وعدم تماسك الرمال مع بعضها البعض.

    لكن اكتمال حفر النفق لا يعني النهاية ربما، فمن الممكن أن يكتشف النفق من على الجانب المصري فيقومون بدفن النفق على من فيه، كما أن حركة حماس تشترط نسبة من المواد المهربة عبر الأنفاق لقاء السماح بالاستمرار بالعمل، وقيل إن النسبة تبلغ 40 % من كل صفقة يتم إدخالها.
    ولا بد في بعض الأحيان تقديم رشوة للضابط العامل في الجانب المصري لتسهيل إدخال البضاعة للجانب الفلسطيني، لكن في حال الفشل يتم اعتقال الأمين المصري أو العمال الفلسطينيين في حالة تواجدهم على الجانب المصري ليتم دفن النفق.

    كمية المهربات عبر الأنفاق:
    لا يمكن حصر الكميات وتحديدها بشكل دقيق، لكن عامل الزمن الذي تحتاجه المواد لتصل من الجانب المصري للفلسطيني هو ما يحدد الكميات وهنا أمثلة لما تحتاجه بعض المواد لتصل للنقطة النهائية:
    1- (3 طن ) من مادة tnt، وتكون المدة ساعة ونصف بالحد الأقصى.
    2- الدخان (50 - 70 كرتونة) في مدة ساعة، وذلك يرجع إلى نشاط العاملين في توصيل البضاعة عبر النفق.

    ** استئجار النفق وهذا في حال طلب جهة أخرى غير الجهة المالكة للنفق بإدخال بضاعة، يتم الاتفاق على أخذ نسبة 40 % من الجهة الراغبة بإدخال البضاعة لصالح صاحب النفق.

    البضاعة التي يتم شراءها من داخل مصر:
    ويتم توفير البضاعة المطلوب تهريبها في حالة ما كانت المواد تجارية بالتنسيق مع شبكة علاقات لبدو سيناء، حيث يقوم "الأمين" وهو بدوي أو من سكان الحدود "بدو سيناء" حسب مهارته في الشراء وكفاءته في العمل بسرية، بشرائها والاتفاق على أسعارها، وتسليمها إلى النفق. وهكذا فثمة دائماً اتفاقات مسبقة مع تجار من الجانب الفلسطيني لطلبيات تجارية أو بعض التنظيمات في حال إدخال سلاح لها، أو مواد متفجرة. وتكون البضاعة جاهزة في بيت الأمين على الجانب المصري، ويقوموا بإنزالها إلى النفق ويخرجونها بالطريقة التي يتم فيها استخراج الرمال من الأرض.

    وبعد إدخال البضاعة ينزل الأمين المصري إلى الجانب الفلسطيني من الحدود، وفي الجانب المصري يكون في انتظار نزوله شريك آخر ليغلق الحفرة ومن ثم إخفاء أي شواهد أو علامات في الغرفة التي يوجد فيها النفق. وتوضع طبقة حديدية تحت البلاط حتى لا يتم ضبطه من قبل القوات المصرية التي تتابع عملية تفتيش البيوت القريبة من الحدود.

    ويتم تصفية الحسابات وتسليم البضاعة وأخذ المبالغ، وينتظر داخل قطاع غزة مدة أسبوع أو أكثر حسب رغبته، وحتى يتم تجميع عدد من الأشخاص الممنوعين من السفر الذين يرغبون بالسفر عبر الأنفاق ليتم تهريبهم عبر النفق، ويتقاضى صاحب النفق من كل شخص يتم تهريبه حوالي ثلاثة آلاف دولار، ثم يتم عودة الأمين والمجموعة المهربة بعدما يقوم شريكه بناء على اتصال الأمين بفتح العين من بيته ليتسنى لهم الوصول إلى الحدود المصرية.

    الخطوات العملية لحفر النفق:
    1- البحث عن منزل قريب من منطقة الحدود المصرية من الجانب الفلسطيني.
    2- يتم قياس المسافة من الجانب الفلسطيني من البيت الذي سيقام فيه النفق إلى الحدود ما يقارب (70 متراً) من الحدود.
    3- يتم إحضار بوصلة لقياس معيار النفق والحفر، ويسيرون على اتجاهها في بناء النفق.
    4- ثم يبدؤون بعملية الحفر كالتالي: يتم النزول أرضاً ثلاثة عشر متراً كنظام حفر بئر، وبعد الوصول إلى ثلاثة عشر متراً يتم البدء بالحفر باتجاه الحدود المصرية.
    5- تكون المهمة الأولى للقطيع: (القَطْيع): مهمته قص الرمال بالكمبريسة أو المقدح ويكون خلفه بعض الشباب لتعبئة الرمال بالبايلة (برميل مقصوص)، ويقوم ببناء عدة غرف على جوانب النفق مقاسها ما يقارب 70 – 80 سم، ويكون هناك ما يقارب ثماني غرف ويوجد في كل غرفة عامل، وبينهما اتصال عبر الإنتركم (المخشير).
    6- وأثناء عملية التقطيع تتم عملية التخشيب خوفاً من تساقط الرمال على العاملين والقَطْيع.
    7- يكون في داخل الثماني غرف أربع محركات لسحب البايلات الممتلئة بالرمال التي تمت وهي من نتاج عمل القَطْيع.
    8- وبعد تعبئة البايلة وتسليمها يتصل العامل على الإنتركم ويطلب من العامل الآخر سحبها ويقوم تسليمه بايلة أخرى فارغة لملئها بنفس الطريقة.
    9- يكون هناك بعض الأشخاص في الغرف لمساندة الآخرين في حالة قضاء حاجة أو تعب أحد الأشخاص لتبادل الأدوار.
    10- وفي حال وصول البايلة إلى آخر النفق من الجهة الفلسطينية حيث يتم تعبئة الرمال من البايلة في جرادل فارغة ثم ينادي العامل في الأسفل للعامل في الأعلى ليقوم بسحبها عبر المناويلا.
    11- وفي حال وصولها لأعلى يتم تعبئتها بأكياس فارغة ويتم تصريفها بعيداً وذلك في حال عدم وجود مكان لتصريف الرمال في منطقة قريبة حتى يكونوا في بعد عن دائرة الشك من قبل السلطة والأجهزة الأمنية.
    12- تكون أبعاد النفق 70 سم في 70 سم، ويكون حجم الغرفة أكبر قليلاً.

    الخطوة النهائية:
    وحين يبقى (متران) لوصول النفق إلى الحدود المصرية يقوم صاحب النفق بالاتصال مع الأمين ليخبره بانتهاء بالتجهيزات، ويخبره الأمين بأنه يجب أن يدق سيخاً حديدياً في الرمال باتجاه البيت المصري المتواجدة فيه العين "الحفرة الثانية" المدخل من الجانب المصري.
    وبعد أن يصل السيخ الحديدي يتم الاتصال من جهة الأمين بأنه تم الانتهاء من العمل وهو جاهز ويقوم الأمين بالبدء بالحفر حيث انتهى السيخ.

    ويحفر فيخرج له شاب فلسطيني من العاملين في الحفر، ويحتاط عادة فيكون مسلحاً إذ ثمة احتمال من وجود الشرطة المصرية دائماً، حال كونها قامت بالقبض على صاحب النفق، ثم بعد تأكيد وصول العامل الأول يتم الاتصال مع صاحب النفق ليؤمن الطريق لبقية العاملين في النفق، وهناك يتم الاحتفال بالنجاح في حفر النفق.

    أخيراً لا يعنينا في المرحلة الراهنة إيجاد مبررات لوجود الأنفاق وانتشارها، أو تعليل مشروعيتها من عدمه، لتباين الآراء بين مؤيد ومعارض لها واحتراماً لجميع الآراء، ليكون بذلك مقالنا بعيداً عن متناول ضيق لحيثيات القضية، ولكن الذي يعترينا في تلك الظروف المطبقة التي يحكم فيها الحصار من كل جانب على قطاع غزة هو إثبات أن الشعب الفلسطيني بأسرة والمواطن الغزي الذي لا زال يعاني من الحصار المجحف، كما يعانيه أهل الضفة لكنهم فوق كل المؤامرات ومحاولات التجويع والتركيع ولوي الذراع، وأنهم يريدون العيش بكرامة حالهم حال باقي دول العالم حتى ولو اختلفت الآراء أن تلك الأنفاق أنفاق حياة أو موت ، تبقى إرادة الشعب الفلسطيني أكبر من كل المسميات.

    الدهيني

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586670

    مشكور اخي لما نقلت لنا
    الله ينصر اهل فلسطين يارب
    تحياتي
    [IMG]http://upload.*************/images/x2mkz8wacct87217xe.gif[/IMG]

  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    الف شكر
    يعطيك العافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. كيف تشجيع الأهل على المشاركة في الروضة , دور المعلمة في دعم عمل المتطوعات
    بواسطة A D M I N في المنتدى رياض الاطفال , الروضة , تمهيدي , تاسيسي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-06-2017, 03:28 PM
  2. مقدمة إذاعة عن المعلمة - اذاعة عن فضل المعلمة -عبارات مدح المعلمة
    بواسطة A D M I N في المنتدى اذاعة مدرسية 2020/ 2021
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-10-2016, 06:17 PM
  3. المعلمة عزة تفتتح «كشك» لتسهيل الدعارة بالدقي
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 21-11-2009, 07:23 PM
  4. أنفاق رفح المظلمة.. أضاءتها الإرادة
    بواسطة الدهيني في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-09-2009, 05:28 AM
  5. المعلمة...
    بواسطة إياس في المنتدى القصص القصيرة
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-05-2009, 08:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك