المواقع الإخبارية... وحرية التعبير.. بقلم: د. نزار شموط
بقلم: د. نزار شموط
نسعد كثيراً لما وصلنا إليه من وجود مساحة لحرية الرأي والتعبير في كافة وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية، لأن حرية الرأي والتعبير من أهم ركائز الديمقراطية التي نباهي بها , فإحترام الرأي والرأي الآخر مطلب إنساني وخلقي وسياسي , ووجود منابر للتعبير عن الرأي لأي كان أيضاً دلالة على ديمقراطية التعبير وفرصة تعميم الآراء , وردود الأفعال , والنقد الجاد والموضوعي تجاه أي موضوع أو حدث أو قرار سواءً كان رسمياً أو غير رسمي ، على اعتبار إن ذلك حق مكتسب كفله الدستور للمواطن ليكون شريكاً كاملاً وإيجابياً في أي قرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي ، وهذا يعتبر أولى مؤشرات المواطنة الصادقة. فالمطلوب أن تستغّل هذه المنابر بطريقة تخدم هذه الغاية وتحقق الهدف المنشود بحيث تغّلب المصالح العامة على المصالح الشخصية وأن يُراعى في التعبير مصلحة الوطن وسمعته ، وعدم المساس والتشهير بالشخوص دون دليل بائن بينونة كبرى , وبأسلوب يحقق التصويب وليس التجريح والقدح والإساءة ، حتى نتحاشى الوقوع في الفسق معاذ الله فقد وصف رب العزة الذين يتقصدون الإساءة والتشهير بدون وجه حق خير وصف , حيث قال جلّ من قائل "إن جآءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
ومع احترامي وتقديري لكل المواقع الإخبارية الأردنية على موقع الإنترنت والتي تعتبر منابر للتعبير الصادق والملتزم عن الآراء والطروحات البنائة التي غرضها كما أسلفت المصلحة العامة , وتسليط الضوء على بعض الثغرات والهنّات التي من الممكن ان لا يدركها صاحب القرار، فهي بالتالي إضاءات تصوّب المسار، والدليل العدد الكبير لمتصفحي هذه المواقع، ولكن للأسف تم استغلال البعض القليل لهذه المواقع لتحقيق مطامح وغايات شخصية بعيدة عن المصلحة العامة، هدفها التشهير والإساءة بتفريغ أحقاد مبيّتة ضد بعضهم البعض، بحيث وصلت الأمور لذكر وقائع وممارسات وأحداث تم إدعائها على بعض الأشخاص وبعض المؤسسات , وكانت بعد التمحيص من المعنيين للأسف كيدية غير واقعية , هدفها حقد شخصي .
وهذا الامر اعطى فرصة لهؤلاء النفر من المدّعين للتشهير والاسآءة وبدون وجه حق , واصبحت القصص تحاك هنا وهناك ويتم تناقلها بحيث تبدأ ككرة ثلج صغيره وتصبح في النهاية جبلاً جليدياً , مما قد يؤثر سلباً على العطاء ويعزز المزيد من الضغائن والأحقاد, ويولد الشك بين الزملاء لمعرفة من قام بالتشهير , وقد يُضطر من شُهر بهم ان يرفعوا امرهم للقضاء ضد هذه المواقع لرد اعتبارهم , وفي النهاية هذا الأمر سيفّقد بعض المواقع والصحف التي تتيح الفرصة لمثل هؤلاء مصداقيتها والهدف من انشائها وهو اتاحة الفرصة للنقد البناء الصادق المبني على حقائق ودلائل واضحة بعيداً عن الشخصنة واتاحة حرية الرأي بشفافية ومصداقية ضمن حرية واعية ومسؤولة هدفها الأصلاح والتصحيح وتعضيم الأنجازات .
المفضلات